في مشهد غير مألوف في العمل الحكومي السوري، خطف وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل الأضواء مجدداً، لكن هذه المرة ليس بقرار تقني أو اقتصادي، بل بإعلان رمزي أثار تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تعيينه طفلاً متحدثاً باسم الوزارة لأبناء جيله. 
قرار مفاجئ يعكس، وفق مراقبين، تحولاً في نمط الخطاب الرسمي باتجاه تمكين الأجيال القادمة ومنحهم صوتاً ضمن المشهد العام.

طفل متحدث باسم الوزارة

في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي بمنصة "إكس"، أعلن وزير الاتصالات السوري عن تعيين الطفل سليم التركماني، صاحب الحساب التقني المعروف على إنستجرام "little_tech_salim"، متحدثاً رسمياً باسم وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات لأبناء جيله. 
وكتب وزير الاتصالات السوري: "نهنئكم بالعيد نيابة عن فريقنا العظيم، ومنهم الطفل سليم الذي قبل اليوم مهمة المتحدث باسم الوزارة لأولاد جيله".  

https://x.com/amhaykal/status/1930712518474801483?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1930712518474801483%7Ctwgr%5E3d255265e61192151c16e295adf5e33d9d8c7eb8%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.alarabiya.net%2Fsocial-media%2F2025%2F06%2F06%2FD988D8B2D98AD8B1-D98AD8B4D8BAD984-D8A7D984D8B3D988D8B1D98AD98AD986-D986D8B5-D8A8-D8B7D981D984D8A7-D983D985D8AAD8ADD8AFD8AB-D8A8D8A7D8B3D985-D988D8B2D8A7D8B1D8A7D8AAD987

قرار وزير الاتصالات جاء في سياق تهنئة بعيد الأضحى، لكنه حمل في طياته رسالة أعمق حول رؤية جديدة لمشاركة الأطفال والشباب في صياغة خطاب الدولة المستقبلية.

رؤية جديدة وتفاعل شعبي

قرار وزير الاتصالات أثار تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أبدى الكثير من السوريين إعجابهم بهذه الخطوة واصفين إياها بـ"غير المسبوقة" و"المُلهمة". 
واعتبر عدد من المعلقين أن تعيين الطفل سليم يعكس بداية عهد حكومي مختلف، قائم على الشفافية والانفتاح على طاقات الجيل الجديد.

وزير الاتصالات السوري في طابور المطار

اللافت أن هذه الخطوة أتت بعد أسابيع قليلة من تداول صورة للوزير هيكل واقفاً في طابور مطار دمشق الدولي ينتظر ختم جواز سفره كأي مواطن عادي. 
الصورة انتشرت بسرعة وشكلت مادة إطراء نادرة لمسؤول حكومي، إذ أبدى ناشطون إعجابهم بتصرفه، معتبرين أنه يُجسد احترام القانون ورفض استغلال المنصب.

الرسالة الأعمق: سوريا لأطفالها

في منشوره، شدد هيكل على أن الوزارة تسعى لبناء وطن جدير بأطفاله، أمين على أحلامهم، وممكن لقدراتهم، وهي عبارة لقيت تكراراً في العديد من التعليقات التي رأت فيها وعداً بجمهورية أكثر عدلاً وإنصافاً للأجيال القادمة.

خطوة تعيين طفل في موقع رمزي داخل وزارة الاتصالات لا تحمل فقط بُعداً إعلامياً، بل تعكس أيضاً توجهات حكومية تريد أن تفتح المجال أمام سرديات مختلفة عن سوريا ما بعد الحرب.

وبين قرارات هيكل وتفاعلات الناس، يظهر أن بعض المسؤولين الجدد يحاولون فعلاً تقديم خطاب يلامس وجدان السوريين، وبالأخص الجيل الذي وُلد وسط الدمار ولا يزال ينتظر فرصته للحياة والمشاركة.