كتب .. مصطفى محمود

استهدفت إسرائيل، في تصعيد لافت ضمن المواجهة العسكرية مع إيران، منشآت حقل "بارس الجنوبي" للغاز في ميناء كنغان بمحافظة بوشهر، ما أسفر عن اندلاع حريق واسع النطاق في المرحلة الرابعة عشرة من المصفاة، بحسب ما أظهرته مقاطع مصورة بثتها وسائل إعلام محلية.

حقل بارس الجنوبي

ويعد "بارس الجنوبي" أكبر حقل غاز في إيران، ومن بين الأضخم عالميًا، حيث يقع على الخليج العربي بالقرب من الحدود البحرية مع قطر، ويتقاسم الجانبان استغلاله في إطار مشاريع عملاقة للغاز الطبيعي.

وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن الهجوم تسبب في تعطل إنتاج نحو 12 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا من منصة المرحلة 14 من الحقل، إلى حين استعادة المصفاة المتضررة قدرتها التشغيلية الكاملة.

أهمية الحقل

ويمثل حقل "بارس الجنوبي" أهمية استراتيجية قصوى لإيران، إذ يضم احتياطيات هائلة تُقدّر بنحو 1800 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، إضافة إلى 50 مليار برميل من مكثفات الغاز، وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية، ويُعد مصدرًا رئيسيًا لتلبية احتياجات السوق المحلية وصادرات الغاز المسال.

تأثير هجوم مطار كنغان

وتُعد هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل منشأة للطاقة في جنوب إيران المحاذي للخليج العربي، ما يمثل تطورًا نوعيًا في طبيعة الضربات المتبادلة بين الطرفين، وينذر بتداعيات اقتصادية وجيوسياسية قد تطال أسواق الطاقة العالمية، خاصة مع قرب الحقل من مضيق هرمز، الممر الحيوي لصادرات النفط والغاز.

وأكدت مصادر إيرانية أن الأضرار ستؤدي إلى توقف مؤقت لبعض العمليات، لكنها "محدودة" وسيتم تعويضها خلال فترة وجيزة، فيما لم يصدر تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي بشأن تفاصيل هذه الضربة.