أعلنت وسائل إعلام إيرانية، اليوم السبت، وفاة مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي شمخاني، متأثراً بجراحه التي أُصيب بها خلال الهجوم الإسرائيلي الواسع الذي استهدف مواقع عسكرية ونووية في طهران ومدن إيرانية أخرى فجر الجمعة.

وذكرت المصادر أن شمخاني فارق الحياة داخل أحد مستشفيات العاصمة الإيرانية، حيث كان يخضع للعلاج بعد إصابته بجروح خطيرة جراء قصف استهدف منزله ضمن عملية "الأسد الصاعد"، التي نفذتها إسرائيل ضد أهداف استراتيجية في إيران.

لا تعليق رسمي

ولم تصدر السلطات الإيرانية أو الإسرائيلية أي تعليق رسمي حتى الآن يؤكد أو ينفي خبر وفاة شمخاني، الذي يُعد أحد أبرز القادة العسكريين والسياسيين في إيران خلال العقود الأربعة الماضية.

وكانت تقارير محلية قد كشفت، الجمعة، عن إصابة شمخاني بجروح بالغة، وأشارت إلى نقله في حالة حرجة إلى المستشفى، بينما أفادت مصادر إعلامية بمقتل أكثر من 20 قائداً عسكرياً إيرانياً خلال الغارات التي شملت منشأة "نطنز" النووية ومقرات تابعة للحرس الثوري في طهران وأصفهان.

التصعيد الإسرائيلي الإيراني

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته الجوية نجحت في تصفية 9 من كبار العلماء والخبراء المرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني، في واحدة من أكبر العمليات العسكرية ضد إيران منذ سنوات.

وردت طهران على الهجوم الإسرائيلي بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والمسيّرات الهجومية التي استهدفت مواقع في العمق الإسرائيلي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة أكثر من 170 آخرين، بحسب مصادر رسمية في تل أبيب.

من هو علي شمخاني؟

يُعد علي شمخاني (1955 – 2025) من أعمدة المؤسسة الأمنية والسياسية في إيران. وُلد في مدينة الأهواز لعائلة عربية، وشارك مبكراً في الحراك الثوري ضد حكم الشاه. تولى قيادة الحرس الثوري في محافظة خوزستان خلال الحرب العراقية الإيرانية، قبل أن يشغل عدة مناصب رفيعة بينها قائد القوات البحرية ووزير الدفاع.

في عام 2013 عُيّن أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وأشرف خلال ولايته على ملفات حساسة أبرزها الاتفاق النووي مع القوى الغربية عام 2015، والتقارب مع السعودية بوساطة صينية عام 2023.

وفي مايو 2023، وبعد إعفائه من منصبه كأمين للمجلس الأعلى للأمن القومي، عيّنه المرشد الأعلى علي خامنئي مستشاراً سياسياً وعضواً بمجلس تشخيص مصلحة النظام.

وكان شمخاني يُعرف بتوجهاته البراغماتية، ولعب دوراً محورياً في رسم السياسات الدفاعية والخارجية الإيرانية لعقود، كما يُعد من الشخصيات القليلة التي حافظت على حضورها القوي في مختلف الإدارات الإيرانية، سواء الإصلاحية أو المحافظة.