نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لبنان
برهان
الله - تكنو بلس, اليوم الاثنين 16 يونيو 2025 04:08 صباحاً
ما يَقولُهُ اللهُ شاهِدٌ عَلَيهِ. أمَّا نَحنُ، فالحَياةُ نَعرِفُها، وَنَعرِفُ المَوتَ. نَكونُ الحَياةَ، وَنَكونُ المَوتَ قَبلَ أن نَموتَ. بَعضٌ يَموتُ لِلزَمَنِ، وَبَعضٌ لِلمَكانِ. البَعضُ في الشَكِّ، والبَعضُ في اليَقينِ.
لبنانُ يَموتُ لِلضَبطِ. هو المُدرِكُ المَكانَ والبالِغُ الزَمَنَ. هو المُتَّحِدُ باليَقينِ والمُستَقِلُّ في الشَكِّ. هو يَعرِفُ أن لا قيامَةَ إلَّا بَعدَ مَوتٍ. بَعدَ حُدوثِ ما لا مَفَرَّ مِنهُ. المؤمِنونَ يُدرِكونَ أن بالقيامَةِ لا مَوتَ بَعدُ، وَلَكِنَّهُمُ لا يَعرِفونَ عُمقَ الكَشفِ بَعدُ. لبنانُ يَعرِفُهُ. وَهذا تَحَدِّيهِ في الخُطورَةِ القُصوى، كُلَّما عايَنَ المَوتَ وَتَفَقَّدَهُ.
قُلتُ: لِلضَبطِ؟ بَل فيهِ، فَلبنانُ مُعطىً لِتَميِّيزِ حَقيقَةَ الثَباتِ لا لِتَبسيطِها وَلا لِتَذوِيبِها.
قُلتُ: ما يقولُهُ اللهُ؟ ها وجودُهُ يَشهَدُ: بالتَنبيهِ لِحَصرِيَّةِ لبنانَ، بالتَشبيهِ لِلبنانَ المُنُبَّهِ إلَيهِ، بالإشارِيَّةِ لِقُوَّةِ لبنانَ المُفصِحَةِ عَن ذاتِيَّتِها. ألُبنانُ الهَوِيَّةُ مِنَ اللهِ؟ هو اللهُ يَقولُ: "هوَذا شَعبٌ كَلَبوَةٍ يَقومُ وَكأسَدٍ يَنتَصِبُ لا يَربُضُ حِتَّى يَلتَهِمَ الفَريسَةَ وَيَشرَبَ دَمَ الفَرائِسَ." (سِفرُ العَدَدِ בְּמִדְבַּר 23/24).
سِفرٌ يَبدأُ عِندَ سيناء، حَيثُ خَرَجَ بَنو إسرائيلَ مِنَ العُبودِيَّةِ. وَبَدلَ الإلتِزامِ-الإكرامِ بَشَرائِعَ اللهِ-مُحَرِّرِهِمِ، تَعالوا عَلَيهِ، تَمَرَّدوا، وَضِدَّهُ تآمَروا على طولِ الطَريقِ، مُستَدعينَ لِذَواتِهِمِ مَهَمَّةَ الإٍستيلاءِ على أرضٍ تَكونُ ميعاداً لَهُمُ مَعَ الزَمَنِ والمَكانِ. فَتاهوا... وَعادوا لِخُضوعِ الأوثانِ-ذَواتِهِمِ. في هَذا التيهِ ما كانوا وَلا غَدوا أُمَّةً، بَل تَسَاقَطوا بِذَواتِهِمِ في حُكمِ المَوتِ، مِن جيلٍ الى جيلٍ. هوَذا السِفرُ الكاشِفُ إحتِقارَهُمُ لِلإيمانِ وَنَهَمَهُمُ لِتَمَلُّكِ طَبيعَةِ الوجودِ... مِن دونِ حَضرَةِ مُحَرِّرِهِمِ-اللهِ فيهِ. وَها بالاقُ بِن صَفور مَلِكُ موآب، شَرقِ نَهرِ الأُردُنِ بِمَنبَعَيهِ مِن لبنانَ، يَستَجدي الكاهِنَ-العَرَّافَ بَلعامَ لِيَلعَنَهُم. وَلِهَذِهِ الغايَةِ، راحَ يَأخُذَهُ لِلأَجبُلِ المُشرِفَةِ على بَرِيَّةِ مَملَكَتِهِ لِيَدعوَ عَلَيهِمِ، فَيَبنيَ لَهُ عَلَيها سَبعَةَ مَذابِحَ وَيُضَحِّيَ بِسَبعَةِ ثيرانِ وَسَبعَةِ أكباشٍ... وَلا جَدوى. يُقتَلُ بَلعامُ مِن بَني إسرائيلَ. لَكِن، قَبلَ ذَلِكَ، مِن "رأسِ الفَسجَةِ" (سِفرُ العَدَدِ 23/14) قُبالَةَ أريحا، ‒حَيثُ الرَبُّ جَعَلَ موسى يَرى الأرضَ مِن جَلعادَ إلى دانَ، وَذُروَتَها لبنانَ-الحَرَمونَ، المُحَرَّمُ على موسى وَنَسلِهِ دُخولُهُ... لأنَّهُ حُرمُ اللهِ‒، سِيَصرُخُ الرَبُّ بِبَلعامَ خاتِماً: "أَنصِت إلَيَّ يا إبنَ صَفورَ. لَيسَ اللهُ إنساناً فَيَكذِبَ وَلا إبنَ بَشَرٍ فَيَندَمَ. أتُراهُ يَقولُ وَلا يَفعَل، أيَتَكَلَّمُ وَلا يُنجِز؟" (سِفرُ العَدَدِ 23/18-19). وَيكشِفُ لَهُ سِرَّ الشَعبِ-ال"كَلَبوَةٍ"، الساكِنِ في الحَرَمونَ-لبنانَ، في "أَودِيَةٍ مُمتَدَّةٍ. جَنَّاتٍ عَلَى نَهرٍ، شَجَرَاتِ عُودٍ غَرَسَهَا الرَّبُّ. أَرزَاتٍ عَلَى مِيَاهٍ." (سِفرُ العَدَدِ 24/6). الشَعبُ-ألـ"كَأسَدٍ" سَيَقومُ مِنَ المَوتِ مُفتَرِسِهِ.
هَيكِيَّةُ الجَوهَرِ
لبنانُ الجَوهَرُ شاهِدٌ عَلَيهِ. اللهُ يَقولُهُ عَنهُ. وَقَولُ اللهِ لَيسَ بِمُضمَرٍ يَستَوجِبُ تَفنيداً بَعدُ. فاللهُ يَقولُ هَيك. وَهَيكِيَّةُ كَلامِ اللهِ تَعبيرُ الحَقِّ بِالنورِ والنورُ بِالحَقِّ.
أجَل! هَيكِيَّةُ الجَوهَرِ-لبنانَ مُنبَثِقَةٌ مِنَ الوجودِ-الشَهادَةِ للهِ. بل وَمُسبَقَةٌ-مُستَبِقَةٌ لِتَجَسُّدِ إبنِ اللهِ، ألبِجَسَدِهِ وَدَمِهِ سَيَغلِبُ المَوتَ بالمَوتِ مُفتَرِسِهِ.
أجَل! مُنذُ بَدءِ البَدءِ، بَينَ المُظهِرِ-اللهِ والظاهِرِ-لبنانَ إتِّحادٌ أحَدٌ.
المُشابَهَةُ-الجُحودُ في تَوقِ بَني إسرائيلَ لِلحُلولِ مَحَلَّ اللهِ الَذين إٍستَلَبوهُ ليُقصوهُ وَقَتَلوا إبنَهُ، لا إشتِباهَ فيها، مُنذُ بَدءِ البَدءِ. وَمُنقَلَبُ الصَميمِ، أنَّهُمُ، الى اليومِ، يَبغونَ الإستِئثارَ بمُجابَهَةِ العالَمِ لَيَكونوا هُمُ أصلُ الصورَةِ... بِتَفَلُّتِ حَقارَةِ أنَّ كُلَّ شُبُهَةٍ تَستَبغيَ لِذاتِها أًصالَةً.
إعتَرِف: هَيكِيَّةُ لبنانَ-الجَوهَرِ عَهدُ اليَقينِ القاطع. بُرهانُ اللهِ لِذاتِهِ. لِلحَياةِ!.
0 تعليق