نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الجاسوسة الإسرائيلية في إيران" كاثرين شكدام... معلومات منشورة عنها لا دليل على صحتها FactCheck# - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 04:15 مساءً
انتشر على موقع التواصل الاجتماعي الاجتماعي الأشهر في مصر فايسبوك منشور يزعم "الكشف أخيراً عن جاسوسة إسرائيلية من أصل بريطاني تم زرعها في إيران واخترقت أعلى المستويات السياسية والدينية هناك". ولكنّ هذا الزعم مضلل تماما. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
فقد تداولت حسابات في فايسبوك، صورة مركبة لسيدة، مرفقة بمنشور جاء فيه (من دون تدخل): "الجاسوسة الإسرائيلية كاثرين شكدم التي اخترقت النظام الإيراني التقت خامنئي وتزوجت من 100 مسؤول إيراني زواج متعة. واخترقت النظام الإيراني 10 أشهر. وأوقعت 100 مسؤول إيراني رفيع المستوى في شباكها بالتزامن مع اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية، خلال زيارة رسمية له في قلب طهران، ما يوحي باختراق كبير في أجهزة الدولة الإيرانية. انها قصة الجاسوسة الإسرائيلية كاثرين بيريز شكدم، التي دخلت إيران بجواز سفر فرنسي، كامرأة مسلمة متزوجة من رجل يمني، وتسعى لتعلم العقيدة الشيعية لدى رجال الدين في إيران. ونشرت الجاسوسة الإسرائيلية فضائح بعض المسؤولين الإيرانيين خلال فترة عملها في وسائل إعلام حكومية إيرانية".
المنشور الخاطئ المتناقل (فايسبوك)
حقيقة المنشور
ولكن البحث العكسي قاد إلى أن كشف الجاسوسة الإسرائيلية كاثرين شكدم أمر قديم، ولا علاقة له بالحرب الراهنة بين إيران وإسرائيل. كذلك، تبيّن أن لا دليل على صحة المعلومات التي أوردها المنشور بشأنها.
وقد نشرت منصات عدة ناطقة باللغة الفارسية تقارير عن شكدام في آذار (مارس) 2022، بالاستناد الى ما كشفته تلك الصحافية الإسرائيلية بنفسها، في مقالات عدة نشرتها في ذلك التوقيت.
واشار موقع صحيفة "دنيات اقتصاد"، في تقرير في 9 آذار (مارس) 2022، بعنوان: "لماذا وكيف تم اختيار كاثرين شكدام للتحدث إلى (إبراهيم) رئيسي؟"، إلى أن تصريحات شكدام الأخيرة حول وجودها في إيران والمقابلات والمحادثات مع المسؤولين الإيرانيين أثارت ضجة كبيرة، وذلك عبر نادر طالب زاده، وهو مخرج وصانع أفلام وثائقية إيراني.
ونقل تصريحات لنادر طالب زاده، شكك فيها بكون شكدام جاسوسة إسرائيلية. وقال إنها "ليس شخصا عميقا جدا للقول إن العدو استثمر فيه، لكنها أكثر اهتماما بالشهرة والمصالح المالية".
وقال طالب زاده: "قبل بضعة أشهر من الانتخابات الرئاسية لعام 2017، طلبت مني شكدام تأمين مقابلة مع السيد (إبراهيم) رئيسي عبر شبكة "روسيا اليوم" الروسية، ولم تخرج حينها عن الأسئلة التي تم الاتفاق عليها للمقابلة".
وكشف المخرج الإيراني أنه التقى شكدام للمرة الأولى خلال مؤتمر حول قضايا العالم الإسلامي في طهران، قبل بضعة أشهر من الانتخابات الرئاسية لعام 2017، موضحا أنه كان ضمن حملة الفريق الداعم للمرشح الرئاسي حينها إبراهيم رئيسي.
وذكر أنه تشاور مع رئيس الشؤون الإعلامية الخاص بالحملة، وتوصلا إلى استنتاج مفاده بأن شبكة "روسيا اليوم" هي الخيار الأفضل لإجراء هذه المقابلة.
ونظرا الى الإجراءات المتبعة في مختلف البلدان في ما يتعلق بالمقابلات مع شخصيات سياسية، جاءت المقابلة، وفقاً لطالب زادة، مشروطة بأن تكون الأسئلة من جانب الحملة، والتي التزمتها شكدام ولم تخرج عنها.
كذلك، نشر موقع "عصر إيران" تصريحات لمسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني نفى فيها معرفته بالصحافية شكدام.
ووفقا لتصريحات نقلتها وكالة "أنباء فارس" في 1 آذار (مارس) 2022، نفى الجنرال يدالله جواني، وهو مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني ورئيس تحرير مجلة "صبح صادق" (فرع من الحرس الثوري الإيراني)، أي صلة أو معرفة بالكاتبة الإسرائيلية.
وجاء النفي بعدما نشر البعض محتوى على شبكات التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني حينها، حول ادعاء شكدام علاقتها برئيس تحرير صحيفة "صبح صادق" وتواصلها مع وسائل الإعلام الأخرى من خلالها.
وقال الجنرال جواني، ردا على سؤال عن هذا الموضوع، إن الادعاء الذي قدمه بعض الأشخاص في الفضاء الإلكتروني أن الكاتبة الإسرائيلية تواصلت معي عبر مراسل "طهران تايمز" أمر كاذب تماما. وأضاف: "أعلن بصراحة أنني لا أعرفها أو رأيتها، لذلك أنكر بشدة ذلك المحتوى المنشور في هذا الصدد".
اختراق أمني أم صحافي؟
وكانت الكاتبة الإسرائيلية كاثرين بيريز شكدام كشفت، في ثلاث مقالات نشرتها على مدونتها بموقع "تايمز أوف إسرائيل"، بين عامي 2021 و2022، أنها كانت تكتب مقالات في وسائل الإعلام المحافظة لسنوات كمسلمة أوروبية جديدة، وأنها سافرت إلى البلاد بدعوة من المؤسسات الإيرانية.
واللافت أنها لم تتحدث عن زواجها دينياً 100 مرة، او عن لقائها المرشد علي خامنئي، كما يزعم المنشور المتداول.
وقد نشرت شكدام المقالة الأولى في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، بعنوان: "ما علمتني إياه مقابلتي مع الرئيس رئيسي عن إيران". وكشفت فيها أنها "تعرفت الى رئيسي بواسطة أحد الدعاة الرئيسيين للثورة الإسلامية، وهو رجل تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، وكان لحديثه عن الثقة بأخلاقها الحميدة كافيا لتأمين المقابلة الوحيدة التي حُرم منها معظم الغربيين".
وأوضحت أنه "بموجب القواعد الإيرانية الصارمة، لا يمكن السماح لأي صحافي أجنبي بإجراء مقابلة مع مرشح رئاسي عشية الانتخابات، إلا بطلب وتوصية خاصين. والخوف من التدخل الأجنبي كبير جدا الى درجة أن البلاد حريصة على إغلاق أبوابها في وجه جميع الأجانب".
واعترفت شكدام بأن "حيازتها لجواز سفر فرنسي ساعدها كثيرا، إذا لا تزال فرنسا تحظى بتقدير كبير من النظام الإيراني، بسبب استضافتها لآية الله الخميني في السبعينات".
وأوضحت أنها تزوجت سابقا من مسلم ينحدر من اليمن، وقد منحها هذا الزواج حرية الدخول إلى العديد من البلدان الإسلامية. كذلك عزّزت مهنتها كمحللة سياسية للشرق الأوسط ودفاعها عن حق الدول في تقرير مصيرها، الثقة التي حظيت بها في إيران.
وجاءت المقالة الثانية بتاريخ 23 آذار (مارس) 2022، بعنوان: "ما فاتنا في إيران: حول أيديولوجيتها لمعاداة السامية". وقالت فيها شكدام إن اهتمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتولي قضية فلسطين لم ينشأ من الرغبة في الدفاع عن المضطهدين والمعوزين في العالم. وأشارت إلى أن "الحقيقة البسيطة المتمثلة في أن طهران، عندما تتحدث عن فلسطين وضرورة وجود شعبها داخل حدود دولته، فإنها لا تتحدث عن التحرر السياسي للفلسطينيين، بل عن الإبادة الوجودية لليهود".
وتابعت: "لسنوات كنت أروج الدعاية الإيرانية، معتقدة أن طموح طهران هو خلق مساحة يمكن الفلسطينيين من خلالها التعبير عن هويتهم الوطنية وممارسة تقرير المصير السياسي. لقد وقع كثيرون مثلي، على مر العقود، في مثل هذه الأكاذيب. وهذه هي الطريقة التي تكتسب بها الفاشية مؤيدين لقضيتها، من خلال دعوات التحرر والمحادثات الكبرى عن الحرية لأقلية مضطهدة مزعومة".
وقالت شكدام في الفقرة الأخيرة من المقالة: "لأنني تحركت في دوائر السلطة الإيرانية، أشعر بأنني مضطرة إلى كتابة هذه السطور. ولا يسعني إلا أن آمل أن يتم الالتفات إلى كلماتي".
وفي المقالة الثالثة التي نشرت بتاريخ 1أيار (مايو) 2022، بعنوان: "من هو نادر طالب زاده، كبير الدعاية الإيرانية؟"، كشفت شكدام خبايا اختراقها للمجتمع الإيراني عبر إحدى الشخصيات المهمة في النظام وعلاقتها بالمخرج الإيراني طالب زاده وهويته اليهودية التي اكتسبها من والدته، وكيف ساعد على تقليص نفوذ طهران في الخارج، رغم دوره في نشر صورة إيجابية عن بلاده، وأيضاً الشكوك حول وفاته.
وقالت الصحافية الإسرائيلية إنها التقت نادر زاده للمرة الأولى عام 2015 عندما وجه اليها دعوة لحضور مؤتمر فلسطين الإيراني، ثم قام بتسهيل اقترابها أكثر فأكثر من قلب مركز قوة الثورة الإسلامية في إيران، إذ فتح لها أبوابا لا حصر لها، بحسب قولها.
وأوضحت أنه لولا نادر طالب زاده، لما تمكنت على الارجح من الجلوس أمام القيادة الإيرانية، ناهيك عن مقابلة الرئيس إبراهيم رئيسي بعيدا عن نفوذ الأجهزة الأمنية والسيادية للنظام الإيراني.
كذلك، كشفت شكدام في هذه المقالة أن نادر طالب زاده ابن ضابط رفيع المستوى في جيش الشاه، من عائلة ثرية ومحترمة. وبعد فترة وجيزة من تخرجه من المدرسة الثانوية، عبر، مثل العديد من زملائه الإيرانيين في ذلك الوقت، المحيط الأطلسي لمتابعة تعليمه في إحدى جامعات النخبة الأميركية، جامعة كولومبيا في نيويورك.
وعاد نادر إلى إيران عام 1979 للانضمام إلى الثورة الإسلامية، وتقديم دعمه لنظام ساعد في تأمين بقائه وروايته وبنائه والترويج له خارج حدود إيران، متسلحا بشهادته من كولومبيا في صناعة الأفلام.
وقالت إن النظام الإيراني استولى على الكثير من ثروة عائلة نادر عام 1979. واشارت الى ان نادر كان ظاهريا رجل الثورة، مثقفا سيكرس حياته من أجل تعزيز حكم الفقيه الإسلامي، وهو النظام ذاته الذي استحضره آية الله روح الله الخميني لإعادة صياغة المؤسسات الإيرانية على صورته.
وذكرت شكدام أنها سمعت رواية (من دون أن تحدد مصدرها) أن والدة نادر طالب زاده كانت يهودية، مما يجعله يهوديا تلقائيا. وأكدت لها ذلك أربعة مصادر منفصلة من دوائر لا تعرف بعضها البعض، وإلى حد كبير لديها آراء معادية للغاية.
وأوضحت أنها "لم تلتزم الرواية القائلة بأن نادر كان يعمل لصالح أجهزة المخابرات الإسرائيلية، إلا أنها وضعت في سياقها الحماسة التي أظهرها في تعزيز نفوذها داخل النظام وبأكثر من طريقة عمل كمرشد لي في دوائر النفوذ الإيرانية الضيقة".
وقالت: "تخيل أن رجلا مثل نادر، بنفوذه وانتشاره داخل العالم الإسلامي الثوري، وصلاته بشخصيات مثل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وبعدد لا يحصى من المنظمات التابعة لإيران الأخرى، يمكن أن يعمل من الداخل لتقليص أو احتواء نفوذ طهران في المنطقة".
واشارت الى أن رغم تكريم طهران لهذا الرجل، إلا أن كثيرين يعتقدون أنه اغتيل بالفعل، وأن وفاته لم تكن طبيعية.
الخلاصة: الرواية اللمنتشرة عن كشف جاسوسة إسرائيلية اخترقت دوائر السلطة في إيران قديمة، اذ تعود إلى عام 2021. ولا علاقة لها بالحرب الراهنة بين إيران وإسرائيل. ولا دليل علىا صحة المعلومات التي أوردها المنشور بشأنها.
0 تعليق