في خطوة مبتكرة لمواجهة ظاهرة "الجزر الحرارية الحضرية"، طور فريق من الكيميائيين في جامعة "نانيانغ" التكنولوجية في سنغافورة طلاءً أبيض فريداً يعمل على خفض حرارة المباني بشكل فعال حتى في الأجواء الحارة والرطبة، دون الحاجة لاستهلاك الكهرباء.

ويحاكي هذا الطلاء المبتكر آلية التبريد في جلد الإنسان، حيث يعتمد على تقنية "التعرق"، عبر إطلاق جزيئات مائية تتبخر فوراً على سطحه، مما يساعد على خفض درجة الحرارة بشكل ملموس.

وأوضح الباحثون أن الطلاء يعمل من خلال أربع آليات متكاملة: يعكس 92% من أشعة الشمس، ما يقلل من امتصاص الحرارة. ويشع 95% من حرارة المبنى إلى الفضاء عبر موجات الأشعة تحت الحمراء المتوسطة (8-13 ميكرون). ويحتوي على مكونات بوليميرية فائقة الامتصاص للماء، تُطلق الرطوبة مع ارتفاع درجة الحرارة.

يعتمد على التبخير التبريدي، حيث يستهلك التبخر كمية كبيرة من الطاقة الحرارية تصل إلى 2260 كيلوجول/كغم، مما يخفض حرارة السطح بما يتراوح بين 6 إلى 10 درجات مئوية.

ويمثل هذا الطلاء حلاً واعداً لتخفيف وطأة الحرارة في المناطق ذات المناخ الحار والرطب مثل الشرق الأوسط، إذ يُمكن أن يسهم في تقليل استهلاك أجهزة التكييف بنسبة تصل إلى 40%، مع ما يحمله ذلك من فوائد بيئية واقتصادية كبيرة.

ويعد هذا الطلاء الأول من نوعه الذي يُظهر فعالية ملحوظة في البيئات الرطبة، ما يجعله ابتكاراً لافتاً في مجال تقنيات البناء المستدامة.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك