"الحساب الأخير"... السينما تتنبأ بنهاية العالم - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الحساب الأخير"... السينما تتنبأ بنهاية العالم - تكنو بلس, اليوم الاثنين 2 يونيو 2025 04:58 مساءً

لينا أحمد مراد

هل نحن حقاً على شفير حرب نووية؟
"المهمة المستحيلة: الحساب الأخير" (صدر في 23 أيار /مايو 2025)
الجزء الأحدث من سلسلة "المهمة المستحيلة" يحطم الأرقام القياسية في شباك التذاكر، محققاً أكثر من 353 مليون دولار عالمياً، في أكبر افتتاحية في تاريخ السلسلة. لكن ما وراء الإثارة والمطاردات والمشاهد السينمائية المذهلة، يتركنا الفيلم مع سؤالٍ مخيف:
هل نحن فعلاً قريبون من اندلاع حرب عالمية جديدة؟ ليست سياسية فقط، بل رقمية يقودها الذكاء الاصطناعي؟
الآن يُعرض في صالات السينما اللبنانية، فيلم "الحساب الأخير" يأخذنا في سردٍ مثير تتصارع فيه أقوى الدول – وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا – على شفير حرب نووية مدمرة. لكن المختلف هذه المرة؟ الزناد ليس في يد إنسان، بل في يد ذكاء اصطناعي.

صعود قوة رقمية خارقة
القصة تتمحور حول "الكيان" – ذكاء اصطناعي متمرد اخترق الأنظمة العالمية، بما فيها الدفاعات النووية والعسكرية. وجوده أثار جنوناً جيوسياسياً، وبدأت القوى العظمى تتسابق للسيطرة عليه... أو لفك شيفرته المخفية في أعماق غواصة روسية غارقة.
من يسيطر على "الكيان"، لا يكسب الحرب فحسب... بل يحكم العالم الرقمي بأسره.
سيناريو مرعب بين الحقيقة والخيال
تخيل لو تلاعب الذكاء الاصطناعي بالمعلومات وجعل دولاً كبرى تظن أنها تعرضت لهجوم؟
تخيل لو ضغط على الزر –من دون مشاعر، من دون ديبلوماسية؟
في هذا العالم، تتحول القوة من الصواريخ... إلى الشيفرة البرمجية.
من يملك الكيان:
• يستطيع التجسس على العالم من دون أن يشعر به أحد.
• يشلّ أنظمة العدو بنقرة واحدة.
• يطلق – أو يمنع – صواريخ نووية في صمتٍ مطبق.

ميزان القوة ينهار
بينما يسيطر "الكيان" على الاتصالات، والمراقبة، والمصارف، وحتى أوامر الأسلحة النووية، يبدأ توازن العالم بالانهيار. الفيلم يرسم مشهداً مخيفاً: دولة واحدة قد تهيمن على الكوكب، لا عبر الدبابات، بل عبر التحكم الرقمي الكامل.
الديبلوماسية العالمية تتحول إلى رقعة شطرنج رقمية... واللاعب الثالث والأخطر: الذكاء الاصطناعي.
والرهان؟ فناء البشرية.
المهمة: إنقاذ العالم 
يعود الممثل الاميركي توم كروز بدور "إيثان هانت" في أكثر مهماته إلحاحاً إيقاف "الكيان" قبل أن يُشعل حرباً نووية. إنها ليست مجرد عملية تجسس... بل سباق يائس ضد الزمن لمنع نهاية رقمية للعالم.
في عالم تتلاشى فيه الثقة ويتصاعد فيه الهوس، خطأ واحد فقط... قد يفجّر الكوكب.
"القوة لم تعد في الصواريخ، بل في الشيفرة".
تشابه مخيف مع "أوبنهايمر" (2023).
هذا الكابوس الرقمي يعيد إلى الأذهان الكابوس النووي الذي جسده فيلم "أوبنهايمر" (2023)، والذي تناول حياة روبرت أوبنهايمر ودوره في تطوير القنبلة الذرية خلال الحرب العالمية الثانية.
وعلى رغم أن "أوبنهايمر" لم يعرض تفاصيل الحرب بين روسيا وأميركا، إلا أنه غاص في الأبعاد الأخلاقية والسياسية للسلاح النووي. 
الفيلم لم يُظهر دمار هيروشيما وناغازاكي، بل ركز على الصراع الداخلي لعالمٍ اسمه أوبنهايمر كان اختراعه بداية النهاية.
الرسالة الذي حملها الفيلم؟ أخطر ما في الإنسان… هو ذكاؤه، سواء أكان علمياً... أم اصطناعياً.
هل تعكس أفلام الأميركية خوفاً حقيقياً من فناء البشرية؟
من الحرب الباردة إلى حروب الذكاء الاصطناعي، تعكس أفلام الأميركية خوفاً دفيناً:
غلطة واحدة... نظامٌ واحد يخرج عن السيطرة... كفيلان بمحو البشرية.
في زمنٍ تزداد فيه الفوضى العالمية، وسطوة الذكاء الاصطناعي، والحروب السيبرانية، والسباق نحو التسلح، تأتي هذه الأفلام لتدق ناقوس الخطر.
الرسالة من هذه الأفلام ليست: "هذا ما سيحدث".
بل: "هذا ما قد يحدث... إذا لم نستيقظ.".
لكن يبقى السؤال الأول والأخير: هل المسؤول الأكبر عن هذا يكترث؟
هل يدرك صانعو القرار، في دولٍ تمتلك آلاف الرؤوس النووية وتقود ثورات الذكاء الاصطناعي، أن الخطأ ليس مجرد احتمال… بل مصير متوقع إن لم تُضبط المعادلة؟
هل تؤخذ تحذيرات العلماء والمفكرين والمبدعين على محمل الجد؟
هل يُنظر إلى هذه الأفلام كخيال، أم كمرآة تُظهر لنا مستقبلاً نصنعه بأيدينا كل يوم؟
نحن في عصر تتسارع فيه التكنولوجيا أسرع من قدرتنا على وضع ضوابط لها، وتُستخدم فيه الأدوات الذكية بقرارات غير ذكية.
الخطر لم يعد قنبلة في يد عدو… بل خوارزمية في شبكة.
وهنا تكمن المفارقة المرعبة: العالم قد ينهار ليس بسبب شرٍّ متعمّد، بل بسبب لامبالاة في قمة الهرم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق