نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سَيَأتي ٱللّيلُ ٱلَّذي لا يَستَطيعُ أَحَدٌ فيهِ عَمَلاً - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 10:08 صباحاً
الاب ايلي قنبر
1. بين العمَى و... "عمَى القلب"
نُواجه في عالمنا أُناسًا يُولَدون عُميانًا، وآخَرين يتعرَّضون لحادثٍ ما يجعلهم يُعانون العمى موقَّتًا أو لباقي حياتهم. في كلّ تلك الحالات يُعاني كلٌّ منهم من تلك الوَضعيّة بشكلٍ او بآخَر. وقد يجد بعضهم مَن يَسنده أو مَن يتنمَّر عليه ويُضايقه. لكن في كلّ الحالات ينبغي علَيَّ التعامل معه باحترام كما مع كلّ إنسانٍ آخَر، والتركيز على التواصل الواضح والفعّال وأن أتذكر أن الشخص الكفيف هو فرد طبيعيّ يتعامل مع تحديات مختلفة، مع مراعاة احتياجاته الخاصة. وهذا ما نقلَته وعد العازمي في مقالةٍ لها: "الناس مُتَساوُون في كلّ شيء، وعليه: لا فرق بين أعمى ومُبصِر، وهذا ما استَشفَفتُه مَن التكنولوجيا، والتطوّر المذهل الذي أحرزته في الآونة الأخيرة". وتُضيف: "لم يكن العَمى مشكلة أو عائقًا يومًا ما، لكن المشكلة تكمن في بعض العُميان، وبعض المجتمعات. وتُؤَكِّد أن "عليك كـ"أعمى"، قبل أن تثبت أنك شخص عادي "يصيب ويخطئ، يستطيع وله عوائق، يتعايش ويعيش"، أن تثبت أنك إنسان.. إنسان فقط"، وهي على حقّ.
وقد نسمع بعضهم يتمنّى لأحدهم العمى أو آخَر يتمنى لنفسه العمى. أو يقول سواه أنّ فلانًا مُصاب بِعَمى القلب. أو يُصرِّح فلان بأنّه كأعمى القلب. هنا ندخل إلى العوالم الباطنيّة حيث نفهم أنّ العلاقة بالذات أو بالآخَر مُعتلَّة، وينبغي النظر فيها. آنَئِذٍ نفهم أنّ الوضع سيِّ، وكأن أتى "ٱللّيلُ ٱلَّذي لا يَستَطيعُ أَحَدٌ فيهِ عَمَلاً"(يوحنّا 9: 4).
2. مَن أَخطأَ: أَهَذا أَم أَبَواهُ، حَتّى وُلِدَ أَعمى؟
في أحد الأيّام، سأل التلاميذ يسوع: "يا مُعَلِّمُ، مَن أَخطأَ: أَهَذا أَم أَبَواهُ، حَتّى وُلِدَ أَعمى؟"، في إشارة إلى رأيٍ سائد حتى اليوم لدى بعضهم أن العمى عقوبة من الإله، كما أيّ مرَض أو عاهة. لكن ما يهمُّنا هو حالة العمى بمعناها المجازيّ الضارب في مُجتمعاتنا.
من أين يتَاتَّى العمى في بعض الحالات المُجتمعيّة؟
من الجهل والغباء، ومن التعامي عن تمييز الحقّ من الباطل والأبيَض من الأسوَد في المواقف، ومن التفاهة الضاربة في سُوق "الإعلام الاجتماعيّ" (السُوشِيلل ميديَا) وعبر المُفرَدات المُتَداوَلة دون التَدقيق في فحواها ومَدلولها... والأخطَر هو التضليل الإعلاميّ المقصود والمُوَجَّه، إساءةً للإنسان وللحقيقة، وللنُزوع بالبشريّة نحو الهاوية الأخلاقيّة والسلُوكيّة. فلنأخذ بعض الأمثلة:
-في حوارٍ مع "المجلّة اليَهوديّة"[ Jewish Journal, May 28,2025 وهي مجلّة أميركيّة أسبوعيّة مستقلّة وغير ربحيّة، تُعنى بشؤون الجالية اليهوديّة في منطقة لوس أنجلوس، وتُعدّ من أبرز وسائل الإعلام اليهوديّة في الولايات المتّحدة.] اعتبر "الرئيس السوري الانتقالي"، أحمد الشرع أن "لدى سوريا وإسرائيل أعداء مشتركين، ويمكننا أن نلعب دورًا رئيسيًا في الأمن الإقليمي".
