اتصالات ترامب ببوتين... يأس تصاعدي - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اتصالات ترامب ببوتين... يأس تصاعدي - تكنو بلس, اليوم الجمعة 6 يونيو 2025 07:08 صباحاً

تشبه اتصالات الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين مفاوضات روسيا وأوكرانيا في إسطنبول. لا الاتصالات تنتج أي تقدم سياسي ولا المفاوضات. حتى الاتفاق على تبادل الأسرى كان يجري من دون لقاء الطرفين مباشرة في تركيا، وبوساطة دول أخرى مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. بذلك، تبدو الاتصالات والمفاوضات حركة بلا بركة، أو في أفضل الأحوال، حركة ببركة ضئيلة. المشكلة بالنسبة إلى رئيس مستعجل لتحقيق اختراق سياسي في ملف شائك هي أن اتصالاته تغدو يائسة بمرور الوقت.

 

ضربة معنوية مزدوجة

قال ترامب إنه أجرى اتصالاً دام 75 دقيقة مع بوتين وناقشا الهجمات التي أطلقها مؤخراً طرفا الحرب. كالعادة، وصف الاتصال بأنه جيد، لكنه أضاف أنه لن يؤدي إلى سلام فوري. تدريجياً، يقتنع ترامب أن مهلة الستة أشهر التي اقترحها بعد انتخابه لوقف الحرب، ناهيكم عن لازمة "الـ 24 ساعة"، لم تكن معقولة. وتابع: "قال الرئيس (بوتين)، وبشكل قوي، إنه سيضطر إلى الرد على الهجوم الأخير (بالمسيّرات الأوكرانية يوم الأحد) على القواعد الجوية". بدا ترامب مجرد ناقل للموقف الروسي وحتى موافقاً عليه. لقد هيّأ الأوكرانيين لعدم توقع رده ولو الخطابي على روسيا بعد غاراتها الانتقامية المرتقبة.

من المرجح ألا تصدر عن الرئيس الأميركي العبارات السابقة التي استخدمها بحق بوتين مثل "مجنون" و"يلعب بالنار". ولن تشهد منشوراته أيضاً تحذيرات شكلية بالأحرف الكبيرة مثل "فلاديمير، توقف!".

فالهجوم الأوكراني الأخير على القواعد الجوية الروسية ربما مثّل ضربة معنوية مزدوجة لترامب أيضاً، بما أنه كذّب تأكيد الرئيس الأميركي أن أوكرانيا "لا تملك الأوراق"، وبما أنه حصل من دون تنسيق مع إدارته.

يضاف إلى ذلك اعتقاد ترامب بأن التصعيد ضد روسيا قد يؤدي إلى "حرب عالمية ثالثة" وهو ما قاله للرئيس فولوديمير زيلينسكي عندما استضافه الشتاء الماضي في البيت الأبيض. ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين قولهما إن ترامب أعجب بعملية "شبكة العنكبوت" الأوكرانية واصفاً إياها بـ "القوية جداً" و"الجريئة". لكن الرئيس ظل متخوفاً من اليوم التالي. عكَسَ ذلك إلى حد كبير ما قاله موفد ترامب الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ في حديث إلى "فوكس نيوز" الأميركية: "أخبركم أن مستويات المخاطر ترتفع كثيراً".


وتابع موضحاً: "عندما تهاجم جزءاً من نظام نجاة الخصم، وهو الثلاثي النووي، يعني هذا أن مستوى المخاطرة لديك يرتفع لأنك لا تعرف ما سيفعله الطرف الآخر". هذا مع العلم أن مواقف كيلوغ السابقة كانت مؤيدة لأوكرانيا.


كذلك، تشير بعض التقارير إلى أن أوكرانيا تفادت استهداف القاذفات النووية من طراز "تو-160" واكتفت بمهاجمة القاذفات التقليدية "تو-95" و"تو-22".

 

لا هدايا

مباشرة بعد حديثه عن الرد على أوكرانيا، انتقل ترامب إلى القول إنه ناقش مع نظيره الروسي الملف الإيراني. وتلا ترامب موقفه لبوتين والقاضي بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، مشيراً إلى أنه "في هذا، أعتقد أننا متفقون".

 

لكن اعتقاد الرئيس الأميركي قد يكون في غير محله. لماذا يريد بوتين منح ترامب مكسباً مجانياً مع إيران، طالما أنه لا يحصل، بحسب رأيه، على هدية أميركية في أوكرانيا؟ بل لماذا يتخلى عن إيران بينما تساعده الأخيرة في حربه الحالية؟

 

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ ب)

 

ربما كشف ترامب مكالمته الهاتفية مع بوتين لتهديد إيران بأنه قادر على سحب أحد أبرز داعميها نحو الموقف الأميركي، بعد تشدد طهران في قضية حقها بالتخصيب. لكن من غير المتوقع أن تخشى إيران هذا الاحتمال في الوقت الراهن. هي تدرك أن بوتين لن يقدم تنازلات مسبقة من أجل مكاسب مستقبلية غير مؤكدة. ولن يستعجل الرئيس الروسي لمساعدة أميركا على إبرام اتفاق يساهم في خفض أسعار النفط العالمية، مما يضعف خططه الحربية البعيدة المدى.

 

هو يعترف

يفقد ترامب، ويعترف، بأنه يفقد تأثيره على كبار القادة الدوليين. الانتقال من انتقاد بوتين شخصياً إلى الاتصال به، ثم القبول بتهديده الجديد لأوكرانيا، يؤكد بشكل غير مباشر هذا النمط. وبرز إقراره يوم الأربعاء الساعة الثانية والنصف فجراً، بأن الرئيس الصيني شي جينبينغ "صلب جداً" وأنه "يصعب للغاية إبرام اتفاق معه".

 

نجح ترامب الخميس في إجراء اتصال مع شي بعد طول انتظار. لكن المراقبين سيهتمون بمعرفة ما إذا كانت الثمار السياسية لهذا الاتصال شبيهة بثمار اتصالاته السابقة مع بوتين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق