كشف فريق بحثي دولي عن مؤشرات جديدة قد تساهم في تشخيص الخرف في مراحله المبكرة، حيث توصل العلماء إلى أن المرض قد يبدأ بإرسال إشارات تحذيرية عبر الحواس قبل سنوات طويلة من ظهور الأعراض التقليدية المعروفة مثل فقدان الذاكرة واضطرابات اللغة.

وقاد الدراسة البروفيسور أندريا تيلز من جامعة سوانسي بالتعاون مع خبراء من جامعات في بريطانيا والتشيك، حيث أوضحوا أن التغيرات الحسية البسيطة غالبًا ما تمر دون ملاحظة رغم أنها قد تكون أولى علامات الخرف.

وتشمل هذه الإشارات المبكرة مشاكل في الرؤية، وفقدان تدريجي لحاسة الشم، واضطرابات التوازن، وتغيرات في التذوق واللمس. والأكثر إثارة أن بعض هذه العلامات قد تظهر قبل 20 عامًا من التشخيص الرسمي بالخرف، مثل اضطرابات الوعي المكاني التي تجعل الشخص يقف على مسافات غير مناسبة من الآخرين.

ويؤكد البروفيسور يان كريملاتشيك من جامعة تشارلز أن الجمع بين تقييم الحواس والاختبارات المعرفية التقليدية يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في التشخيص المبكر للخرف، خاصة خلال المراحل التي تسبق ظهور الأعراض السريرية الواضحة، حين تكون التدخلات الطبية وتغييرات نمط الحياة أكثر فاعلية.

من جهتها، أوضحت الدكتورة إيما ريتشاردز أن هذه العلامات الحسية غالبًا ما يبلغ عنها المرضى بأنفسهم، لكنها لا تزال خارج نطاق الفحوصات الطبية المعتمدة، ما يحرم الأطباء من فرص ثمينة للتدخل المبكر.

وترتبط هذه التغيرات الحسية بالتدهور العصبي الناتج عن ضمور أنسجة المخ، حيث يؤدي فقدان حجم الدماغ تدريجيًا إلى إعاقة معالجة الإشارات الحسية حتى قبل ظهور المشكلات الإدراكية بشكل واضح.

وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن فقدان حاسة الشم يمكن أن يكون إنذارًا مبكرًا للخرف قبل عشر سنوات من التشخيص، بينما تظهر مشاكل الرؤية واضطرابات الحركة كأعراض أولية لدى نحو ثلث مرضى ألزهايمر المبكر.

هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة نحو تشخيص أكثر دقة وفعالية للخرف، قبل فوات الأوان.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك