أسبوع التقلبات الكبرى: الذهب يلمع والنفط يقفز والأسهم تتعثر تحت ضغط التوترات - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أسبوع التقلبات الكبرى: الذهب يلمع والنفط يقفز والأسهم تتعثر تحت ضغط التوترات - تكنو بلس, اليوم الاثنين 16 يونيو 2025 12:26 مساءً

شهدت الأسواق المالية العالمية خلال الأسبوع الماضي حالة من الترقب والحذر، وسط تداخل مؤثرات السياسة النقدية الأميركية مع تصاعد حاد في التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط. تركّزت الأنظار بشكل رئيسي على تطورات التضخم في الولايات المتحدة، ومآلات قرار الاحتياطي الفيديرالي المنتظر هذا الأسبوع، بينما ألقت المواجهات المتصاعدة في الشرق الأوسط بظلالها على شهية المخاطرة وأسعار الأصول الآمنة والسلع الأساسية.

 

مؤشر الدولار الأميركي وعوائد السندات: انتعاش حذر تحت سقف الجغرافيا والسياسة
سجّل مؤشر الدولار الأميركي انتعاشًا طفيفًا خلال الأسبوع الماضي، بعد أن لامس أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر، مستفيدًا من بيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) وثقة المستهلك، التي جاءت أقوى من التوقعات. وقد ساعدت هذه الأرقام في تعويض الأثر السلبي لبيانات التضخم (CPI)، التي أظهرت تباطؤًا، ممّا عمّق قناعة الأسواق بأن خفض الفائدة بات وشيكًا، ربما في أيلول/سبتمبر المقبل.

 

أما عوائد السندات الأميركية، فقد شهدت تقلّبات ملحوظة، حيث تراجعت في بداية الأسبوع تحت تأثير بيانات التضخم، ثم عادت إلى الارتفاع مع تحسّن المعطيات الاقتصادية. ومع ذلك، فإن الانعكاس المستمر لمنحنى العائد يعكس قلقًا هيكليًا بشأن النمو الاقتصادي على المدى الطويل. وزادت حدة هذا التوجّه مع تنامي المخاطر الجيوسياسية، حيث أدى تصاعد التوتر في الشرق الأوسط إلى ارتفاع الطلب على السندات الأميركية كملاذ آمن، مما حدّ من صعود العوائد وقدّم دعمًا غير مباشر للدولار مقابل العملات المرتبطة بالمخاطر.

 

في هذا السياق، تتجه كلّ الأنظار نحو اجتماع اللجنة الفيديرالية للسوق المفتوحة (FOMC) هذا الأربعاء، والذي سيتضمّن تحديثًا لـ"النقاط" (dot plot)، وهي أداة تصوّر بياني تُظهر توقعات كل عضو في الفيديرالي بشأن مسار أسعار الفائدة المستقبليّة، وتُستخدم كمؤشر على الاتجاه العام للسياسة النقدية. كذلك يتضمن الاجتماع خطابًا مرتقبًا لرئيس الفيديرالي، جيروم باول، من المتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في توجيه توقعات السوق. أيُّ نبرة متشدّدة قد تعزّز من قوة الدولار وتدفع العوائد للصعود، بينما لهجة تيسيرية قد تفتح المجال لهبوط جديد في العملة الأميركية.

 

الذهب: بين العوائد الحقيقية وتوتر الشرق الأوسط
ارتفع الذهب إلى مستويات قرب 3,450 دولارًا للأونصة، مسجّلًا أعلى مستوى له منذ نيسان/أبريل، بدعم من عدة عوامل رئيسية، كان أبرزها تراجع العوائد الحقيقية على السندات الأميركية بعد صدور بيانات تضخم دون التوقعات، ممّا زاد من جاذبية الذهب كملاذٍ آمن. كذلك ساهمت التوقعات المتزايدة بخفض الفائدة الأميركية في تغذية الطلب الاستثماريّ على المعدن الأصفر.
لكنّ العامل الأبرز كان الجغرافيا السياسية، حيث أدّى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط إلى موجة جديدة من الشراء الدفاعي. ومع ذلك، حدّ من هذا الزخم عمليات جني الأرباح في نهاية الأسبوع، إلى جانب تعافٍ نسبي في الدولار الأميركي.

