كتب: عبد الرحمن عطية

أعلنت السلطات الأوكرانية، يوم الأحد، أن عملية تبادل الأسرى وجثامين الجنود بين أوكرانيا وروسيا، والتي كان من المفترض تنفيذها خلال عطلة نهاية الأسبوع، ستتم "الأسبوع المقبل"، بعد أن تبادلت كييف وموسكو الاتهامات بشأن تأخير تنفيذ العملية، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس".

عملية تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا

وأكد كيريلو بودانوف، رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أن العملية تأتي نتيجة التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال جولة المفاوضات الأخيرة في إسطنبول، مشيراً إلى أن "كل شيء يسير كما هو متوقع"، لكنه اتهم موسكو بشن حملة إعلامية مضللة تهدف، حسب وصفه، إلى "تشويه صورة أوكرانيا أمام المجتمع الدولي وخلق انطباع خاطئ حول أسباب التعطيل".

وقد عقدت الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين الوفدين الأوكراني والروسي في الثاني من يونيو في مدينة إسطنبول، حيث تبادل الطرفان وثائق تتضمن رؤيتهما حول تسوية النزاع الممتد منذ أكثر من عامين وأسفرت المحادثات عن التوصل إلى عدد من التفاهمات ذات الطابع الإنساني والعسكري، في محاولة لتخفيف حدة التوتر بين الجانبين.

ومن جهته، صرّح فلاديمير ميدينسكي، رئيس الوفد الروسي، بأن موسكو قدمت لأوكرانيا مذكرة مقترحات تتألف من قسمين، تشمل اتفاقاً على تسليم جثامين 6 آلاف جندي أوكراني. كما تضمن التفاهم تبادل الأسرى من الفئات الأضعف، من ضمنهم المرضى والشباب دون سن الخامسة والعشرين، بصيغة "الكل مقابل الكل"، على أن لا يقل عدد المشمولين في العملية عن ألف أسير من كل طرف.

وشملت المقترحات أيضاً وقفا مؤقتا لإطلاق النار لمدة تتراوح بين يومين إلى ثلاثة أيام في بعض المحاور الميدانية، لتسهيل تنفيذ الإجراءات الإنسانية واللوجستية المتفق عليها إضافة إلى ذلك، قدمت روسيا قائمة تتضمن أسماء 339 طفلا أوكرانياً فقد الاتصال بذويهم أثناء النزاع، وهو ما وصفته كييف بأنه "خطوة أولى" لمعالجة الملفات الحساسة ذات البعد الإنساني.

وينتظر أن يشهد الأسبوع المقبل تنفيذ هذا الاتفاق المرتقب، وسط أجواء من الحذر والتوتر، إذ يخشى مراقبون من أن تعرقل التطورات الميدانية أو الخلافات السياسية تنفيذ الاتفاق بالكامل، رغم الإشارات الإيجابية التي خرجت من المفاوضات الأخيرة.