حربُ الآخرين على أرضِ الآخرين - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حربُ الآخرين على أرضِ الآخرين - تكنو بلس, اليوم الجمعة 20 يونيو 2025 10:13 صباحاً

حربُ الآخرين على أرضِ الآخرين

حرب الآخرين على أرضنا، وتصفية حسابات على أرضنا، شعارات كثيرًا ما سمعناها في ثقافتنا اليومية، وترددت مرارًا على مسامعنا مع كل معركة أما اليوم، فموقفنا هو الأفضل، وموقف الدولة واضح: لا للتورط في الحرب.

أدهم ريدان

 

 

حرب الآخرين على أرضنا، وتصفية حسابات على أرضنا، شعارات كثيرًا ما سمعناها في ثقافتنا اليومية، وترددت مرارًا على مسامعنا مع كل معركة أما اليوم، فموقفنا هو الأفضل، وموقف الدولة واضح: لا للتورط في الحرب.
لقد خدمت إيران والمحور إسرائيل خدمة العمر في السابع من أكتوبر، وكانت خدمتها الكبرى عندما قسمت لها المعركة على مراحل.
فإيران هي من حاربت من أجل وحدة الساحات وتصدير الثورة إلى البلاد المجاورة، للاستفادة من هذا التوسع في المعارك عند الحاجة
ثم جاء السابع من أكتوبر، ولا أعتقد أن هناك حاجة لتوحيد المحور والاستفادة من هذه الخطة أكثر من ذلك اليوم
لكن إيران قررت أن تعتمد مبدأ "الصبر الاستراتيجي".
بعد أن رأينا اليوم القدرات العسكرية لإيران وكيف تستطيع أن تقصف تل أبيب، لماذا لم تفعل ذلك في السابع من أكتوبر؟ ولماذا لم تُفتح جميع الجبهات آنذاك؟
إلا أن إيران قررت عدم التدخل، فانقضّت إسرائيل على غزة، وشاهد العالم مجازر لا يستطيع عقل أو قلب تحملها،
ثم انتقلت إلى بيروت، وشاهد الجميع كيف تُقصف بيروت والجنوب وكل لبنان دون حسيب أو رقيب، ودون رد يشفي غليل الشعب المجروح.
أما الآن، فانتقلت المعركة إلى إيران، إلى إيران التي أعطت إسرائيل الوقت الكافي للتفرغ لكل معركة على حدة
لا نعلم ما سيكون مصير هذه المعركة الآن، ولكن الأكيد أنها آخر الحروب حاليًا.
أما لبنان، فهذا البلد الذي يتحمل فوق طاقته مُنذُ أن وجد،
هذا البلد المحسود على موقعه الجغرافي.
هذا البلد الذي خاض معارك جميع الدول وجميع المحاور على أرضه وعلى مساحته الصغيرة، يجلس اليوم ليتابع ويتفرج على حروب الآخرين على أرض الآخرين.
يقف اليوم ليتأمل، لينظر إلى مستقبل مجهول بتفاؤل على أن القادم أفضل.
يناضل اليوم ليعيد للدولة سلطتها وهيبتها، ليكون واقعياً بقراراته في المعارك التي قد تخوضها الدولة، ولتكون معارك محسوبة ومدروسة.
حالة لبنان اليوم هي حالة الشاب المراهق الذي اعتقد في يوم من الأيام أنه يستطيع أن يحكم العالم، ثم بلغ مرحلة النضج الفكري، وتفرغ لبناء ذاته وتحسين وتحصين مستقبله، وأصبح قادرًا على اختيار المعارك الرابحة عوضًا عن المغامرات غير المحسوبة والخاسرة.
الشرق الأوسط كما عرفناه سابقًا في صحوة ما قبل الموت،
أما الشرق الأوسط الجديد فهو في مرحلة المخاض الآن،
ولا نعلم كيف ستنتهي هذه الحرب، لكن الأكيد أنها ستنتهي،
ستنتهي ومعها سينتهي نظام مجرم، وينتصر نظام مجرم آخر،
بغض النظر من سينتصر أو يخسر، إنها معركة الآخرين على أرض الآخرين.

المقاربة الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة رأي مجموعة "النهار" الاعلامية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق