نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اليد الخضراء: ما بين الطاقة والمقصّ! - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 09:25 صباحاً
في أحد صالونات التجميل في بيروت، لا تقتصر الأحاديث على موضة القصات أو لون الصبغة، بل تمتد إلى نقاشات فلسفية وروحية حول طاقة الإنسان وتأثيرها على الشعر والنباتات. هناك، لم تكن "اليد الخضراء" مجرد تعبير عن المهارة، بل مفهوم متكامل يُستند فيه إلى الروح والمزاج.
ميساء، صاحبة صالون تجميل في بيروت، تؤمن بشدة بأن الحلاق أو مزين الشعر يحمل طاقته معه إلى رؤوس الآخرين. تقول بثقة: "في ناس إيدها خضرا وناس لا… أنا شخصياً أعالج شعري منذ سنتين بعد أن قصّه لي أحدهم… كانت نيته مش نظيفة، وسمّملي شعري".
أما نسرين ، التي تعمل معها في الصالون، فتضيف بُعداً جسدياً على هذه الفكرة، إذ تعتقد أن على النساء تجنّب قص الشعر أثناء فترة الحيض، لأنه في رأيها "يتسبب بتسمم الشعر". وتتابع: "حتى العصبية تؤثر… إيد العصبي خضرا".
من جهتها، ترى مزينة الشعر فاطمة شيخو أنّ الشخص النشيط والكريم غالباً ما تكون يده "خضراء"، وتوضح أنّ الفتاة إذا قصدت صالون الحلاقة لتقصّ شعرها وهي في حالة حزن لفعل ذلك، فإنّ ذلك قد يؤدّي إلى "تسمّم شعرها"، أي إلى عدم نموّه مجدداً بسرعة. وقد أيدت هذا الرأي إحدى الزبونات الحاضرات في الصالون، قائلةً: "فاطمة إيدها خضرا… وأنا ما بقص شعري إلا بالأيام القمرية".
سماح، مزينة شعر أخرى، لا ترى المسألة في الشخص وحده، بل في طاقة المكان. تقول إنها تشعر ببركة في المال الذي يأتيها من مكان دون آخر. أما مروة، فتعارض هذا الخط الروحي، وتعتبر أن ما يُنجز في الصالونات مرهون بالخبرة، لا الطاقة ولا النيّة.
أما مصفّف الشعر قيصر، فيقول إنّ الزبائن يقصدونه لأنه مشهور بأنّ "يده خضراء"، حتى إنّ بعضهم يطلب منه أن يزرع لهم شتلة بنفسه، إيماناً منهم بأنّ لمسته تحمل طاقة خاصة تعين النبات على النموّ. ويُرجع قيصر هذه الثقة إلى أن الشخص الذي "نيّته صافية، ويحبّ عمله، ويتّسم بالكرم"، ينعكس ذلك على ما يفعله.
تعبيرية (انترنت)
"ولا شي بيعيش عندي"
الحديث عن "الإيد الخضرا" لا يتوقف عند الشعر بل يمتد إلى النباتات. كثيرون يؤمنون بأن شخصاً ما قد ينجح في الزراعة بينما يفشل آخر رغم اتباع التعليمات نفسها.
لانا، مثلاً، تتحسّر قائلة: "ولا شي بيعيش عندي… بحس ما عندي إيد خضرا"، بينما زوجها فارس لا يشاركها هذا الاعتقاد، ويرى أن المسألة لا تتجاوز حدود المعرفة والعناية. "السر هو إنك تحب النبات، وتهتم فيه، وتعرف شو بدو. العلم بقول إن الأساس هو NPK: النيتروجين، الفوسفور، البوتاسيوم".
ويصرّ على التوازن بين المعرفة والحب، قائلاً: "النبات يحتاج أمرين: حب وعلم".
اليد الخضراء... والطاقة الذكورية
يرى أمجد بللي، وهو معالج نفسي وروحي، في حديثه إلى "النهار"، أن مصطلح اليد الخضراء ليس مستحدثاً، بل هو تعبير منتشر منذ القدم بين الشعوب، ويعدّد أبرز العوامل التي تؤثر على نموّ النباتات وازدهارها.
- الطاقة الشخصية: إن كانت طاقة الإنسان نقيّة، أي مشبعة بالحبّ، والإخلاص، والصفاء الداخلي، ونابعة من نيّة صادقة، فإن هذه الطاقة تنعكس إيجاباً على البيئة المحيطة به، بما في ذلك البذور والنباتات.
- أيام الشهر القمري: المرحلة الثانية من القمر، أي الفترة التي تلي اكتماله (بعد منتصف الشهر القمري)، تُعدّ الأفضل للزراعة، إذ تنمو النباتات خلالها أسرع مقارنة بالفترات الأخرى من الشهر.
- طاقة الأرض: الأرض نفسها تختزن نقاطاً طاقية حلزونية، بعضها إيجابي يعزز النموّ، وبعضها سلبي قد يؤدي إلى ذبول النبات وموت الشتلة.
- الطاقة الذكورية والأنثوية: عملية الزراعة تنتمي من حيث الطاقة إلى طاقة "الين" (القمرية الأنثوية). وإن كانت طاقة الشخص الزارع ذكورية مفرطة فقد ينعكس ذلك سلباً على النبتة.
لانا تتحسر قائلة: "ولا شي بيعيش عندي… بحس ما عندي إيد خضرا"
"بعض الزوايا في المنازل تحتبس فيها الطاقة السلبية"
يرى الدكتور إبراهيم المشرقي، وهو خبير معتمد في علم طاقة المكان (الفنغ شوي)، في حديثه إلى "النهار"، أن النباتات ليست مجرد عنصر جمالي أو زينة في المنازل، بل كائنات حيّة تتنفس وتتأثر بطاقة المكان وتفاعلاته. ويشرح قائلاً: "من منظور علم طاقة المكان، فإن النبات مؤشر حيّ على طبيعة الطاقة الموجودة في الحيّز الذي ينمو فيه. فإن كانت طاقة المكان متوازنة ونظيفة، فإن النبات يزدهر ويعيش بصحة. أما إن كانت الطاقة راكدة أو ملوّثة، فإن النبات يذبل وقد يموت، حتى وإن توفرت له الشروط الفيزيائية الملائمة".
ويتابع موضحاً أن علم طاقة المكان ينظر إلى كل زاوية في المنزل باعتبارها تحمل طاقة معيّنة، مضيفاً: "بعض الزوايا في المنازل تحتبس فيها الطاقة السلبية، وهذه الزوايا تؤثر على الكائنات الأضعف أولاً، مثل النباتات، الأطفال، النساء، كما تمسّ طاقة الرزق وتوازن العلاقات الأسرية".
وعن المفهوم الشائع لـ "اليد الخضراء"، يشرح الدكتور المشرقي أن هذا التعبير يرمز إلى توافق طاقة الإنسان مع طاقة النبات وتناغمه مع الأرض، ما يساعده على بثّ طاقة إيجابية للنبتة، فتزدهر وتنمو. أما اليد "غير الخضراء"، فهي حسب تعبيره طاقة كاسرة أو مُتعبة للنبات، ويقول: "الأشخاص الذين لا تنمو النباتات في منازلهم على الرغم من الاهتمام الظاهري، غالباً ما يحملون طاقة غير متزنة، أو أن طاقاتهم غير متوافقة مع بيئة النبات والمكان ككل. وقد يكون في بيوتهم خلل طاقي ناتج عن تراكم العناصر النارية مثل الأجهزة الكهربائية، الألوان الحادة، وهي كلها عوامل تُرهق النباتات".
ويحذّر من الإفراط في إدخال النباتات إلى المنزل، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى طاقة فائضة عن الحاجة، تسبب نوعاً من الفوضى الطاقية، موضحاً: "زيادة عدد النباتات في الحيّز السكني تؤدّي إلى ارتفاع غير متوازن في عنصر الخشب، ما قد يخلق طاقة خانقة أو مشوّشة تؤثر سلباً على الأشخاص، وقد تعطل انسجام العناصر الأخرى، مثل النار (المتعلقة بالإلهام) أو التراب (المعنيّ بالاستقرار)".
علم الفنغ شوي يقوم على توازن دقيق بين خمسة عناصر أساسية هي: الخشب، النار، الأرض، المعادن، والماء.
رأي
فاطمة عباني
تعصب غير مقصود يكمن في تفاصيل خفية!
'غريب، أنتِ لبنانية ولا تلبسين مثل بقية اللبنانيات!'
"الرزق يموت مع أصحابه"...
ترى مهندسة زراعية تمتلك خبرة تمتد لعقود في مجال الزراعة أن ما يُشاع عن "اليد الخضراء" وتأثير الموسيقى أو النوايا على النباتات، لا يستند إلى أيّ أساس علمي متين، بل يعكس تصوّرات رومانسية أو روحانية منتشرة في بعض الأوساط.
وتؤكد لـ "النهار" من خلال تجربتها العملية أن علاقتها بالنباتات هي علاقة نفعية قائمة على الفهم العلمي للحاجات الأساسية للكائن النباتي، لا على العواطف أو المشاعر. وتوضح قائلة: "لم يحدث أن تحدّث أيّ أستاذ جامعي خلال سنوات دراستي عن اليد الخضراء أو طاقة الإنسان وتأثيرها على الزرع. ولكن ما أثبتته لي تجربتي الميدانية هو أن النبتة تتفاعل مع الماء، والضوء، والظل، والعناصر الغذائية التي تحتاج إليها. أما إن وضعتُ لها موسيقى كلاسيكية أو أيّ موسيقى أخرى طيلة اليوم، ولم أزوّدها بما يلزم من العناصر الأساسية، فلن تنمو".
وتُشدّد على أن لكل نبتة مناخاً طبيعيّاً خاصّاً بها تنتمي إليه، موضحة: "كل نبتة هي ابنة بيئتها ومناخها. هناك نباتات تزدهر في المناطق الجبلية، لكنها لا تعطي إنتاجية تُذكر على الساحل حتى وإن حظيت بالعناية. خذي شتلة التفاح مثلاً، إن انتُزعت من الجرد وزُرعت على الساحل، فلن تعطي ثمراً، مهما بلغ حجم الاهتمام".
وترى المهندسة أن العلاقة مع النبات ليست عاطفية كما يُروّج البعض، بل تُبنى على أساس العناية العملية والفهم البيئي، مضيفة: "علاقتي بالنبتة هي علاقة مصلحة، لا علاقة وجدانية. فإذا امتلكت شتلة لا تُثمر، فثمّة خلل ما. إما أنها ليست من بيئة المكان الذي زُرعت فيه، أو أن موقعها غير مناسب، أو أن العناية غير كافية. النبات يتجاوب مع المعطيات المحسوسة، لا مع الموسيقى أو النيّات الطيبة".
وتختم المهندسة بتعليق لافت عن مثل شعبي شائع: "الرزق بيموت مع صاحبو". وتقول إن هذه العبارة صحيحة، لكنها لا تعني ما يعتقده البعض من رمزية روحانية، بل تعني ببساطة أن الإنسان الذي كان يعتني بالنبتة قد غاب، وبالتالي غابت معه العناية.
0 تعليق