نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بوتين وزيلينسكي وترامب... ماذا بعد سيبيريا - تكنو بلس, اليوم الجمعة 6 يونيو 2025 04:08 صباحاً
أثبتت الجولة الثانية من المفاوضات الروسية-الأوكرانية برعاية تركية في إسطنبول الاثنين، أن لا موسكو ولا كييف قريبتان من اتفاق لوقف النار، بسبب غياب الإرادة السياسية لدى الجانبين لاعتماد الحوار، وسيلة لحل القضايا المتنازع، وما أكثرها.
بينما الجيش الروسي يعوّل على القضم البري لبلدات في منطقتي دونيتسك وسومي، تراهن أوكرانيا على كفاءة أجهزة استخباراتها في توجيه ضربات نوعية ودقيقة لأهداف روسية ذات قيمة عالية على غرار تدمير جزء كبير من أسطول القاذفات الاستراتيجية في سيبيريا بواسطة مسيّرات أطلقت من شاحنات قرب المطارات التي تربض فيها هذه القاذفات. وفي اليوم التالي هز انفجار ضخم أساسات جسر كيرش الواصل بين الأراضي الروسية وشبه جزيرة القرم. سبق ذلك تدمير جسور وسكك للحديد في الأراضي الروسية المجاورة لأوكرانيا.
جاء الوفد الروسي إلى إسطنبول حاملاً معه شروطاً لا يمكن للوفد الأوكراني قبولها. هذه الشروط التي يقول الروس إنها تعالج الأسباب الفعلية التي أدت إلى الحرب، ترى فيها كييف عبارة عن مطالب ترقى إلى وثيقة استسلام. أما الوفد الأوكراني فجاء محملاً بأمل أن يكون الكرملين قد اقتنع أخيراً بأنه لن يتمكن من تحقيق "النصر المطلق"، وبأن استمرار الحرب، سيكون ثمنه باهظاً على شكل ضربات تهز معنويات الجيش الروسي، وتكبده خسائر فادحة ستترك تأثيراتها على الوزن الاستراتيجي لموسكو في العالم. وهذا ما يشير إليه تدمير القاذفات الروسية الأحد، ناهيك عن عمليات اغتيال جنرالات كبار في موسكو، وعن تعطيل حركة الملاحة الجوية في مطارات العاصمة الروسية بسبب الطيران الأوكراني المسيّر، وعن خسائر أثرت على ربع مصافي النفط الروسية.
منذ عام أو أكثر، لم تتحرك الجبهات البرية بقدر كافٍ يدفع إلى افتراض أن أحد الجانبين قادر على الحسم العسكري. استولت القوات الروسية على بلدات في دونيتسك، لكنها لم تحدث فارقاً كبيراً يتسبب بانهيار الجبهة. وأخفقت المناورة البرية التي قام بها الجيش الأوكراني في منطقة كورسك الروسية، واضطر إلى الانسحاب، من دون أن يعرف ما هي التأثيرات الفعلية لهذه المشاغلة على الوضع الروسي على جبهات أخرى.
اليوم، تحتدم حرب المسيّرات التي تطاول المدن الأوكرانية والروسية على حد سواء، وأعدادها باتت بالمئات يومياً ما يتسبب بخسائر أكبر. وحذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، من حصول "حادث نووي"، بسبب كثافة القصف الروسي على مناطق توجد فيها مفاعلات نووية أوكرانية.
وحمل التصعيد الأخير في الهجمات المترافق مع عدم قابلية موسكو وكييف لنقل النزاع المسلح إلى قاعات الحوار، الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى حافة اليأس من إمكان وقف هذه الحرب "العبثية" بحسب تعبيره.
وإذا كان الرئيسان الروسي بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يأمل كل منهما في استمالة ترامب إلى جانبه، فإن الأخير قد يفضل الانسحاب من جهود الوساطة وترك روسيا وأوروبا تتخبطان في نزاع مديد.
وفي المحصلة، أضاع بوتين وزيلينسكي فرصة الخروج من الحرب المدمرة للبلدين، بعدم الاستجابة لمبادرة ترامب. حرب لا تلقي بثقلها على روسيا واوكرانيا فحسب، وإنما على أوروبا أيضاً التي بدأت دولها تضع الخطط لتحديث جيوشها وزيادة موازناتها العسكرية، على حساب التقديمات الاجتماعية.
رفض بوتين وزيلينسكي النزول على الحبل الأميركي، وقررا مواصلة الحرب لسنوات آتية. لا روسيا قادرة على حسم الحرب لمصلحتها، ولا أوكرانيا قادرة على طرد القوات الروسية من كامل الأراضي التي تسيطر عليها الآن. هذه العقدة التي يرفض الزعيمان الروسي والأوكراني التسليم بها.
0 تعليق