"رابطة العالم الإسلامي"... أبعدُ من مجرد إدانة للهجمات الإسرائيلية! - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"رابطة العالم الإسلامي"... أبعدُ من مجرد إدانة للهجمات الإسرائيلية! - تكنو بلس, اليوم الاثنين 16 يونيو 2025 04:50 صباحاً

الضربة العسكرية الإسرائيلية تجاه إيران كانت محل شجبِ "رابطة العالم الإسلامي"، التي أصدرت بياناً يوم 13حزيران/ يونيو الجاري، أدانت فيه "الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وفق "البيان" الذي أشارت فيه "إلى خطورة انتهاك سيادة الدول والقانون الدولي وتداعيات ذلك على السلم والأمن الدوليين".
لم يكن هذا هو الموقف الأول الذي يصدر عن "الرابطة". ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2024، أدانت "الأمانة العامة" في إعلان لها "الاعتداء العسكري الذي تعرضت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، محذرة من "خطورة التصعيد وعواقبه الوخيمة" داعيةً المجتمع الدولي إلى "الاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء هذه الصراعات وما في سياقها من التداعيات الدولية ومعالجة مسبّباتها، واليقظة لإنذاراتها المبكرة".
هذه المواقف الصريحة من "رابطة العالم الإسلامي" هي جزء من رؤيتها الدائمة إلى الاستقرار وترسيخ السلم الإقليمي والدولي. فـ"الرابطة" بما لديها من مكانة روحية وأدوارٍ دينية واجتماعية وأيضاً مسؤوليات أخلاقية وعملية، تسعى دائماً لأن يكون الخطاب المعتدل هو السائد، وأن تصير العلاقات الحسنة القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون والحوار هي الأساس في التواصل بين الدول، إدراكاً منها للخطر الذي تسبّبه الحروب، والآثار السلبية المدمرة للأزمات عندما تستمر لفترات طويلة، لأن ضررها لا يقتصر على الجوانب الأمنية والاقتصادية وحسب، بل ما توفره من أجواء تدفع نحو العنف والتطرّف والكراهية، وما تخلفه في النفوس من أحقاد وضغائن ورغبة في الانتقام، تدوم لعقود مقبلة!
من يتابع سياسات "رابطة العالم الإسلامي" ونشاطات أمينها العام الشيخ محمد العيسى وخطاباتها، يجد أن هنالك رؤية تنتهجها مبنيّة على إبعاد الدين عن النزاعات السياسية، والنأي به عن استخدامه أداةً في الحروب.
من هنا، تأمل "الرابطة" أن تكون هنالك نهاية سريعة للحرب الإسرائيلية – الإيرانية، وأن يتوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، كي لا يستغلّ المتطرّفون ذلك في الترويج لسرديتهم التي ترى أن هنالك صراع وجود بين الإسلام واليهودية، لأن الحقيقة أن هناك من يسعى للدفع نحو حدوث صدام عنيف بين الأديان السماوية، وهؤلاء المتطرفون موجودون في مختلف الدول والثقافات، والأهم أن لا يُمنحوا هذه الفرصة لترويج أهدافهم وتثبيتها، وأفضل طريقة لذلك وقف الحرب والعدوان، والعودة إلى منطق التفاوض العقلاني والحوار الديبلوماسي والبحث عن المشتركات وفق مقررات الشرعية الدولية والقيم الإنسانية العليا.
ليس بإمكان أحدٍ أن يحقق نصراً كاملاً وساحقاً في منطقة الشرق الأوسط عبر العنف وقوة السلاح، لأن الجميع في الحروب خاسرون وحتى من يعتقد أنه منتصر فيها، فالأضرار تتجاوز مجرد الاشتباك المسلح إلى الخلل الذي يصيب المنظومة القيمية والعلاقات البينية بين الشعوب والدول!
إن السياسات القائمة على التراحم والتعاون والتآلف بين البشر، هي ما تعمل "رابطة العالم الإسلامي" على ترسيخها، ولذا بادرت إلى الإشادة بـ"التوجيه الكريم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بناءً على ما عرضه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب السموّ الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز... بشأن تسهيل كل احتياجات الحجاج الإيرانيين، وتوفير كل الخدمات لهم، حتى تتهيأ الظروف لعودتهم إلى وطنهم وأهليهم سالمين"، لأن في ذلك رسالة بأن التآلف هو ما يجب أن يسود، وأن السعودية بوصفها خادمة الحرمين الشريفين تقفُ مع حجاج بيت الله الحرام، وتقدّم لهم الخدمات، في مختلف الظروف وبكل السبل، وذلك ما منطقة الشرق الأوسط بحاجة إليه: التعاون وتجاوز الخلافات والعمل معاً من أجل الأمن والسلم والتنمية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق