وداعٌ بطقوس مختلفة: كيف ترثي الشعوب موتاها؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وداعٌ بطقوس مختلفة: كيف ترثي الشعوب موتاها؟ - تكنو بلس, اليوم الجمعة 13 يونيو 2025 11:40 صباحاً

الموت، رغم كونه الحقيقة الوحيدة المؤكدة في حياة الإنسان، إلا أنه لا يُستقبل بالطريقة نفسها حول العالم. تختلف طقوس وتقاليد الدفن والحداد من ثقافة إلى أخرى، حيث يعبّر كل شعب عن حزنه، وعن احترامه للموتى بأساليب متجذّرة في تاريخه ودينه وموروثه الشعبي. في هذا المقال، نلقي الضوء على أبرز الممارسات المتعلقة بالموت في العالم، مع تركيز خاص على العادات في العالم العربي وتركيا، مع محاولة فهم الخلفيات والأسباب التي تقف وراء كل طقس.

في البلدان العربية، تتأثر طقوس الموت بعقيدة الإسلام بشكل أساسي، إذ تبدأ منذ لحظة الوفاة بغسل الميت وتكفينه بثياب بيضاء بسيطة، ثم الصلاة عليه ودفنه بأسرع وقت ممكن. هذا الحرص على الإسراع في الدفن ينبع من إكرام الميت، كما ورد في الأحاديث النبوية، ومن الاعتقاد بأن الجسد يجب أن يعود إلى الأرض بسرعة. في معظم الدول العربية، وخاصة في مصر ولبنان والأردن، يتم الإعلان عن الوفاة عبر مكبرات الصوت في المساجد أو عبر  لصق أوراق النعي على الجدران، وتُقام مجالس العزاء بدءاً بتلاوة آيات من القرآن وتقبّل التعازي. ومن العادات الشائعة أيضاً، توزيع القهوة المُرّة التي ترمز إلى الحزن، وعدم تقديم الحلوى، تعبيراً عن الامتناع عن الفرح.

في بعض المناطق الريفية من بلاد الشام، تترافق الجنازات أحياناً مع إطلاق عيارات نارية تعبيراً عن الحزن، أو لتكريم الراحل باعتباره شخصية بارزة أو محبوبة في المجتمع. 

أما في المغرب، فيُكرَّم الميت من خلال "الصدقة"، وهي عادة تقديم الطعام للمصلّين والفقراء عن روح المتوفى. يُعتقد أن هذا الفعل يرفع من درجات الميت عند الله، ويجلب الرحمة له. وتتكرّر هذه الصدقات بعد ثلاثة أيام، وأربعين يوماً، وحتى بعد مرور سنة على الوفاة، باعتبار أن هذه الأيام تمثل مراحل رمزية في رحلة الروح. 

وفي بعض قرى الجزائر، توزَّع قطع الخبز والتمر في المقبرة، وهي رموز للتكافل والبركة، ويقوم أهل الفقيد بزيارة القبور أسبوعياً، حاملين معهم الزهور والماء، في طقس يجمع بين الحنين والدعاء.

في تركيا، يضع البعض حذاء الميت أمام باب منزله، في دلالة على رحيله النهائي، وكأن الحذاء، الذي كان يرافقه في خطواته الحياتية يعلن غيابه. وتُقام أيضاً في بعض المناطق "ليلة الروح"، حيث تُضاء الشموع وتُتلى الأدعية طوال الليل، بهدف الترحم على الميت ومرافقة روحه بالنور والدعاء خلال رحلتها إلى العالم الآخر. وتُقدَّم الحلوى والخبز المجفّف للضيوف بعد الجنازة، في رمزية للمشاركة الجماعية في الحزن والدعاء.

أما حول العالم، فهناك طقوس مدهشة تعكس فلسفات الشعوب تجاه الموت، وفقاً لما جاء في موقع axiom-cms.com:
• الدفن في السماء (التيبت): ممارسة فريدة من نوعها حيث يتم تقديم الجثة إلى الطيور الجارحة، مثل النسور، كوسيلة لإعادتها إلى الطبيعة.
• في الصين (شعب بو في قويتشو)، اشتهروا بتقاليد "التوابيت المعلّقة"، حيث تُوضع توابيت الموتى على جوانب المنحدرات الجبلية، ويتم وضع بعض التوابيت على أعمدة خشبية أو في فجوات صخرية عالية. يعتقد أن هذه الطريقة تضمن الحظ الجيد للأحياء وتحمي الجثث من الحيوانات، وربما تسمح للروح بالعودة إلى الأرض.

• في الهند، تُحرق الجثث على ضفاف نهر الغانج، في معتقد ديني يعتبر أن الحرق يحرر الروح من الجسد ويساعدها على الانتقال إلى دورة حياة جديدة.

d085e284bd.jpg

• في مدغشقر، يحتفل السكان بطقس "فاماديهانا"، حيث يُستخرج الموتى من قبورهم، وتُلف أجسادهم بأقمشة جديدة، ثم يُرقص بهم احتفالًا بذكراهم، وهو طقس يرمز لإعادة تقوية العلاقة بين الأحياء وأرواح أسلافهم.
• في كوريا الجنوبية، يتجه البعض إلى تحويل رماد المتوفى إلى خرزات زجاجية ملوّنة تُحفظ في المنزل. هذا التقليد المعاصر ظهر كبديل عن المقابر في ظل المساحات المحدودة، وأصبح وسيلة لتكريم الراحل بطريقة فنية وبصرية.
• في بابوا غينيا الجديدة، تحتفظ بعض القبائل بجثث موتاها في منازلهم لفترة طويلة، ويتم التعامل معها كأرواح حامية. هذا الطقس يعكس علاقة روحية عميقة بين الأحياء والأموات.
• في غانا، تُصمَّم التوابيت بأشكال غير مألوفة تعكس مهنة أو شغف المتوفى، كأن تكون على شكل سمكة لصيّاد أو طائرة لطيّار، وهي طريقة للاحتفاء بحياة الراحل وتكريمه بأسلوب بصري مبهج.
• في نيبال، يقوم السكان بحمل جثة المتوفى على نقالة مزينة، ويُقام موكب جنائزي يرافقه الغناء، وتُحرق الجثة في نهر مقدس.
• حرق النقود الورقية في الصين: يقوم الناس في الصين بحرق النقود الورقية خلال الجنازات كنوع من التقدمة للمتوفى. يُعتقد أن هذه الأموال ستساعد المتوفى على دفع تكاليف عبوره إلى العالم الآخر. يعود هذا التقليد إلى العصور القديمة حين كان يتم دفن العملات المعدنية مع الجثث لنفس الغرض.

15ca53da01.jpg

• في بولندا، تُقام الجنازات في الكنائس، وتُزين التوابيت بالزهور، ويتناول المشاركون الطعام في منزل الفقيد كجزء من تقليد اجتماعي يكرّم المتوفى ويواسي العائلة.
• في الفلبين، تختلف التقاليد باختلاف المناطق، فالبعض يدفن الموتى داخل منازلهم أو أسفلها، في حين تعلّق التوابيت في الكهوف أو على الجبال، تعبيراً عن قربهم من السماء.
• في إندونيسيا، لدى شعب التوراجا طقس يُدعى "ما'نيني"، حيث يُستخرج الميت من قبره سنوياً، ويُلبس بملابس جديدة، ثم يُعرض في البيت تكريماً لذكراه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق