علماء يكتشفون نهرا مخفيا عمره 34 مليون عام.. ما القصة؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
علماء يكتشفون نهرا مخفيا عمره 34 مليون عام.. ما القصة؟ - تكنو بلس, اليوم الأحد 15 يونيو 2025 01:58 صباحاً

تظل منطقتا القطب الشمالي والقطب الجنوبي مغطاة بطبقات سميكة من الجليد والثلوج على مدار العام، ونتيجة لذلك، تبقى معظم أجزاء هذه المناطق مجهولة إلى حد كبير بالنسبة للبشرية، مخفية تحتها عددا لا يحصى من الأسرار.

أسرار العالم الخفي

تمكن فريق من الباحثين بقيادة ستيوارت جيمسون من جامعة دورهام، من تحقيق اكتشاف مذهل، مستعينين بنظام الأقمار الصناعية الكندي "RADARSAT". سمحت هذه التقنية المتطورة للعلماء بالكشف عن تغيرات طفيفة في سطح الجليد، مما أزاح الستار عن شكل الأرض المدفونة تحته.

كان ما وجدوه شيئا استثنائيا بحق. إنه تضاريس قديمة نحتها نهر بحجم ويلز تقريبا، حبيسة تحت ما يقرب من كيلومترين من الجليد.

يعتقد أن الحالة البكر لهذه التضاريس تشير إلى عمرها الزمني الهائل. فقد بقيت هذه الأرض محفوظة تحت الثقل الساحق للغطاء الجليدي، ولم تتغير منذ فترة طويلة قبل بدء التجلد.

يعود تاريخ هذا العالم الخفي إلى فترة كانت فيها القارة القطبية الجنوبية مختلفة تماما عن الصحراء الجليدية التي نعرفها اليوم. في ذلك الحين، كانت القارة جزءا من غوندوانا، القارة العظمى التي كانت تتشاركها مع أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأستراليا. وبدلا من الجليد، كانت أنتاركتيكا تتمتع بأنهار متدفقة وغابات كثيفة وديناصورات تجوب أراضيها.

تغير هذا المشهد منذ حوالي 20 مليون عام، عندما بدأ الجليد في التمدد، ليجمد تاريخ المنطقة تحت طبقة جليدية متنامية.

كيف تحولت إلى جليد؟

بدأ الغطاء الجليدي لشرق أنتاركتيكا في التكون خلال فترة التحول بين عصري الإيوسين والأوليغوسين، قبل حوالي 34 مليون عام، تزامنا مع انخفاض حاد في درجات الحرارة العالمية وتراجع مستويات ثاني أكسيد الكربون إلى ما دون عتبة حرجة.

أصبحت المناطق المرتفعة، مثل جبال غامبورتسيف تحت الجليدية وسلسلة جبال ترانسأنتاركتيكا، نقاطا مركزية لتشكل الكتل الجليدية المتنامية. وعلى مدى ملايين السنين، توسعت هذه المساحة، وتشكل الغطاء الجليدي الهائل الذي لا يزال قائما حتى اليوم.

التكنولوجيا تكشف المزيد من التفاصيل

باستخدام نظام الأقمار الصناعية RADARSAT، تمكن العلماء من رصد تغيرات دقيقة في ميل سطح الجليد. وقد ساعدت هذه الإشارات الصغيرة في الكشف عن تضاريس ضخمة ومخفية نحتتها الأنهار قبل ملايين السنين، أي قبل وقت طويل من تشكل الغطاء الجليدي نفسه.

وللتعمق أكثر في البحث، استخدم العلماء تقنيات استشعار الصدى الراديوي، والنماذج الحاسوبية لدراسة الأرض المدفونة تحت الجليد. وأظهرت اكتشافاتهم أن التضاريس المكتشفة لا تتناسب مع أنماط تدفق الجليد الحديثة، مما يؤكد أنها تشكلت قبل فترة التجلد بوقت طويل.

يساعد فهم هذه البيئة القديمة العلماء على التنبؤ بكيفية استجابة الغطاء الجليدي لشرق أنتاركتيكا في ظل عالمنا الذي يشهد ارتفاعا في درجات الحرارة وتغيرات مناخية، والتي تعتبر مصدر قلق ملح.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق