كتب: عبد الرحمن عطية

يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لترؤس اجتماع مهم لمجلس الأمن الروسي اليوم الثلاثاء، حيث سينصب التركيز على سياسة الدولة الرامية للدفاع عن "القيم التقليدية" لروسيا، وفقا لما أعلنه الكرملين.

اجتماع مجلس الأمن الروسي لبحث "القيم التقليدية"

يسلط هذا الاجتماع الضوء على الأهمية المتزايدة التي توليها القيادة الروسية لتعزيز الهوية الوطنية والجوانب الثقافية والاجتماعية في سياق يرى فيه الكرملين ضرورة التحصن ضد التأثيرات الخارجية.

تأتي هذه الخطوة في إطار مساعي موسكو لترسيخ أسس مجتمعها وقيمه، وذلك في ظل المشهد الجيوسياسي المتغير.

بالتوازي مع هذه التوجهات الداخلية، كشفت روسيا عن خططها الطموحة لتعزيز قوتها البحرية على الساحة العالمية فقد صرح نيكولاي باتروشيف، المسؤول البارز في الكرملين، أمس، أن الرئيس بوتين قد وافق على استراتيجية بحرية جديدة ومفصلة.

تهدف هذه الاستراتيجية إلى الاستعادة الكاملة لمكانة روسيا كواحدة من كبرى القوى البحرية في العالم، هذا الإعلان يعكس رغبة موسكو في استعادة نفوذها البحري التقليدي، وإعادة تأكيد حضورها كلاعب رئيسي في الساحة الدولية.

ورغم أن التصنيفات الحالية تضع روسيا في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث القوة البحرية بعد الصين والولايات المتحدة، فإن أسطولها البحري قد واجه تحديات كبيرة وتكبد خسائر ملحوظة خلال الحرب في أوكرانيا هذه الخسائر، التي أثرت على بعض القطع البحرية المهمة، لم تثنِ القيادة الروسية عن رؤيتها بعيدة المدى فقد أكد باتروشيف، الذي يتمتع بخبرة واسعة كضابط سابق في جهاز المخابرات السوفيتية "كي جي بي" وعمل مع بوتين في سان بطرسبرج خلال الحقبة السوفيتية، أن بوتين أقر هذه الاستراتيجية البحرية الجديدة التي تحمل اسم "استراتيجية تطوير البحرية الروسية حتى 2050" في أواخر مايو الماضي.

وأشار باتروشيف، في مقابلة مع صحيفة "أرجومنتي إي فاكتي"، إلى أن "مكانة روسيا كواحدة من أعظم القوى البحرية في العالم تعود بشكل تدريجي"، ما يشير إلى ثقة القيادة الروسية في قدرتها على تحقيق هذه الأهداف الطموحة رغم التحديات الراهنة.