القائمة الوطنية لم تحسم بعد.. والأرقام المتداولة خارج سياق الحقيقة

في أجواء مشحونة بالتكهنات السياسية والاستعدادات المتسارعة للاستحقاق الانتخابي المقبل في مصر، خاصة انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، يزداد تدفق الأخبار والتقارير التي تزعم الكشف عن تفاصيل "سرية" تخص القوائم الانتخابية وتحالفات الأحزاب، ورغم أن من الطبيعي أن تشهد مثل هذه المواسم زخماً إعلامياً وتنافساً في نشر المستجدات، فإن الأمر يحتاج – أكثر من أي وقت مضى – إلى تحري الدقة، والالتزام بالمهنية، والبعد تماماً عن "سبق" مشكوك في صحته.

لا نسب متفق عليها حتى الآن

من هذا المنطلق، يحرص مجلس تحرير "تحيا مصر"، منذ سنوات، على أن تكون كل كلمة تُنشر مرتبطة بمصدر موثوق، وكل معلومة مرتبطة بسياقها الزمني والسياسي الدقيق، بعيداً عن تسريبات غير موثقة أو أرقام لا أصل لها. ولهذا، كان لا بد من التدخل لتصحيح بعض ما جرى تداوله مؤخراً على عدد من المواقع الإخبارية بشأن "نسب الأحزاب" في القائمة الوطنية.

مصادر سياسية مطلعة، تحدثت لـ "تحيا مصر"، وأكدت بشكل مباشر أن كل ما يُنشر عن توزيع المقاعد داخل القائمة الوطنية الموحدة لا يمت للحقيقة بصلة، وأنه – حتى لحظة كتابة هذا التقرير – لم يتم التوافق على أي نسب محددة لأي حزب أو كيان سياسي. بل إن كل ما جرى حتى الآن لا يتعدى كونه اتفاقاً مبدئياً بين القوى السياسية المختلفة على مبدأ "التحالف الانتخابي"، والتنسيق المشترك، من أجل تشكيل قائمة وطنية، يكون لها اسم مبدئي يوحي بالوحدة والتوافق، دون أن يحمل في طياته أي أرقام أو حصص.

تحالف انتخابي مبدئي بلا أرقام

وتابعت المصادر: "من الطبيعي أن تحدث مشاورات، ومنطقي أن يتم تداول أسماء وأفكار، لكن غير المقبول إطلاقاً أن يتم تحويل ذلك إلى أرقام نهائية أو أن تُنسب معلومات غير دقيقة إلى مصادر مجهولة أو صيغ مبهمة، والهدف منها إما جذب القراءات أو توجيه الرأي العام في اتجاه بعينه".

الواقع على الأرض – بحسب ما علمه" تحيا مصر" – أن المشهد لا يزال في طور التفاوض والتنسيق، وسط حرص عام من مختلف الأطراف على ألا يتحول الحديث عن التحالفات إلى مادة خلاف أو نزاع إعلامي. فالمصلحة الوطنية في نهاية المطاف تقتضي أن تكون قائمة "الوطنية" بالفعل، جامعة ومعبرة عن تنوع المشهد الحزبي، لا أن تكون محل تجاذب مبكر حول نسب وحصص لم تُناقش بشكل رسمي أو نهائي حتى الآن.

تحيا مصر يلتزم بالدقة أولاً قبل السبق

ويعيد هذا كله التذكير بأن الاستحقاق الانتخابي المرتقب لا يحتمل سوى المعالجة الدقيقة والواعية من وسائل الإعلام، بعيداً عن "بورصة" الأرقام والتحليلات التي تفتقد للمصدر والمصداقية. وهذا بالضبط ما يجعل "تحيا مصر" يتمسك بسياسة تحريرية واضحة: لا ننشر إلا ما نثق فيه، ولا نقول إلا ما نتحقق منه.

وفي انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تفاصيل أو تطورات، يبقى الثابت أن الحقيقة لا يمكن أن تُختصر في رقم، ولا تُستنبط من عناوين مجهولة المصدر.