محمد السيد

توصلت بعثة أثرية بولندية إلى اكتشاف تاريخي بالغ الأهمية في صحراء بيوضة الواقعة شمال غرب السودان، حيث أعلنت عن توثيق أكثر من 1200 موقع أثري جديد، في خطوة تسلط الضوء على الغنى الحضاري والجيولوجي المخبأ في رمال هذه المنطقة الشاسعة.

البعثة التي شملت باحثين من جامعتي فروتسواف ووارسو بالإضافة إلى فريق من متحف غدانسك، لم تحدد تاريخا دقيقا لاكتمال الاكتشافات، إلا أن أبرز ما كشفت عنه تركز حول بحيرة ملحية قديمة قرب جبل "المويلحة"، كانت في السابق مصدرا لمعدن النطرون، الذي يعد مادة نادرة استخدمت في التحنيط بصيغته الطبيعية بالإضافة إلى استعماله في صناعة الزجاج والسيراميك.

وتأتي هذه الاكتشافات بعد سنوات من الأبحاث التي أجرتها بعثة ألمانية أخرى في نفس الصحراء والتي كانت قد أشارت في وقت سابق إلى أن ما تحتويه منطقة بيوضة التي تمتد على مساحة تقارب 140 ألف كيلومتر مربع يفوق بكثير ما هو معلن من معلومات أثرية.

ووفقا للفريق البولندي فقد تم تحديد 448 موقعا جديدا بالكامل، إلى جانب إعادة فحص وتقييم 126 موقعا أثريا سبق توثيقه. كما أجريت عمليات تنقيب فعلية في 88 موقعا، من بينها 36 مقبرة أثرية، و55 مستوطنة بشرية.

وتنوعت المكتشفات بين أدوات حجرية تنتمي إلى العصر "الأولدواني" أقدم ثقافات صناعة الأدوات المعروفة والتي تعود إلى ما بين 2.6 و1.7 مليون سنة، وصولا إلى مستوطنات ومقابر من العصور الوسطى.

وشملت بعض المواقع الشمالية الغربية والجنوبية الشرقية من الصحراء أدوات من العصر "الأشولي"، منها فؤوس حجرية ثنائية الوجه تعد من أبرز معالم تلك الحقبة.