في تحول زمني يهم ملايين المسلمين حول العالم، أعلن المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية، أن موسم حج هذا العام يمثل آخر موسم حج يتزامن مع فصل الصيف، ولن يعود الحج في أجواء الصيف الحارة إلا بعد نحو 25 عامًا، وفقًا لدورة التقويم القمري.

وأوضح حسين القحطاني، المتحدث الرسمي باسم المركز، أن التغير في توقيت موسم الحج يأتي نتيجة الطبيعة المتغيرة للتقويم الهجري القمري، الذي يتقدم سنويًا بنحو 11 يومًا مقارنة بالتقويم الميلادي، ما يؤدي إلى انتقال موسم الحج تدريجيًا عبر فصول السنة المختلفة. وبيّن القحطاني أن المواسم الثمانية المقبلة ستقع في فصل الربيع، تليها ثمانية مواسم شتوية، ثم تأتي مواسم خريفية تتصاعد خلالها درجات الحرارة تدريجيًا، حتى يعود الحج مجددًا إلى أشهر الصيف.

ويُعد هذا التغير الزمني فرصة مهمة للملايين من الحجاج، خاصة كبار السن وأصحاب الحالات الصحية، لأداء المناسك في أجواء أكثر اعتدالاً وراحة، بعيدًا عن درجات الحرارة المرتفعة التي كثيرًا ما شكلت تحديًا كبيرًا خلال مواسم الصيف السابقة. كما ينعكس هذا التغيير إيجابيًا على الخدمات اللوجستية والتنظيمية التي تقدمها الجهات المعنية في السعودية، والتي تواجه ضغوطًا إضافية في ظل الأجواء الحارة.

وأكد المركز الوطني للأرصاد أن هذا التحول الطبيعي ضمن دورة الفصول المرتبطة بالتقويم القمري، يمنح الحجاج تجربة روحانية أكثر يُسرًا خلال العقود المقبلة، ويُسهم في تعزيز جاهزية المملكة لاستقبال ضيوف الرحمن في بيئة مناخية مواتية، تعكس الجهود المستمرة في تحسين جودة الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام.

بالتوازي مع هذا التحول المناخي، من المتوقع أن تشهد الجهات المختصة في السعودية مزيدًا من التسهيلات التنظيمية في مواسم الحج المقبلة، حيث يسهم انخفاض درجات الحرارة في تخفيف الضغط على البنية التحتية الصحية والإسعافية، ويقلل من حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس التي عادة ما تسجل ارتفاعًا ملحوظًا خلال فترات الصيف. كما ستنعكس هذه الظروف الإيجابية على سير خطط التفويج والتنقل، مما يعزز من سلاسة أداء المناسك ويوفر بيئة أكثر راحة للحجاج من مختلف دول العالم.