نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب يتخلّص من "إسرائيليي" الأمن القومي... رسم السياسة الخارجية الجديدة - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 08:34 صباحاً
رسائل إقالة مفاجئة وصلت إلى مكاتب مسؤولين كبار في مجلس الأمن القومي الأميركي، أقلقت إسرائيل كونها شملت مقربين من حكومتها اليمينية، ومتشدّدين ضد إيران، ما بدا وكأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعيد هندسة إدارته وهيكلتها وفق مقتضيات المرحلة المقبلة والمتغيّرات الاستراتيجية المحتملة.
هوية المسؤولين الذين أُقيلوا ترسم ملامح السياسة الأميركية المقبلة، وقد شملت "عملية التنظيف" إيريك تراغر، المدير الأول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي، وميراف سيرين، مديرة لشؤون إسرائيل وإيران، وآخرين، وبالتالي فإن المسؤولين مرتبطون بإسرائيل وإيران، وقد تزامنت هذه الإقالات مع تغييرات جذرية في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب وطهران.
يبدو أن ترامب يهيّئ أرضية الاتفاق المرتقب مع إيران، والتبدّلات المحتملة المستقبلية في إسرائيل، فساكن البيت الأبيض، الساعي لعلاقات جديدة مع إيران والذي أوعز بوقف إصدار العقوبات المرتبطة بها، تخلّص من متشدّدين ضدها في العقل الأمني الأميركي، والذين يجارون إسرائيل في اتجاهاتها المتطرفة ضد طهران ويؤيدون توجيه الضربات العسكرية لها.
تظاهرة في الولايات المتحدة (أ ف ب).
المسؤولون الذين أُقيلوا يعتبرون من المؤثرين في السياسة الخارجية الأميركية. وبتقدير الباحث الأميركي سام هيلر، فإن هؤلاء المسؤولين يمثلون النهج المتشدّد الذي يتلاقى مع النهج الإسرائيلي، خصوصاً في ما يتعلق بإيران وتوجيه ضربات عسكرية لها، ويقول إن هؤلاء كانوا يؤيدون هذا النوع من الضربات.
ثمّة اعتقاد بأن ترامب أيضاً يهيّئ الأرضية لإنهاء دور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، انطلاقاً من اعتبارات سياسية مفادها أن الأخير خسر على الأرجح مستقبله السياسي وسيواجه المحاسبة السياسية والقضائية بعد انتهاء حرب غزّة، ولن يكون قادراً على مجاراة مرحلة الصفقات والتسويات في المنطقة مع إيران وسوريا وحتى السعودية.
لكن هيلر يستبعد هذا السيناريو، في حديث مع "النهار"، ويعرب عن اعتقاده بأن ترامب "يريد فقط التخلّص من المتشددين ضد إيران وداعمي توجهات اليمين الإسرائيلي المتطرفة والعسكرية"، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي يريد إعادة رسم إدارته وترتيب مجلس الأمن القومي من خلال ترسيخ نفسه كمركز للقرار في السياسة الخارجية، خصوصاً أن المسؤولين الذين أُقيلوا يعتبرون من قوائم الدولة العميقة في الولايات المتحدة والمؤثرين في السياسة الخارجية.
في المحصلة، فإن ترامب يعي أن للتشدد مسؤوليه وللتسويات مسؤوليها، والاتجاه الغالب المتطرف ضد إيران في مجلس الأمن القومي والمؤثر على السياسة الخارجية الأميركية لن يخدم رغبته في عقد الصفقات في الشرق الأوسط، ومن هذا المنطلق بدأت التبديلات في المواقع، والتي ترسم ملامح مستقبل السياسة الأميركية في الإقليم المشتعل.
0 تعليق