كتب - محمود طلبة  

نفذت أوكرانيا هجوما بطائرات مسيرة رخيصة الثمن استهدفت أربع قواعد جوية روسية تضم قاذفات استراتيجية وهو ما اعتبرته دوائر غربية ضربة نوعية غير مسبوقة في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات. 

ووصفت واشنطن بوست العملية  بأنها ضربة مفاجئة لموسكو، لم تقتصر تداعياتها على الداخل الروسي فحسب بل تجاوزتها لتدق ناقوس الخطر في واشنطن التي بدأت تدرس سيناريوهات مشابهة قد تهدد أراضيها أو قواعدها في الخارج. 

وبحسب الصحيفة فإن نجاح أوكرانيا في إحداث أضرار كبيرة بمعدات عسكرية فائقة الأهمية عبر وسائل بسيطة نسبيا فتح أعين صناع القرار الأمريكيين على واقع جديد، حيث يمكن لطائرات مسيرة صغيرة وغير مكلفة أن تشكل تهديدا حقيقيا للبنية الدفاعية الاستراتيجية. 

وعبرت الخبيرة في الطائرات المسيرة والردع النووي ستايسي بيتيجون، من مركز الأمن الأمريكي الجديد عن قلق بالغ قائلة: البنتاغون يجب أن يكون في قمة اليقظة لا شيء يمنع تكرار هجوم مماثل بطائرات مسيرة تهرب داخل حاويات شحن أو شاحنات وينفذ ضد قواعدنا في الداخل أو الخارج. 

هجمات الطائرات المسيرة

وأكد جيسون ماثيني الرئيس التنفيذي لمؤسسة راند ومدير سابق في وكالة الأبحاث الدفاعية المتقدمة، أن هذا النوع من الهجمات لم يعد مجرد احتمال نظري.  

وأضاف: أي دولة تمتلك منصات إطلاق استراتيجية  سواء قاذفات أو صواريخ أو غواصات نووية  تنظر الآن بقلق بالغ لما جرى تهديد المسيرات المخبأة داخل شاحنات نقل بات واقعاً يجبب التعامل معه بجدية. 

وصنف الهجوم الأوكراني كإنجاز ميداني حيث يعد أحدث تجل لما بات يعرف بالحرب غير المتكافئة، حيث تعتمد الدول أو الجماعات الأقل قوة على تكتيكات ذكية وغير تقليدية لكسر توازن القوى وهو ما يتكرر في عدة جبهات عالمية.