وصف الشرع بالرئيس "الانتقاليّ" ماذا يعني: هو رئيس مُوَقَّت يليه آخَرٌ يستقرّ أَم هو أتى للانتقال ببلدٍ مستقرٍّ إلى كَيانات غير مستقرّة ومُفتَّتة ومُتَناحِرة كما هو مُخطَّط؟ وإطلاق اسم أحمد الشرع عليه تضليلَا، وهو المعروف بالجولاني والآتي من "القاعدة" و"داعش" المُتَحدِّرتَين من الصهيونيّة؟
وقد عُرِفَت سوريا بأنّها قلب العروبة النابض وبتناقُضها قَوميًّا وإيديُولجيًّا مع الكَيان الغاصِب، والآن، يقول الشرع أن "لدَيهما أعداء مشتركين". كيف ذلك؟ ويُضيف أنّه يُمكنهما "أن يلعبَا دورًا رئيسيًا في الأمن الإقليمي"، المعروف بـ"أمن" الشرق الأوسط الجديد الذي يُسَيطر عليه الكَيان الغاصِب ويُديره بمُفرَده!
- لباس البابا لاون الرابع عشر "الفاخِر" وسكنه في القصر البابويّ لا يتّفقان مع تصريحاته التي يُشير فيها إلى انّه في خطّ البابا فرنسيس الراحل المُكتفي بِما تيسَّر له من ملبسٍ عاديّ وحذاءٍ "مفتوح اللِّسان" قبل أن يُرمِّمه، وبسَكنه الدائم في "سانتا مارتا - الفندق المتواضع - حيث يقف في الصفّ لأخذ حصّته من الطعام، أليس كذلك؟
- عدَم تصديق"اليهود" كلام الأعمى منذ مَولده خول "تحرُّره" من العمى ("وَلَم يُصَدِّقِ ٱليَهودُ عَنهُ أَنَّهُ كانَ أَعمى فَأَبصَرَ" (يوحنّا 9: 18) واستجوابه أكثر من مرّة هو وأبَوَيه. وحين حشرَهم بإجاباته "إِنَّ في هَذا لَعَجَبًا! أَنَّكُم لا تَعرِفونَ مِن أَينَ هُوَ، وَقَد فَتَحَ عينَيّ"؟ وأَلَعَلَّكُم تُريدونَ أَنتُم أَيضًا أَن تَصيروا لَهُ تَلاميذ؟ "فشتموه" وتَصدَّوا له قائلين: "إِنَّكَ بِجُملَتِكَ قَد وُلِدتَ في ٱلخطايا، وَأَنتَ تُعَلِّمُنا!" وطرَدوه خارجًا، عملًا بمَوقفٍ مبدئيٍّ كانوا قد اخذوه:"لِأَنَّ ٱليَهودَ كانوا قَد تَعاهَدوا عَلى أَنَّهُ إِنِ ٱعتَرَفَ أَحَدٌ بِأَنَّهُ ٱلمَسيحُ يُخرَجُ مِنَ ٱلمَجمَع" (يوحنّا 9: 22).
3. "سَيَأتي ٱللّيلُ ٱلَّذي لا يَستَطيعُ أَحَدٌ فيهِ عَمَلاً "
لنا في يسوع الناضريّ - مسيح الربّ قُدوة في قَول الحقّ والشهادة له: "تعرفون الحقّ، والحقُّ يُحرِّركم" (يوحنّا 8: 32). هو المُعلِن جَهارًا: "يَنبَغي لي أَن أَعمَلَ أَعمالَ مَن أَرسَلَني ما دامَ ٱلنَّهار. ما دُمتُ في ٱلعالَمِ، فَأَنا نورُ ٱلعالَم" (يوحنّا 9: 4). لِمَ أصرّ على قولتِه هذه؟ لأنّه فهِم أن يومًا "سيأتي اللَّيل الذي لا يستطيع أحدٌ فيه عملًا" (يوحنّا 9: 4). وها نحن في ليلٍ "لا يستطيعُ (كثيرون) العمل فيه" نظرًا للِّضيق والاضطهاد إذا شهدوا للّحقّ أو عملوا "حسنًا" (تكوين 1: 10 و11 و2118 و25).
0 تعليق