تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنّه يظهر "مواطناً فلسطينياً ابتكر طريقة جديدة لتصليح القداحات بسبب غلاء أسعارها وشحّها في السوق". إلا أن هذا الادّعاء خاطئ، والفيديو يعود لشاب مغربي لديه ورشة متخصّصة. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

في الادّعاء المتداول، فيديو يظهر شخصاً يعيد صناعة قدّاحة نار بطريقة مبتكرة جعلتها تعمل بالبطاريات من دون الحاجة إلى الغاز. ويستعمل في عمله العديد من الأدوات، منها كهربائية وقدّاحة إضافية. وقد أرفق الفيديو بتعليق (من دون تدخّل): "بسبب غلاء أسعارها وشحها في السوق... مواطن من قطاع غزة يبتكر طريقة لتلصيح القداحات".

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

1- بعد البحث العكسي، تبين أنَّ الفيديو يعود إلى شاب من المغرب لديه ورشة متخصّصة بالابتكارات الصغيرة، ومنها القدّاحات، واسمها "ورشة جزولي". وقد نُشر للمرة الأولى في حساب "ورشة جزولي" على منصّة انستغرام، في 10 أبريل/نيسان 2025، مرفقاً بتعليق: "ابتكار عبقري- تحويل ولاعة لشيء لا يصدق = Inventing a great idea".

وحصد أكثر من 69 مليون مشاهدة ونحو 674,878 ألف إعجاب حتى لحظة كتابة هذا التقرير.

لقطة شاشة للفيديو المنشور في حساب ورشة جزولي في انستغرام

2- وفقاً لمعلومات منشورة عن الورشة في صفحاتها، فإنَّها تدار من المغرب، وصاحبها شاب اسمه عبد الصمد الجزولي. وتم التوصّل إلى حسابه في الفايسبوك، حيث نشر صورة له في ورشته الصغيرة لصناعة الحرف تعود الى عام 2011.

معلومات عن صفحات ورشة جزولي (يوتيوب، انستغرام، وفايسبوك)

صورة صاحب ورشة جزولي (فايسبوك)

وتنشط الورشة في حساباتها على فايسبوك وانستغرام ويوتيوب، وتنشر العديد من الفيديوهات لأفكار مبتكرة وصناعة حرف يدوية منزلية.

محتوى قناة ورشة جزولي (يوتيوب)

ويأتي تداول الفيديو بالمزاعم الخاطئة في خضمّ كارثة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، وبعد نحو 11 أسبوعاً من حصار اسرائيلي كامل عليه شلّ دخول المساعدات الإنسانية إليه. وأعلنت السلطات الإسرائيلية في 19 أيار/مايو الماضي السماح جزئيّا بدخول كميات محدودة من الإمدادات، ممّا اعتبرته منظمة "اليونيسف" خطوة ضئيلة لا ترتقي إلى مستوى الحاجة الماسة على الأرض.

وإزاء الواقع المأسوي في غزة وتفاقم الجوع المتقع لأهالي القطاع، خصّصت "النهار" أخيراً ملفّاً بعنوان: "غزة الجائعة… الصورة المخططة!"، يتناول الكارثة الإنسانية التي ألمّت بالقطاع منذ سنة ونصف السنة، وضمنته شهادات من منظمات دولية وأممية.