نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"لَم آتِ لِأُلقيَ سَلامًا، بَل سَيفًا" - تكنو بلس, اليوم الجمعة 20 يونيو 2025 11:45 صباحاً
الاب ايلي قنبر
عظَّم يسوع الناصريّ شأن صانعي السلام واعتبرهم"أولاد الله"(متّى 5" 9). هو الذي بُشِّر بمَولِده هكذا: "الْمَجْدُ لِلهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ؛ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ!» (لوقا 2: 14). وفي سلامه قال رسول الأُمم: "وسَلامُ اللهِ الّذي يَفوقُ كُلَّ إدراكٍ يَحفَظُ قُلوبَكُم وعُقولَكُم في المَسيحِ يَسوع"(فيلبّي 4: 7). ومن كلماته التي تنزل بردًا وسلامًا على القلوب: "سلامًا أترُك لكم. سلامي أُعطيكم. ليس كما يُعطي العالم أُعطيكم أنا. لا تضطرِب قلوبُكم ولا تَرهَب"(يوحنّا 14: 27). ما هذا "الكائن"[ ترد عبارة "أنا هو" (ἐγώ εἰμι) وردَت على لسان يسوع في رواية يوحنّا للإنج] (يوحنّا 8: 58؛ الخروج 14: 3-17)[ عبارة "أنا هو الذي هو" (أو "أنا هو") هي ترجمة للعبارة العبرية "אֶהְיֶה אֲשֶׁר אֶהְיֶה" (Ehyeh Asher Ehyeh)، وتُستخدم في الكتاب المقدس العبري في سفر الخروج ا 14: 3-17] العظيم الذي نحن في حضرته أو، على حدّ قَول إيليَّا النبيّ، "حَيٌّ الربُّ الذي أنا واقفٌ أمامه". وكَم هو عجيبٌ سلامه للإنسان.
لقد كان مَولِد يسوع موعد السلام للأرض، وبعضٌ مِنّا شوه وَجهها بالحروب المتنقِّلة التي تَعيث فيها موتًا ودمارًا. أراد الإلَهُ بتأنُّسِه "المسرّة للناس"، وحفنةٌ من البشر زرَعت الخُبث ونشرَت الحِقد، لِأَن لم تُدرِك قلوبُنا وعقولُنا "سَلامَ اللهِ الّذي يَفوقُ كُلَّ إدراكٍ". جاء ابنُ الانسان "ليُعطينا سلامه" فلا نحسّ "بأنّا متروكين يتامى"(يوحنّا 14: 18) وكي "لا تضطرب قلوبنا ولا ترهب" من حروبنا الجرّارة التي نفتعلها بِلا توقُّف وبِلا فائدة، فماذا كان مَوقفنا؟
"سلامي أُعطيكم. ليس كما يُعطي العالم أُعطيكم أنا"، ولم نفهم. لن نَعقل كيف "نَصنع السلام" لأنّا نسلِك "كأشرار لا سلامَ لهُم"[ كما نقرأ النبيّ يُورِد النبيّ غشعياء على لسان الله أن"لَا سَلَامَ لِلْأَشْرَارِ" ] (إشعياء 48: 22). لقد حاول رسول الأُمم إيضاح لُغز الشرّ الذي نرتكب، قال: "الصالح الذي أُريد لستُ أفعله، بل الشرّ الذي لستُ أُريده فإيّاه افعل"(رومانيّين 7: 19). لِمَ؟ لأن "اهْتِمَامُ الْجَسَدِ (الأفكار الشرِّيرة) هُوَ مَوْتٌ؛ وَأَمَّا اهْتِمَامُ الرُّوحِ[ "هنيئًا لأنقياء القلوب، فإنّهم يُعايِنون الله"- متّى 5: 8] فَهُوَ حَيَاةٌ وَسَلامٌ"(رومانيّين 8: 6). بهذا يُمكننا أن نَفقَه كلام يسوع: "لا تَظُنّوا أَنّي جِئتُ لِأُلقِيَ عَلى ٱلأَرضِ سَلامًا.لَقَد جِئتُ لِأُفَرِّقَ ٱلإِنسانَ عَن أَبيهِ، وَٱلِٱبنَةَ عَن أُمِّها، وَٱلكَنَّةَ عَن حَماتِها، وَأَعداءُ ٱلإِنسانِ أَهلُ بَيتِه"(10: 34-35). لقد ترجَم القدِّيس يعقوب بدِقَّةٍ هذا الكلام ليسوع كالآتي: "من أين تأتي الحروب والخُصومات بينكم؟ ألَيست من هنا: من لذّاتكم المُحارِبة في أعضائكم؟ (يعقوب 4: 1). هكذا تتجلّى الصورة حول حقيقة ما يعترك في داخلنا: "تشتَهون ولستم تمتلكون. تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون أن تنالوا. تُخاصِمون وتُحارِبون ولستُم تمتلكون. لأنّكم تطلبون ولستُم تأخذون. لأنّكم تطلبون ردِيًّا لكي تُنفِقوا في لذّاتكم ... أمَا تعلمون أنّ (الالتصاق) بالعالم عداوةٌ لِلَّه؟" (يعقوب 4: 2-4). تتظهَّر تلك الصورة تفصيلًا في ما يحدث اليوم في شرقنا الذبيح على يدِ اليهود الذين صاحوا في الماضي أمام بيلاطُس: "اصلِبهُ! اصلِبهُ!" وزادوا "دمُه علينا وعلى أولادنا من بَعدِنا"(متّى 27: 25)
رَبَّ قائل إنّ يسوع يُناقض نفسه؟ أو يدعو إلى التعامُل بالعُنف؟ ويُجيبُنا هوَ نفسُه: "ستُعانونَ الشِّدَّةَ في هذا العالَمِ، فتَشَجَّعوا. أنا غَلَبتُ العالَم"[ "وَمَن لا يَأخُذُ صَليبَهُ وَيَتبَعُني فَلا يَستَحِقُّني".
]. ونحن نُقاسمُه هذه الغلَبة: "أَنتُم ٱلَّذينَ تَبِعتُموني في عَهدِ ٱلتَّجديدِ، مَتى جَلَسَ ٱبنُ ٱلإِنسانِ عَلى عَرشِ مَجدِهِ، تَجلِسونَ أَنتُم أَيضًا عَلى ٱثنَي عَشَرَ عَرشًا، وَتَدينونَ أَسباطَ إِسرائيلَ ٱلِٱثنَي عَشَر". لا بل انّ "كُلَّ مَن تَرَكَ بُيوتًا، أَو إِخوَةً، أَو أَخَواتٍ، أَو أَبًا، أَو أُمًّا، أَوِ ٱمرَأَةً، أَو بَنينَ، أَو حُقولاً مِن أَجلِ ٱسمي، يَأخُذُ مِئَةَ ضِعفٍ وَيَرِثُ ٱلحَياةَ ٱلأَبَدِيَّة. ويُؤَردِف للتوضيح: "قُلتُ لكُم هذا كُلَّهُ ليكونَ لكُم سَلامٌ بـي"( يوحنّا16: 33) ..."السَّلاَمُ مَعَكُمْ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ، أُرْسِلُكُمْ أَنَا أَيْضًا"(يوحنّا 20: 21).
لذا، "فَلنَسعَ بِصَبرٍ في ٱلمَيدانِ ٱلمَوضوعِ أَمامَنا، جاعِلينَ نَظَرنا إِلى يَسوعَ، مُبدِئِ ٱلإيمانِ وَمُكَمِّلِهِ"(عبرانيّين 12: 2).
.
-
0 تعليق