في خطوة تاريخية، تم ترشيح سيدة الأعمال الإماراتية شيخة ناصر النويس لمنصب الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، في سابقة تُعد الأولى من نوعها منذ تأسيس المنظمة قبل خمسين عامًا. وجاء ترشيحها خلال اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة الذي عقد في مدريد يوم 30 مايو، على أن يُعرض القرار للمصادقة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لاحقًا.

ومن المنتظر أن تبدأ شيخة النويس مهامها في يناير 2026، لتقود التوجّه الاستراتيجي للمنظمة خلال السنوات الأربع المقبلة. وتمثل هذه الخطوة إنجازًا جديدًا للإمارات، وتحديدًا لأبوظبي، التي شهدت مؤخرًا تطورًا لافتًا في قطاع السياحة، مع استقطابها لمشاريع كبرى مثل ديزني لاند ومجمع "سفير" الترفيهي.

تشغل النويس حاليًا منصب نائب الرئيس التنفيذي في مجموعة "روتانا" للفنادق، حيث تدير علاقات المستثمرين والملاك عبر مناطق واسعة تشمل الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا الشرقية وتركيا. وتتمتع بخبرة تزيد على 16 عامًا في قطاع الضيافة، إلى جانب عضويتها في عدد من المجالس المعنية بتطوير السياحة وريادة الأعمال النسائية.

تنافست النويس مع خمسة مرشحين بارزين، من بينهم الأمين العام الحالي زوراب بولوليكاشفيلي، الذي سعى لفترة ثالثة، إضافة إلى وزراء وسفراء سابقين من المكسيك واليونان وتونس وغانا.

ويأتي هذا التغيير في قيادة المنظمة في وقت تواجه فيه تحديات كبيرة، أبرزها انسحاب عدد من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا من عضويتها، بسبب اعتراضات على الجدوى الاقتصادية للمساهمة.

من جانبه، قدّم بولوليكاشفيلي في ختام ولايته تقريرًا شاملاً استعرض فيه الإنجازات المحققة خلال السنوات الماضية، والتي شملت تعزيز قواعد البيانات السياحية، توسيع مبادرات السياحة الريفية، إدخال برامج جديدة في مجالات كالسياحة الرياضية والذواقة، وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي والابتكار الاجتماعي.

كما أُعلن عن افتتاح أول مكتب موضوعي للمنظمة في أفريقيا يُعنى بالابتكار، في العاصمة المغربية الرباط، ضمن استراتيجية لتعزيز دور السياحة كقاطرة للتنمية المستدامة في القارة.

بهذا الترشيح، تدخل شيخة ناصر النويس التاريخ، ليس فقط كامرأة تقود أعرق المنظمات السياحية عالميًا، بل كممثلة لمنطقة تُعيد رسم ملامح مستقبل السياحة الدولية.