كتب - محمود طلبة 

أكد خبراء في مجال الطيران العسكري أن روسيا تواجه تحديا كبيرا لتعويض الخسائر التي لحقت بأسطول قاذفاتها ذات القدرة النووية، جراء الهجمات التي شنّتها الطائرات المسيرة الأوكرانية خلال الأيام الماضية، ما يضعف جهود موسكو لتحديث هذا البرنامج الحيوي الذي يعاني من تأخيرات كبيرة. 

وأظهرت صور الأقمار الصناعية للمطارات المنتشرة في مناطق سيبيريا والشمال الروسي أضرارا بالغة، حيث تحطمت واحترقت عدة طائرات بشكل كامل، رغم أن الأرقام الدقيقة لخسائر الطائرات لا تزال محل جدل، مع تباين في التقارير الرسمية وغير الرسمية. 

أفادت مصادر أميركية بأن واشنطن تقدر أن حوالي 20 طائرة حربية روسية تضررت أو دمرت في الهجوم، وهو ما يمثل نحو نصف العدد الذي ذكره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي تحدث عن أضرار شملت عشرات الطائرات.  

نفت روسيا أمس الخميس سقوط أي طائرات بشكل نهائي، مؤكدة أن الأضرار ستكون قابلة للإصلاح، لكن مدونين ومحللين عسكريين روساً أشاروا إلى خسائر فادحة شملت ما يقرب من 12 طائرة ووجهوا انتقادات حادة للقادة العسكريين بسبب الإهمال الأمني. 

ويشير الخبراء إلى أن هذه الخسائر لن تؤثر بشكل مباشر على القدرات النووية الروسية، التي تعتمد أساسًا على الصواريخ الأرضية والغواصات النووية، إلا أن تأثيرها على قدرة روسيا في شن ضربات جوية بعيدة المدى سيكون كبيراا. 

 وبين جاستن برونك خبير الطيران في مركز الأبحاث البريطاني، أن الطائرات التي تضررت أو دمرت من طراز تو-95 إم إس بير-إتش وتو-22 إم 3 باك فاير تشكل العمود الفقري للقوات الجوية الروسية التي تستخدمها لمهاجمة المدن والمنشآت الصناعية والعسكرية الأوكرانية، مستهدفين البنية التحتية الحيوية. 

وأوضح برونك أن روسيا فقدت أكثر من 10% من أسطول قاذفات بير إتش وباك فاير معا، مع الأخذ في الاعتبار الأضرار التي لحقت بها في الهجمات الأخيرة بالإضافة إلى خسائر أخرى سابقة منذ بداية الحرب. 

 واختتم الخبير بالقول إن هذه الخسائر تضغط بشكل كبير على قدرة القوة الجوية الروسية، التي كانت بالفعل تعمل بأقصى طاقتها، مما قد ينعكس على مسار العمليات العسكرية المستقبلية.