الضاحية الجنوبية لبيروت على الطاولة الدولية - تكنو بلس

مديا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الضاحية الجنوبية لبيروت على الطاولة الدولية - تكنو بلس, اليوم الاثنين 9 يونيو 2025 12:37 مساءً

في تطور لافت يعكس تبدلاً في طبيعة الضغط الإسرائيلي على لبنان، أقدم الجيش اللبناني، أمس (الأحد)، بناء على طلب نقل عبر اللجنة الخماسية، على تنفيذ عملية تفتيش ميدانية في منطقة الليلكي بالضاحية الجنوبية لبيروت تحت طائلة الاستهداف.

وجاءت الخطوة لتفنيد مطالب إسرائيلية تؤكد وجود مصانع صواريخ أو مخازن سلاح تحت الأرض. وقدم الجيش اللبناني تقريراً رسمياً يؤكد فيه عدم وجود ما يشير إلى هذه المزاعم، لكن خلف هذا التحرك التقني، تختبئ إشارات سياسية وأمنية دقيقة.

الضاحية توضع اليوم علناً على الطاولة الدولية كمنطقة نزاع يُطلب التدقيق فيها، ولم تعد فقط مساحة تُضرب بصمت. الاستجابة اللبنانية لم تكن مجرد رضوخ، بل محاولة لنزع فتيل تصعيد قد تهيئ له إسرائيل من خلال هذه الادعاءات. ففي الشكل، الدولة اللبنانية تنفي تغطية أي نشاط غير شرعي، وفي الجوهر، تُظهر أن الضغوط الدولية باتت تدخل إلى عمق العاصمة، لا تقتصر على الحدود.

المطالب الإسرائيلية ليست أمنية فحسب، بل جزء من معركة إستراتيجية هدفها فرض معادلة اشتباك جديدة. فمنذ اندلاع الحرب على غزة، أبقت إسرائيل ضرباتها في الجنوب ضمن حدود محسوبة، لكن في ليلة عيد الأضحى، نفذت ضربة جوية استثنائية في قلب الضاحية ومحيطها، في رسالة واضحة بأن الجبهة لم تعد مقتصرة على الحدود. هذا التبدل يعكس سعياً لتوسيع بنك الأهداف باتجاه مواقع تحمل رمزية سياسية واجتماعية.

أخبار ذات صلة

 

الرسالة الإسرائيلية تتجاوز الردع العسكري. ثمة محاولة لإحراج حزب الله أمام بيئته، وعبر الدولة اللبنانية نفسها. حين يُجبر الحزب على القبول بتفتيش مناطق حساسة، يفقد شيئاً من هالة الحصانة الرمزية التي لطالما شكلت جزءاً من قوته.

إسرائيل تدير هذه الجولة بأدوات الضغط السياسي والدولي، وتراهن على تحويل الضاحية إلى ملف قابل للتفاوض، لا منطقة محرّمة. وهذا المسار يلقى تجاوباً غير مباشر من بعض القوى الدولية، خصوصاً واشنطن وباريس، اللتين تنظران إلى «ضبط السلاح غير الشرعي» كشرط أساسي لأي تسوية في لبنان. وتحويل الضاحية إلى نموذج للتفتيش، ولو بشكل رمزي، هو خطوة أولى لربط مستقبل سلاح حزب الله بمقررات دولية تتبلور تدريجياً.

الضاحية لم تعد كما كانت. ضُربت ليلة العيد، وفتشها الجيش اللبناني (الأحد). لتتحول من مساحة ذات رمزية خاصة إلى ساحة مواجهة مفتوحة، تتقاطع فيها الطائرات مع التقارير الدبلوماسية.

والسؤال لم يعد فقط: هل هناك سلاح تحت الأرض؟ بل: هل بدأت مرحلة جديدة من المواجهة تُدار بلغات متعددة، يكون فيها الداخل اللبناني جزءاً من الاشتباك الإقليمي والدولي؟

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الضاحية الجنوبية لبيروت على الطاولة الدولية - تكنو بلس, اليوم الاثنين 9 يونيو 2025 12:37 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق