نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف يصور القريبون من إيران مسار الحرب؟ - تكنو بلس, اليوم السبت 14 يونيو 2025 12:26 مساءً
مرحلة ما بعدانفجار الاشتباك الايراني – الاسرائيلي، مختلفة بالتأكيد عما قبلها، فهذا الانفجار يجسد محطة الذروة في سياق مواجهات طويلة ومتنوعة الاشكال، اندلعت بين الدولتين منذ ان اطاحت الثورة الاسلامية الايرانية نظام الشاه الصديق الأقرب لتل ابيب، ووضعت تلك الثورة في رأس قائمة اهدافها معاداة اسرائيل ونصرة القضية الفلسطينية.
وفي هذا الاطار، ثمة قرءاة يتبناها البعض مفادها ان ايران كانت تعتمد"اذرعها " المتعددة جداراً لتقارع من خلفه اسرائيل، لكن نتائج حرب إسناد غزة التي تطوع لها "حزب الله" ثم سقوط نظام بشار الاسد الحليف لطهران، وانكفاء المجموعات العراقية الموالية لطهران عن أي فعل، وضعت طهران وجهاً لوجه مع اسرائيل فكان لابد من ان تنفجر هذه المواجهة المؤجلة خصوصاً ان تل ابيب تعتبر ان توجيه ضربة قاصمة الى إيران بات أمراً لامفر منه لكي تنهي تماماً ما افرزته عملية "طوفان الأقصى" من نتائج على إسرائيل نفسها. فكان ان بدأت تل ابيب هجومها الكبير صبيحة الجمعة على طهران ومدن ومواقع ايرانية اخرى ونجحت في تصفية عشرات القيادات العسكرية الايرانية الكبيرة.
وحيال كل هذه التطورات يبقى السؤال المحوري ماذا بعد، وكيف يقرأ القريبون من ايران مسار الامور ؟
لاينفي الباحث والخبير في الملف الايراني الدكتور طلال عتريسي فرضية ان ثمة واقعاً مختلفاً تماماً قد فرض نفسه منذ لحظة ارسال تل ابيب طائراتها فوق ايران واطلاق غاراتها المدمرة ، لكنه يرى ان فرضية "انكسار " ايران ليست بالضرورة هي نهاية المواجهة. ويقول لـ"النهار ": "إذا كان صحيحاً ان الشعور بفائض القوة لدى اسرائيل قد دفعها الى فتح ابواب المواجهة المؤجلة على مصراعيها مع ايران، فإن ذلك لايعني ان مسار الاحداث وتطورها سيكون لمصلحة تل ابيب او ان بإمكانها ان تلحق بها هزيمة".

تظهر هذه الصورة من الجو مبانٍ مدمرة في موقع أصيب بصاروخ أطلق من إيران في مدينة رمات غان الإسرائيلية بالقرب من تل أبيب (أ ف ب).
ويضيف انه "بعد ان بدأت صواريخ طهران تنهمر بالمئات على قلب الكيان النابض عشية الجمعة الماضي، بدا واضحاً ان ثمة واقعاً مختلفاً، سيعود بالفائدة على طهران". ومن ابرز معالم هذا الواقع:
ان طهران استعادت قوة الردع بعدما عاش كثيرون من انصارها على اعصابهم وهم يرون بأم العين الطائرات الاسرائيلية تجوب سماء طهران ومدناً أخرى، وتقصف المواقع والمراكز الاستراتيجية وتصفّي العشرات من قادتها العسكريين. فالرد الايراني باعتراف اسرائيل ودوائر اميركية لم يكن رداً إعتباطياً إن لجهة دقة الاصابات أو لجهة اتساع بنك الأهداف .
نقطة اخرى يستطرد عتريسي، وهي ان اسرائيل المحدودة المساحة لايمكنها تحمل الضربات المتتالية على تل ابيب ومنطقتها الحيوية ومدن أخرى على النحو الذي عايناه أخيراً، في حين ان موقع ايران يجعلها قادرة على تحمل الضربات الجوية. وليست مبالغة إذا قلنا ان ثمة مدناً ومناطق إيرانية تناى بنفسها تماماً عن هذه الحرب ولاتشعر بها، في حين ان الأمر مغاير في اسرائيل، إذ يتعين على كل سكانها النزول الى المخابىء عند اول ضربة.
وفي تقديرنا، يضيف عتريسي، ان واقع الحال هذا سيكون أيضاً من العوامل التي تدفع اسرائيل الى تقصير أمد الحرب. وإذا كان البعض يرد بأن اسرائيل تخوض مواجهات مع الفلسطينيين منذ أكثر من 20 شهراً، فالإجابة ان الأمر مختلف، فغالبية التجمعات السكانية الاسرائيلية هي خارج دائرة الصراع مع الفلسطينيين، بينما الصواريخ الايرانية بالامكان ان تطاول كل اسرائيل وتلحق بها الاذى .
وعن صحة ما يقال أن اسرائيل هي من بادر الى فتح هذه الحرب مع ايران لحساب مصالحها وحساباتها الخاصة أو لكي تشاغب على مسار المفاوضات بين طهران وواشنطن، يعتبر عتريسي أن هذه فرضية ضعيفة، فقد يكون مسموحاً لاسرائيل ان تمارس بعض المشاغبات على الاميركي لكن الأمر ممنوع في المسائل الاستراتيجية، وبالتالي لايمكن لتل ابيب التصرف من دون ضوء أخضر أميركي. ولنا في التصريحات الاميركية المؤيدة للهجمات على ايران شواهد وأدلة.
أضاف بناء عليه، نشكك في الحديث عن حرب مفتوحة بين ايران وإسرائيل .
0 تعليق