نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مشعر
مزدلفة..
يزدلف
إليه
الحجاج
بقلوب
خاشعة
وذكرٍ
متصل - تكنو بلس, اليوم الجمعة 6 يونيو 2025 05:53 صباحاً
يُعد مشعر مزدلفة أحد المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجاج في طريقهم إلى استكمال أداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام، إذ يبيت فيه ضيوف الرحمن ليلة العاشر من ذي الحجة بعد نفرتهم من عرفات، ويؤدون فيه صلاتي المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، ويقضون ليلتهم في أجواء إيمانية تُجسّد السكينة والطمأنينة، تأسّيًا بهدي النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويعود سبب تسميتها لنزول الناس بها زلُف الليل وقيل لأن الناس يزدلفون منها إلى المسجد الحرام.
ويقع مشعر مزدلفة بين مشعري عرفات ومنى، ويبعد عن المسجد الحرام نحو (8) كلم، وتُقدّر مساحته بأكثر من (11.68) مليون متر مربع، ويتسع لأكثر من مليوني حاج، ويُعد أحد المشاعر المفتوحة التي لا تُقام فيها أبنية دائمة، حفاظًا على طبيعته الشرعية وخصوصيته التنظيمية.
قد يهمّك أيضاً
ويمثل مشعر مزدلفة موضعًا رئيسًا في شعائر الحج، حيث أمر الله عز وجل في كتابه الكريم بالذكر عنده، في قوله تعالى: (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام)، ويُقصد به مشعر مزدلفة، الذي يُستحب فيه الوقوف والدعاء، خاصة عند “المشعر الحرام” الواقع في وسطه، وهو معلم بارز يشهد سنويًا تجمع الحجيج على ذكر الله والتضرع إليه.
وحرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على المبيت بمزدلفة، وجمع منها الحصى التي تُستخدم في رمي الجمرات بمنى، مما يجعل هذا المشعر محطة مركزية في تسلسل النُسك، وموضعًا للسُنّة المؤكدة.
تطوير شامل
وعلى مرّ التاريخ، كان مشعر مزدلفة يشهد ازدحام الحجاج القادمين من عرفات، الذين يبيتون فيه بوسائل تقليدية وموارد محدودة، وكانت المبيتات في العهود السابقة تتم على الأرض مباشرة، دون خدمات كافية من الإنارة أو المرافق أو التنظيم، ما استدعى تطويرًا شاملاً لاحقًا ليواكب أعداد الحجيج المتزايدة.
وفي إطار ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، من عناية بالمشاعر المقدسة، وشهد مشعر مزدلفة تنفيذ سلسلة من المشاريع التطويرية التي تهدف إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للحجاج، وضمان راحتهم وسلامتهم أثناء أداء النسك.
وأسهمت شركة كدانة تطوير مسار مشعر مزدلفة عبر تنفيذ مشروع “مسار المشاعر” الممتد بمساحة (170) ألف متر مربع، وتهيئته بأرضيات مطاطية صديقة للبيئة على مساحة (103) آلاف متر مربع، لتخفيف درجات الحرارة وتقليل الإجهاد البدني ومخاطر الانزلاق، نحو (15) ألف متر مربع من المساحات الخضراء، وتخصيص مسارات للمركبات، وأخرى لسيارات الجولف والعربات المتحركة، علاوة على تجهيز المسار بعناصر متكاملة من الفِرَش الحضرية، تشمل (385) كرسيًا للجلوس، و(780) مشربَ مياه، و(240) وحدة شحن للجوالات، و(241) عمود رذاذ، و(12) مظلة، إضافة إلى توزيع (70) لوحة توعوية وإرشادية وتثقيفية.
ونفذت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في تهيئة مسجد “المشعر الحرام” بشكل سنوي ضمن خطة متكاملة تشمل النظافة الدورية، والتأكد من جاهزية الإضاءة، ومكبرات الصوت، وتوفير السجاد، ومضاعفة الطاقة الاستيعابية لمصلى النساء بزيادة بلغت (100%)، وتسهيل دخول الحجاج وخروجهم بسلاسة في ظل الأعداد الكبيرة التي تتوافد عليه فجرًا، وتأتي هذه الجهود امتدادًا لدور الوزارة في تهيئة بيوت الله في المشاعر المقدسة، بما يُسهم في راحة ضيوف الرحمن، وحرصًا على تمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسكينة.
ويمتد المسجد على مساحة (5,040) متر مربع، ويتسع لنحو (5,500) مصلٍ، ويضم المسجد (65) مكيفًا دولابيًا و(6) وحدات مركزية بقدرة (50) طنًا، إلى جانب (17) كاميرا مراقبة، ويعمل فيه (78) موظفًا و(5) حراس أمن، وفرش المسجد بالكامل بمساحة إجمالية تُقدّر بـ(3,500) متر مربع.
تطوير أنظمة التكييف
ومن بين أبرز المشاريع التي شملها المسجد في السنوات الأخيرة مشروع تطوير أنظمة التكييف والتهوية وتحسين الواجهات الداخلية، بما يعزز من راحة الحجاج ورفع كفاءة التشغيل.
وتستخدم جميع الجهات المعنية أنظمة رقمية متقدمة لتنظيم التفويج من عرفات إلى مزدلفة، ومتابعة حركة الحشود، عبر تطبيقات إلكترونية وتوجيه رقمي فوري، يساعد الحجاج على التعرف إلى مواقعهم والالتزام بالمسارات المحددة.
وتعمل غرفة التحكم المركزية على مراقبة المشعر باستخدام كاميرات ذكية وتحديثات لحظية، تضمن التدخل السريع في الحالات الطارئة وتنظيم الدخول والخروج من المشعر بسلاسة.
ويُعد “المشعر الحرام” أحد المعالم الرمزية داخل مزدلفة، حيث يُستحب الوقوف والدعاء عنده، تأسّيًا بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو موقع يُمثل بُعدًا روحانيًا يعزّز مكانة مزدلفة في قلوب الحجاج، الذين يحرصون على الدعاء فيه والتمسّك بسنة الوقوف عنده إن تيسر.
ويجسّد مشعر مزدلفة أحد أوجه التكامل التشغيلي والتنظيمي الذي تشهده المشاعر المقدسة سنويًا، ويعكس التزام المملكة الراسخ بخدمة ضيوف الرحمن، وحرصها على تهيئة أفضل السبل لهم لأداء مناسكهم في يسر وأمان وطمأنينة.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : مشعر مزدلفة.. يزدلف إليه الحجاج بقلوب خاشعة وذكرٍ متصل - تكنو بلس, اليوم الجمعة 6 يونيو 2025 05:53 صباحاً
0 تعليق