بين جدران العاصمة الإسبانية، حيث يحتدم التنافس الكروي التاريخي، يواصل نادي أتلتيكو مدريد كتابة فصوله الخاصة، بعيدًا عن ظل ريال مدريد وبرشلونة، واليوم، ومع انطلاق النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية، يدخل «الروخي بلانكوس» مغامرة عالمية بطموح مختلف، مدفوعين بتاريخ صلب وهوية لا تشبه أحدًا، متحديًا أي سقوط ممكن بالهبوط للدرجة الثانية مثلًا مثلما حدث عام 2000 قبل العودة سريعًا ويفرض اسمه من جديد على الساحة، وستكون ضربة بدايته صعبة في العاشرة مساء ضد باريس سان جيرمان.

أتلتيكو مدريد.. من صخب العاصمة إلى حلم التتويج العالمي

تأسس أتلتيكو مدريد عام 1903 على يد طلاب باسكيين، في محاولة لخلق فرع من نادي أتلتيك بلباو في مدريد. ورغم البدايات المتواضعة، فرض الفريق وجوده تدريجيًا، حتى أصبحت له شخصية مستقلة، ثم شعبية جارفة خصوصًا في الطبقات العاملة. بعد الحرب الأهلية الإسبانية، مرّ النادي بتحولات إدارية ومؤسسية، لكنه احتفظ بجوهره القتالي و«روح الشارع».

ويعد أتلتيكو مدريد من الأندية المتوجة بحصد لقب الدوري 11 مرة ولقبين للسوبر الإسباني ولقب لبطولة رئيس كأس الاتحاد و10 ألقاب لكأس إسبانيا هذا 3 ألقاب الدوري الأوروبي ومثلهما السوبر الأوروبي ولقب كأس الكؤوس الأوروبية ولقب كأس الإنتركونتيننتال.

انتقل أتلتيكو مدريد مع مدربه الحالي، الآرجنتيني دييجو سيميوني، منذ أن تولى المسؤولية في ديمسبر 2011 من خانة الطموح إلى خانة المنافسة، وذلك بفضل استقرار إداري وفني، تصاعفت خلاله القيمة السوقية للفريق ووصلت إلى 500 مليون يورو، وأصبح مطمع لانضمام النجوم القدامي، وصار منافسًا رأسًا برأس مع ريال مدريد وبرشلونة في إسبانيا، ومنافس له هيبة في دوري أبطال أوروبا.

دييجو سيميوني المدير الفني لفريق أتلتيكو مدريد

ويفرض سيميوني طابعًا خاصًا على خططه منذ 14 عامًا تولى فيها مسؤولية الفريق، بالاعتماد على طريقة 3-5-2 وتنقلب في بعض الأحيان إلى 4-4-2، مع تنظيم دفاعي عالي وتركيز على التحولات السريعة، قد لا يستحوذ أتلتيكو على الكرة كثيرًا، لكنه يعرف كيف يُسقط خصومه في اللحظة الحاسمة، وهو ما منحه جائزة أفضل مدرب في العالم عام 2016.

ومنحت طريقة سيميوني فريق أتلتيكو مدريد لقب الدوري الإسباني عام 2014 و2021 والمنافسة على أكثر من نسخة ولقب كأس إسبانيا عام 2013 والفوز بالسوبر الإسباني عام 2014 بالإضافة للفوز بالدوري الأوروبي مرتين ومثلهما للسوبر الأوروبي، كما وصل نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين فشل في حصد اللقب أمام ريال مدريد عامي 2014 و2016.

فريق أتلتيكو مدريد

ويخوض أتلتيكو مدريد بعدما منحه التصنيف الأوروبي مقعدًا ضمن 9 مقاعد منحت لأوروبا عبر التصنيف ليتواجد بالبطولة بعدماجاء سادس الترتيب ويخطف بطاقة التأهل الثانية لإسبانيا من برشلونة بعد ضمان ريال مدريد التواجد بحصده بطولتي دوري أبطال أوروبا عامي 2022 و2024، وهو التصنيف الذي يعتمد على نتائج الفرق في آخر 4 سنوات من 2021 إلى 2024.

ولا يعد أتلتيكو مدريد جديدًا على البطولات العالمية، فتاريخيًا شارك الفريق في كأس الإنتركونتيننتال عام 1974 بصفته وصيف دوري أبطال أوروبا بعد اعتذار بايرن ميونيخ، وهي البطولة العالمية الأهم وقتها بين بطلي دوري أبطال أوروبا وكوبا ليبرتادوريس، ليواجه إندبينديتني وحصد اللقب.

ويملك الروخي بلانكوس العديد من الأسلحة المتنوعة يأتي في مقدمتها يان أوبلاك، حارس المرمى، وروبن لو نورماند وناهيل مولينا وحوسي جوميز، الثلاثي الدفاعي المتألق ولاعب الوسط الإنجليزي كونور كالاجير بالإضافة لجناح الوسط ماركوس لورينتي، وأسطى وسط الكلعب المخضرم كوكي بالإضافة للشاب جوليان ألفاريز هداف الفريق برفقة النرويجي ألكسندر سورلوث، وقائد الهجوم أنطونيو جريزمان، فهو أشبه بالمايسترو الذي يقود الفريق.