"إهدنيات" كما تراها ريما فرنجية: رسالة تتجاوز الفن - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"إهدنيات" كما تراها ريما فرنجية: رسالة تتجاوز الفن - تكنو بلس, اليوم الجمعة 20 يونيو 2025 09:26 صباحاً

منذ تأسيس مهرجان "إهدنيات الدولي" عام 2004، حرصت رئيسته ريما فرنجية على تقديم رؤية تتجاوز الإطار الفنّي، لتجعل من الثقافة محرّكاً للتنمية المحلية، وداعماً لقضايا اجتماعية، إنسانية ووطنية. لا تنظر إلى المهرجان كمجرد حدث موسمي، بل كجزء من مشروع طويل النفس، يربط الفن بالبيئة، والسياحة بالاقتصاد، ويعكس صورة عن لبنان لا تزال تؤمن بها وتعمل من أجلها.

 

في حوار مع "النهار"، تتحدث فرنجية عن التحضيرات للنسخة الـ21 من المهرجان، وتكشف عن خصوصية برنامج هذا العام.

رئيسة مهرجان اهدنيات الدولي ريما فرنجية (الصورة خاص النهار)

 

*كيف تقرأين انطلاقة هذا العام لمهرجانات "إهدنيات" بعد سنوات صعبة مرّ بها لبنان؟
- منذ إطلاق مهرجان "إهدنيات" قبل أكثر من عشرين عاماً، مرّ لبنان بمراحل مستقرة ومراحل صعبة، بأيام قاسية وأيام حلوة، لكن ذلك لم يغيّر من مسار ه. هذه السنة كلّنا أمل في استعادة الاستقرار وعودة الروح إلى الإبداع. نريد أن يشعر المغتربون والزوار والسياح لبنانيين، عرباً وأجانب، بالراحة والأمان لنحتفل جميعاً بلبنان كما نحلم به ونريده في الواقع.

 

*عندما نقول "إهدنيات"، لا نتحدث فقط عن مهرجان فنّي. ما سرّ السحر الذي تتمتع به هذه البلدة؟
- السحر هو ذلك الشيء الذي لا يمكن تفسيره أو وصفه. هل هو موقع إهدن، طبيعتها، أم أهلها؟ إهدن قد تكون البلدة الوحيدة البعيدة عن بيروت التي تنبض حباً وحياة على مدار السنة. ناسها لا يعرفون إلا الحب والكرم والضيافة، وفي رأيي أهل إهدن هم الكنز الحقيقي لهذه البلدة التي تحتضن الأصالة والتاريخ والطبيعة والحداثة معاً. موقعها الاستثنائي الذي يربط بين وادي القديسين وأعلى قمم لبنان، هو حالة فريدة، ويمنحها خلطة مميزة.

 

*كيف ستنعكس هذه الروحية على برنامج المهرجان لهذا العام؟
- نحن لا نستعدّ لصيف إهدن كموسم سياحي فحسب، بل نتحضّر له كل عام، كأننا نهيّء بيوتنا لاستقبال ضيوف أعزاء. كلّ هذا بهمّة فريق عمل شبابي، كفوء، محترف، بالتعاون مع بلدية زغرتا- إهدن، وأصحاب المؤسسات السياحية، والفنادق، والمطاعم، والجمعيات والأفراد الفاعلين في الشأن السياحي. كلنا خليّة نحل تعمل لتكون إهدن بأبهى حلة تليق بأبنائها وضيوفها. مدى سنوات، بتنا معروفين بحسن التنظيم، والدقّة، لأننا نريد للجميع أن يعيشوا تجربة كاملة ومميزة. وهذا قد يكون أحد أبرز أسباب نجاح "إهدنيّات" واستمراره.

 

*الافتتاح هذا العام بعنوان "قمم مقدّسة" مع الفنان غي مانوكيان. لماذا اخترتم هذا العنوان تحديداً؟
- بالنسبة إلينا، ليلة الافتتاح هي واجهة المهرجان، ونعتني بها عناية خاصة، لأنها المقدمة لكلّ ما يليها. من هنا جاء تعاوننا مع غي مانوكيان لأنّه قادر على تقديم عمل يجسّد سحر إهدن. سيأخذنا في رحلة موسيقية تروي تاريخ البلدة، من وحي طبيعتها وموقعها الجغرافي، من الترانيم المارونية في عمق وادي القديسين مروراً بمحمية حرش إهدن وصولاً إلى أصوات الطبيعة المميزة في إهدن، أي "sound escape". وختام الرحلة كما تخيلها غي في الميدان: دبكة وتراث وفولكلور. سيكون العرض مناسبة ليعيش الجمهور تجربة إهدن سمعياً وبصرياً وحسيّاً.

 

 

رئيسة مهرجان اهدنيات الدولي ريما فرنجية (الصورة خاص النهار)

رئيسة مهرجان اهدنيات الدولي ريما فرنجية (الصورة خاص النهار)

 

*ماذا عن بقيّة البرنامج؟ نلاحظ توازناً بين الفن اللبناني والعربي؟
- البرنامج كالمعتاد، منوّع ويليق بجمهور "إهدنيّات". لدينا حفلتان لصوتين كبيرين من لبنان: عبير نعمة وآدم، بالإضافة إلى حضور قوي لنجوم عرب من الجيل الذهبي عبر أمسيتين حصريتين مع القيصر كاظم الساهر بعد غياب طويل، ومن الجيل الشاب مع الشامي. لطالما كان السؤال: "متى يعود كاظم؟"، واليوم عاد. كل هذه الأمسيات ستقام كالعادة في قلب جبال إهدن، في جوٍّ جميل يجمع بين عذوبة الطبيعة والأصالة الشرقية اللبنانية والعربية.

 

 

من حفل القيصر كاظم الساهر ضمن فعاليات مهرجان اهدنيات عام 2019 (الصورة من المكتب الاعلامي للمهرجان)

من حفل القيصر كاظم الساهر ضمن فعاليات مهرجان اهدنيات عام 2019 (الصورة من المكتب الاعلامي للمهرجان)

 

*تلعب "إهدنيات" أيضاً دوراً اقتصادياً على مدار السنة. كيف تُديرون هذا الجانب؟
- زغرتا وإهدن تجربة فريدة من نوعها في العالم. مجتمع واحد يعيش في هاتين البلديتين الساحلية والجبلية، اللتين تبعدان عن بعضهما أقل من نصف ساعة. أهل زغرتا هم أنفسهم أهل إهدن؛ فمعظمهم يسكن زغرتا في الشتاء، وجميعهم يمضون الصيف فيها. ومع تأهيل الطرق، وتأمين التدفئة والإنترنت، وإمكان العمل عن بُعد، أصبح الشباب يفضّلون السكن في إهدن طوال العام. لهذا، نعمل دائمًا على تعزيز السياحة البيئية، والدينية، والرياضية، وأجواء السهر، والنشاطات بمختلف أنواعها. واللافت أنه خلال أصعب السنوات التي مرّت على لبنان، حافظت إهدن على نسبة نمو تراوح بين 3 و5 بالمئة، بفضل إيمان أهل المنطقة واستثمارهم فيها.

 

*أنتِ داعمة لمرضى السرطان إلى ذوي التوحّد. هل يُكمل المهرجان هذه الرسالة؟
- بكل تأكيد، نحن مهرجان لا يهدف إلى الربح، وكل الأرباح، مهما كانت بسيطة، نوجهها نحو قضايا إنسانية واجتماعية. هذه السنة، قرّرنا التركيز على الصحة النفسية عند المراهقين، من خلال الرياضة تحديدًا. نشعر أن جيل المراهقين يقضي وقتاً طويلًا أمام الشاشات، وهذا يؤذيهم. أنا كأم، أعلم أنني لا أستطيع أن أقول فقط: "توقّف"، بل واجبي أن أقدّم بديلاً. لذلك، سنعمل على تجهيز أكثر من ملعب رياضي في قضاء زغرتا، وقد يكون الدخول إليها إما مجانياً وإما برسم رمزي. نهدف من خلال هذه المبادرة إلى خلق مساحة آمنة لشبابنا، تساعدهم على تطوير أنفسهم بطريقة إيجابية.

 

*ما الرسالة التي تريدين إيصالها من خلال مهرجان "إهدنيات" 2025؟
- أريد أن نحتفل بلبنان، أن نجدد الإيمان بهذا الحلم، مهما حصل، بأمل لا ينكسر، وبرجاء لا يغيب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق