كتب .. مصطفى محمود

أعلنت رواندا انسحابها من المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا (إيكاس)، في خطوة تعكس تصاعد التوترات الدبلوماسية في المنطقة، على خلفية الأزمة المتفاقمة بين كيغالي وكينشاسا بسبب النزاع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وكان من المنتظر أن تتسلم رواندا رئاسة التكتل الإقليمي، الذي يضم 11 دولة، خلال اجتماع عُقد السبت في غينيا الاستوائية، لكن المجموعة قررت الإبقاء على رئاسة غينيا الاستوائية، وهو ما وصفته وزارة الخارجية الرواندية بـ"انتهاك لحقوق الدولة العضو".

وفي بيان رسمي، نددت كيغالي بما اعتبرته "استغلالاً" لمنصة إيكاس من قبل جمهورية الكونغو الديمقراطية، مضيفة: "لا يوجد سبب مقبول للبقاء في منظمة تنحرف حالياً عن مبادئها التأسيسية"، ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان الانسحاب سيدخل حيز التنفيذ فوراً.

ومن جانبها، قالت رئاسة الكونغو في بيان إن دول التكتل أقرت بحدوث "عدوان من رواندا على أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية"، مطالبة الدولة "المعتدية" بسحب قواتها فوراً.

وتشهد منطقة شرق الكونغو اشتباكات متواصلة، حيث سيطرت حركة "23 مارس" (M23)، المتهمة بتلقي دعم من رواندا، على مدن رئيسية، مما تسبب في مقتل آلاف المدنيين ونزوح عشرات الآلاف، وسط تحذيرات من اندلاع حرب إقليمية شاملة.

وتتهم الكونغو، والأمم المتحدة، وعدة دول غربية، رواندا بتقديم دعم عسكري مباشر لحركة "إم 23" من خلال تزويدها بالأسلحة والقوات، فيما تنفي كيغالي هذه الاتهامات، مؤكدة أن تواجدها الأمني في المناطق الحدودية يهدف إلى "الدفاع عن النفس" ضد ميليشيات "الهوتو" التي تتهمها رواندا بالمشاركة في الإبادة الجماعية عام 1994.