انفجار أول أزمة في العهد الثاني للرئيس: ترامب يعلن حرب تحرير لوس أنجليس - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انفجار أول أزمة في العهد الثاني للرئيس: ترامب يعلن حرب تحرير لوس أنجليس - تكنو بلس, اليوم الاثنين 9 يونيو 2025 01:58 مساءً

من بين كل معاركه، تبقى معركة المهاجرين الأقرب إلى قلب الرئيس دونالد ترامب. هذا الملف الأميركي المعقد الذي كان أهم أسباب فوزه في الانتخابات، حرص ترامب على تزويده بأنياب قاطعة إن من خلال مستشاريه الكبار، ووزرائه المعنيين مباشرة بالعلاقات مع المهاجرين، ووصولاً بالطبع إلى مديري الوكالات المعيّنين.

لم يطلق ترامب يد وكالة الهجرة والجمارك فحسب، بل سعت حكومته الفيديرالية إلى القفز فوق كلّ العوائق التي قد تضعها الولايات في طريقها، إن عبر القضاء، أو عبر الحدود الفاصلة بين صلاحيات قوى إنفاذ القانون المحلية وبين صلاحيات الوكالة التابعة لوزارة الأمن القومي، وعلى رأسها كريستي نويم التي لا توفر مناسبة لاستعراض حربها على المهاجرين بأشد الأساليب هوليووديةً.

موجة الاحتجاجات التي اندلعت بدءاً من الجمعة الفائت في لوس أنجليس، بدا المستغرب الوحيد فيها هو تأخرها كل هذا الوقت. فمن اليوم الأول لعودته قبل نحو 20 أسبوعاً، والحملة الترامبية على المهاجرين تزداد زخماً في بلاد أميركا الواسعة كما على منصات الرئيس الإعلامية من حسابات البيت الأبيض إلى حساباته الشخصية إلى جيش "ماغا" الوفي، الذي يرى بدوره في المهاجرين أصل كل الشرور، والتي تتمثّل مهمة ترامب الوحيدة على الأرض بتخليصه منها.

وليس مستغرباً أيضاً اندلاع الاحتجاجات في لوس أنجليس الديموقراطية، ثاني أكبر مدينة أميركية، ويقطنها نحو أربعة ملايين نسمة، 48 في المئة منهم من أصول لاتينية، مما يجعل المدينة الأولى في تعداد الأميركيين اللاتينيين، كذلك الأمر بالنسبة إلى كاليفورنيا.

لوس أنجليس وكاليفورنيا لطالما كانتا قلعتين ديموقراطيتين؛ وأكثر من ذلك، من ألد أعداء دونالد ترامب بالتحديد. وإذا كان من ساحة لتندلع منها شرارة الحرب بين ترامب ومناوئيه في ملف الهجرة، فستكون لوس أنجليس، وهكذا كان.

الاحتجاجات المتفرقة التي بدأت الجمعة بعد مداهمات "آيس" في إحدى المناطق، سرعان ما حوّلها ترامب ومساعدوه إلى أم المعارك الأميركية ضد "المهاجرين غير الشرعيين" واللصوص والمجرمين الملثمين. وبدلاً من أن تدخل الحكومة الفيديرالية الولاية من بابها، أي من خلال التنسيق مع حاكمها الديموقراطي غافن نيوسوم وعمدة المدينة كارن باس، تخطى ترامب الاثنين معاً وأمر بتدخل الحرس الوطني لفرض "القانون والنظام"، وشكّل خلية أزمة من كل من وزراء الدفاع بين هيغسيث، والأمن القومي كريستي نويم، والعدل بام بوندي، وكل الإدارات والوكالات لاتخاذ كل الإجراءات المطلوبة "لتحرير لوس أنجليس من اجتياح المهاجرين. النظام سيعود، والمهاجرون غير الشرعيين سيطردون، ولوس أنجليس ستنال الحرية". 

 

أحرق المتظاهرون في لوس أنجليس سيارات شرطة ورفعوا علم المكسيك. (ا ف ب)

 

خطاب ترامب الحربي أجّج الاحتجاجات التي تحولت إلى مركزية في وسط لوس أنجليس. مواجهات كرّ وفرّ وإطلاق قنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي واعتقالات في مقابل إحراق المتظاهرين سيارات شرطة وتدمير منشآت عامة ورفع علم المكسيك. هكذا تصاعدت الأمور بسرعة قياسية، وخلال عطلة نهاية الأسبوع فقط، تطوّرت من احتجاجات متفرقة إلى أزمة كبيرة و"معركة من أجل الحضارة"، وفق ما قال مستشار ترامب المعروف بتطرفه اليميني ستيفن ميلر، لأن هؤلاء المتظاهرين الملثمين ليسوا سوى مهاجرين غير شرعيين، خارجين عن القانون، أو يساريون مجانين في مدينة وولاية كانتا عظيمتين، لولا حكم الحزب الديموقراطي. كل هذا بالطبع بحسب ترامب وإداراته.

والحزب الديموقراطي هو هدف ترامب العتيق المتجدد دائما في الولاية، ونيوسوم بالتحديد، نجم الحزب الصاعد وأحد أكثر وجوهه حظاً بالترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة. هكذا يتخطي ترامب الحاكم ويتقدّم بنفسه كالعادة ليحلّ المشكلة بالمواجهة والقبضة الحديدية، بينما يعجز خصومه عن حلها، بل يتواطؤون ضمناً مع المجرمين والمهاجرين غير الشرعيين في إشاعة الفوضى وإحلال البؤس على المدينة.

نيوسم والديموقراطيون يتّهمون ترامب بتعميم الفوضى بسبب لجوئه إلى التصعيد الأقصى، واستغلال الاحتجاجات لتسجيل نقاط على الولاية المعتدة بأنها أغنى الولايات المتحدة، وعلى ما يحفظه لها الدستور من استقلالية ضمن الاتحاد الفيديرالي. وقد قرّر نيوسم مقاضاة ترامب وإدارته لتخطي الولاية في قرار إنزال الحرس الوطني على الأرض وتصدّيه للمتظاهرين.

وفي لحظة يبدو فيها الجميع غير مستعدّ للتراجع، تفتتح لوس أنجليس أولى أزمات العهد الثاني للرئيس، الذي كانت أزمة جورج فلويد وحركة "حياة السود مهمة" درة تاج عهده الأول.

     
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق