قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، إنه لا يساوره أي شك في التزام الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، رغم التوترات المستمرة منذ سنوات حول الإنفاق الدفاعي ودور واشنطن في التحالف.

وأضاف ميرتس - خلال جلسة أسئلة وأجوبة في فعالية نظمتها رابطة رواد الأعمال في برلين - "لا يوجد لدي أدنى شك في التزام الحكومة الأمريكية بالناتو" -وذلك وفق ما نقلته مجلة بولتيكو الأوروبية.

جاءت تصريحات ميرتس بعد زيارته الأولى إلى واشنطن بصفته مستشارًا، حيث التقى بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي.

وأشار ميرتس إلى أن مسألة انسحاب الولايات المتحدة من الناتو طُرحت خلال اللقاء بشكل مباشر، وقال: "سأعيد صياغة ما قيل، حين طُرح السؤال عما إذا كانت هناك نية للانسحاب من الناتو، جاء الرد واضحًا جدًا: 'لا'، دون أي تعليق إضافي، لا أثناء الاجتماع ولا حتى خلال الغداء".

وأكد ميرتس أهمية الحوار المغلق مع الرئيس الأمريكي، موضحًا أنهما ناقشا بالتفصيل ثلاث قضايا رئيسية تشغل البلدين: الحرب في أوكرانيا، والسياسة التجارية، ومستقبل الناتو. وشدد على ضرورة أن تتحمل أوروبا مسؤولياتها بشكل أكبر.

وجاء لقاء ميرتس مع ترامب في ظل تصاعد القلق في العواصم الأوروبية من مواقف ترامب المتكررة المنتقدة للناتو.

وكان ترامب قد دعا في الآونة الأخيرة أعضاء الناتو إلى تخصيص ما لا يقل عن 5% من ناتجهم المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي، وهو هدف يتوقع أن يتم تبنيه رسميًا خلال قمة الحلف أواخر يونيو. وسبق أن لمح ترامب إلى احتمال عدم دفاع الولايات المتحدة عن الحلفاء الذين لا يلتزمون بالإنفاق المطلوب.

وتستضيف ألمانيا نحو 35 ألف جندي أمريكي؛ ما يجعلها ثاني أكبر تمركز عسكري أمريكي خارج الولايات المتحدة، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية. وتلعب هذه القوات دورًا محوريًا في الردع العسكري للناتو في أوروبا.

وقال ميرتس إن اعتماد أوروبا التاريخي على الوجود العسكري الأمريكي لم يعد قابلًا للاستمرار، مضيفًا: "لقد كنا لعقود مستفيدين مجانًا من الضمانات الأمنية الأمريكية، وهذا الوضع يتغير الآن".