 

رأي

ميشال صليبي

اليورو يصعد والدولار يتراجع... ما الأسباب؟

سجّل الزوج أداءً مستقرًا إلى صاعد خلال الشهر، حيث بدأ تداولاته عند مستوى 1.1297 في الأول من أيار/مايو، ليتراجع لاحقًا إلى أدنى مستوى شهري له عند 1.1065. ومع تحسّن المعنويات وتزايد الضغط على الدولار، عاد الزوج للارتفاع تدريجيًا، مسجّلًا أعلى مستوى له خلال الشهر عند 1.1419، قبل أن يختتم تعاملات مايو عند مستوى 1.1349

 

 

النفط: ارتداد محفوف بالمخاطر
تعافت أسعار النفط بشكل واضح خلال الأسبوع الماضي، إذ حقق خام غربي تكساس (WTI) مكاسب أسبوعية تقارب الـ  +13%، ليغلق يوم الجمعة عند نحو 77.62 دولاراً للبرميل، بينما ارتفع خام برنت بأكثر من +12.5% إلى نحو 74.23 دولاراً.

 

 يُعزى هذا الصعود القويّ إلى عوامل متعددة، أبرزها تراجع أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية، وتفاؤل الأسواق بموسم الطلب الصيفيّ. لكن العامل الأكثر تأثيرًا كان التصعيد الجيوسياسي الحادّ في الشرق الأوسط. الاحتدام الميداني بين إسرائيل وإيران أثار مخاوف جدية من تعطّل الإمدادات، وهدّد الممرات النفطية الحيويّة، ممّا أعاد "علاوة المخاطر الجيوسياسية" بقوة إلى معادلات التسعير.

خلال هذا الأسبوع، تبقى أسعار النفط عرضة لتقلبات كبيرة، في ظل الترقب لصدور تقرير وكالة الطاقة الدولية (IEA) يوم الأربعاء، بالإضافة إلى بيانات المخزونات الأميركية، كما أن أيّ إشارة من جانب الاحتياطي الفيديرالي بشأن تأثير نمو الاقتصاد العالمي على الطلب النفطي ستكون ذات تأثير بارز. 

 

صورة تعبيرية (وكالات)

 

 

زوج اليورو/الدولار: بين سياسة المركزيين والأزمات الإقليمية
استقر زوجا اليورو/الدولار بالقرب من أعلى مستوياتهما منذ عام 2021، مستفيدًا من تراجع الدولار بفعل ضعف بيانات التضخم الأميركية، ومن لهجة البنك المركزي الأوروبي، التي بدت أكثر تحفظًا تجاه خفض الفائدة، في إشارة إلى أن دورة التيسير النقدي الأوروبية قد تكون قصيرة الأمد.
ومع ذلك، فإن تصاعد التوترات الجيوسياسية أضفى قوة إضافية للدولار في نهاية الأسبوع بصفته ملاذًا آمنًا، مما حدّ من قدرة اليورو على توسيع مكاسبه. وتترقب الأسواق هذا الأسبوع إشارات الفيديرالي، التي ستحدد ما إذا كان الزوج سيواصل الصعود نحو 1.1700 أم سيتراجع إلى ما دون 1.1500 في حال صدور لهجة متشدّدة.

 

الأسهم الأميركية تتراجع مع تصاعد التوترات الجيوسياسية
اختتمت مؤشرات الأسهم الأميركية الأسبوع الماضي على أداء سلبي، إذ شهدت تقلّبات حادة نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. فقد تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 1.3%، وهو أكبر انخفاض أسبوعي له منذ 21 أيار/مايو، وسط تصاعد القلق من ضغوط إقليمية متزايدة. كذلك فقد مؤشر S&P 500 نحو 1.1% من قيمته، بينما خسر مؤشر Nasdaq نحو 1.3%، مسجّلاً نهاية لزخم صعود استمرّ على مدار أسبوعين.

 

وكانت الخسائر مدفوعة بشكل رئيسيّ بموجة بيع هي الأكبر منذ أيار/مايو في يوم الجمعة الماضي، وذلك بعد تصاعد المناوشات العسكرية بين إسرائيل وإيران، ممّا زاد المخاوف من انزلاق الأزمة إلى حرب إقليمية أوسع. وفي ظل اختفاء طلب المخاطرة، تراجعت مؤشرات الأسهم الكبرى، بينما سجّلت مؤشرات الأسهم الأصغر مثل S&P MidCap 400 وRussell 2000 انخفاضات أكبر بلغت نحو 1.4–1.5%

 

(*) كبير محلّلي الأسواق المالية في FxPro، محاضر جامعي في لبنان وفرنسا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق