المبررات الموضوعية لامتناع "الحزب" عن التورط - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المبررات الموضوعية لامتناع "الحزب" عن التورط - تكنو بلس, اليوم الاثنين 16 يونيو 2025 02:42 مساءً

إذا نجا لبنان من أي توريط له في الحرب بين اسرائيل وايران سواء مباشرة عبر موقف " حزب الله" الذي لم يظهر حماسة للتدخل في الحرب القائمة أو عبر عناصر  "غير منضبطة" قد تورط لبنان، فلمن سيعود الفضل في ذلك ، للقرار الذاتي للحزب أم للضغوط الداخلية من الدولة اللبنانية؟ وهل يعود ذلك إلى أخذ الحزب في الاعتبار احتمالات "انتحاره " باعتبار أن إسرائيل وجهت تحذيرات عن مراقبتها للحزب واحتمال تحركه من لبنان لدى بدء عمليتها العسكرية ضد إيران وتالياً تقويمه بضرورة المحافظة على نواته خشية الأسوأ أم لخسارته الجزء الأكبر من ترسانته الحربية بحيث يعجز عن الانخراط في حرب تحيد أو تلهي إسرائيل وتدافع عن طهران أو الاحتمالين معاً؟

 

الدخان يتصاعد لليوم الثاني من مستودع نفط شهران شمال غرب طهران (أ ف ب).

 

 

ينقل عن مراجع رسمية اطمئنانها لعدم توريط لبنان من جانب الحزب فيما أن لا ظهير محتملاً له بعد خسارة سوريا من جهة والأهم بعد خسارة قيادته التاريخية المتمثلة بالسيد حسن نصرالله الذي كان يتمتع بالقدرة على الاختيار والقيادة معاً، وفيما يواجه تحدياً ليس سهلاً بالانخراط في الحرب إذا قرر ذلك دفاعاً عن إيران هذه المرة . فعلى رغم أن الحزب الذي شكل درة التاج لإيران والحلقة الأقوى في الطوق الرادع دفاعاً عن إيران، فإن ثمة مخاطرة كبيرة لا سيما في ظل غياب أي حليف داخلي له في أخذ لبنان ككل على الأرجح وليس الطائفة الشيعية فقط هذه المرة إلى تدمير لحساب الخارج ، أي مرة لحساب مساندة غزة ومرة أخرى لحساب مساندة إيران في حال قرر القيام بذلك في وقت تبدو الفصائل الموالية لإيران في العراق ملتزمة بدورها عدم توريط العراق أو تحويله إلى ساحة حرب دعماً لطهران ، علماً أن المخاوف كبيرة من حاجة طهران إلى توسيع مروحة الحرب إلى المنطقة إذا ضاقت بها السبل في مواجهة إسرائيل. هذا يفترض أن يدخل في تقويم الحزب ولو أن قراره عدم الانخراط في الحرب سيضعه أمام تحد بشقين في المرحلة المقبلة : الشق الأول يتصل بواقع أن واقع تسليحه من إيران ليكون خطاً دفاعياً أمامياً على الحدود مع إسرائيل فقد مبرراته في ظل أخطر مواجهة تتعرض لها إيران أياً يكن سبب امتناعه عن الانخراط في الحرب والذي يعود في تقويم مراقبين خارجيين إلى خسارته القدرة العسكرية على ردع إسرائيل .

 

والشق الثاني يتعلق بأن هذه الخسارة تعيقه في الدرجة الاولى عن الدفاع عن نفسه إزاء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على عناصره لا بل ملاحقتهم من إسرائيل واستمرار اختراقها الاستخباراتي له عبر قدرتها على تحديد مواقع وجود أسلحته أو صواريخه أو قياداته كذلك . وهذان الأمران من شأنهما تقوية موقف الدولة اللبنانية في سعيها إلى احتكار السلاح ما دام الحزب فقد مبررات احتفاظه بسلاحه، علماً أن هذا السلاح يحتاج إلى صيانة ورفد بالمزيد إذا أريد له أن يكون الحزب جزءاً من استراتيجية دفاعية عن لبنان . بمعنى أن السلاح من إيران سيبقى متعذراً الاستعانة به أو تعزيزه في موازاة تعزيز قدرات الجيش اللبناني من الولايات المتحدة والدول الغربية.

 

هناك مبررات أخرى يعتقد المراقبون أنفسهم أنها ستتقدم إلى الواجهة وتفرض نفسها في ضوء المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران أولاً من حيث إظهار إسرائيل تفوقاً تكنولوجياً حربياً يصعب موازنته، وثانياً أن التسوية بعد المفاوضات التي ستحصل في وقت ما أياً تكن المدة التي ستستغرقها الحرب الجارية ستتأثر بها إيران إلى حد كبير عبر تنازلات جديدة كانت ترفضها في السابق. ومع أن ثمة صعوبة الآن في توقع أي سيناريو محتمل سترسو عليه هذه الحرب أكانت حرب استنزاف بين الجانبين ترهقهما معاً ويغرقان في وحولها، أو حرباً موسعة تشمل المنطقة وربما تتفاعل على مستوى العالم أو تفاوض يبقى محتملاً، فإن ثمة اقتناعاً لدى هؤلاء المراقبين بأن لبنان قد لا يضطر إلى بذل جهود كبيرة في موضوع إنهاء السلاح خارج سلطة الدولة لأن التطورات المقبلة ستحمل له أو تقدم له قطف الثمار وقد أينعت لوحدها.

 

 

في أي حال، ينظر هؤلاء المراقبون إيجاباً إلى قرار الحزب بالامتناع عن الانخراط في الحرب مساندة لإيران حتى لو أن الأمر يندرج في إطار العجز الموضوعي عن ذلك. ففي هذا الموقف إذا استمر ولم تحصل مفاجأة ما، عناصر ايجابية ينبغي البناء عليها انطلاقاً من انعكاس ذلك ومفاعيله من ضمن البيئة الشيعية في الدرجة الأولى على صعيد نقلها إلى واقع تظهير مصلحة لبنان قبل مصالح الآخرين، بعدما دفع لبنان طويلاً على مدى عقود ثمن صراع الفيلة في المنطقة. فإذا كان ثمة إيجابية ما لهذه الحرب، فيما أن كل حرب يجب أن تكون مرفوضة ومدانة، أنها تجري بعيداً من لبنان وعلى نحو مباشر بين الجانبين اللذين استخدما لبنان ساحة أساسية لصراعهما، ما أدى إلى دفعه أثماناً باهظة من حياة أبنائه ومستقبلهم.

rosannabm @hotmail.com

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق