تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع الضربات الإسرائيلية- الإيرانية المتبادلة، مقطع فيديو بمزاعم أنَّه لإسقاط طائرة إف- 35 حربية غرب إيران. إلا أنَّ هذا الادّعاء خاطئ، والفيديو يعود لسقوط طائرة روسية في أوكرانيا. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

في الادّعاء المتداول، فيديو يظهر طائرتين حربيتين تحلّقان في الجو، قبل أن تسقط إحداهما بشكل مفاجئ. وأرفق بخبر مفاده (من دون تدخّل): "رائج: لحظة إسقاط طائرة F-35 غرب ايران".

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

الفيديو قديم، اذ يعود إلى طائرة روسية من طراز "سوخوي سو-25" حلّقت في أجواء دونيتسك الأوكرانية يوم 13 يونيو/حزيران 2025، برفقة طائرة مقاتلة أخرى، قبل أن تصاب الأولى فجأة ويتحطّم جناحها، الأمر الذي  تسبّب بسقوطها.

لقطة شاشة من الفيديو الأصلي (تيليغرام)

ونشرت وكالات دولية وحسابات متنوعة الفيديو بنسخته الأطول. وقالت عنه إنَّه للحظة تحطّم جناح طائرة حربية روسية بقيمة 15 مليون جنيه إسترليني خلال مهمة على خط المواجهة فوق منطقة دونيتسك الأوكرانية، الأمر الذي تسبب بسقوطها وتدميرها.

ونجا الطيار بأعجوبة من الموت، بقفزه بالمظلّة قبل أن تسقط الطائرة على الأرض، إذ انفصل الجناح الأيمن للطائرة الروسية، وابتلعت النيران الطائرة الحربية أثناء سقوطها على الأرض، وتحطّمت في حقل زراعي.

لحظة هبوط الطيّار الروسي بالمظلّة

وأوردت صحيفة "ذا صن" البريطانية أنَّ وسائل إعلام أوكرانية زعمت أنَّ الطائرة ربما أُسقطت بنيران صديقة- صاروخ غير موجه من طائرة شريكة- ولمح آخرون إلى أنَّ السبب قد يكون مشاعل حرارية وصواريخ من طائرة سو-25. إلا أنَّ غياب انفجار كبير، وهو أمر متوقع عادةً في حال وقوع ضربة صاروخية مباشرة، دفع خبراء من كلا الجانبين إلى عرض نظرية مختلفة.

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أنَّ صحيفة "ميليتارني" الأوكرانية استبعدت وجود نيران صديقة أو صاروخ متفجر في الطائرة المنكوبة. وقالت إنَّ "السبب الآخر المحتمل هو خلل في هيكل طاقة الطائرة نتج من الاستخدام المكثف المطول للطائرة في العمليات القتالية، أو عيب في التصنيع، أو تحميل الطائرة أحمالاً أكثر من قدرتها".

الاشتباك الإيراني- الإسرائيلي مستمر 

ويأتي تداول هذا الفيديو بالادّعاء الخاطئ، في وقت دخلت المواجهة الإسرائيلية- الإيرانية يومها الثالث، وسط تصاعد الهجمات المتبادلة بين الطرفين.

فمع تواصل الضربات الإسرائيلية على مواقع عدّة في طهران، شنّ الجيش الإيراني هجوماً كبيراً أدى إلى أضرار جسيمة في تل أبيب، وأوقع قتلى وجرحى ومفقودين، ليل أمس السبت، واستمر حتى الساعات الأولى من صباح الأحد.

وصباح السبت، وجّه الجيش الإسرائيلي إنذاراً عاجلاً إلى سكّان إيران، حضّ فيه كل الموجودين في هذه الساعة أو في المستقبل القريب في كل مفاعل الأسلحة في إيران والجهات الداعمة لهم، على الإخلاء وعدم العودة حتّى إشعار آخر.

ويتواصل هذا المشهد مع دعوات دولية إلى وقف التصعيد وتجنيب المنطقة المزيد من الأزمات والحروب.