كتب – محمود طلبة

أظهرت صور أقمار صناعية انسحابا واسعا للطائرات العسكرية الأميركية من قاعدة العديد الجوية في قطر، في خطوة احترازية تحسبا لأي هجمات إيرانية محتملة وسط تصاعد التوتر في المنطقة بين طهران وتل أبيب.

وبحسب تحليل أجرته وكالة فرانس برس لصور صادرة عن شركة بلانيت لابز، فإن القاعدة شهدت خلال الفترة بين 5 و19 يونيو الجاري انخفاضا كبيرًا في عدد الطائرات الظاهرة على مدارجها، حيث تراجع عددها من نحو 40 طائرة، بينها طائرات شحن واستطلاع وعمليات خاصة إلى ثلاث فقط.

وقالت السفارة الأميركية في الدوحة في مذكرة نشرتها الخميس إن واشنطن نصحت الموظفين بتوخي الحذر الشديد وتقييد الوصول مؤقتا إلى القاعدة، مشيرة إلى استمرار التهديدات الإقليمية.

التدخل الأمريكي في الحرب

وتأتي هذه الخطوة بينما لا تزال الإدارة الأميركية تدرس خيار التدخل العسكري في الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، وسط تحذيرات من أن أي تدخل مباشر قد يعرض القواعد الأميركية في المنطقة لهجمات إيرانية.

وحذر الجنرال الأميركي المتقاعد مارك شوارتز من أن قاعدة العديد، التي تبعد أقل من 300 كيلومتر عن السواحل الإيرانية، معرضة للخطر بشكل كبير، مؤكدا أن مجرد تساقط الشظايا قد يعطل مهمات القاعدة.

ورجح مسؤولون أن تكون الطائرات قد نقلت إلى حظائر داخل القاعدة أو أعيد تمركزها في قواعد أخرى بالمنطقة، دون أن تحدد وزارة الدفاع الأميركية مواقعها الجديدة لكنها أكدت التزامها بالجاهزية الكاملة وتنفيذ المهام بكفاءة.

وتعد هذه التحركات جزءًا من تعبئة عسكرية أوسع في المنطقة منذ الضربة الإسرائيلية التي استهدفت منشآت إيرانية في 13 يونيو.

وكشفت تقارير عن إرسال حاملة طائرات أميركية إضافية، بالتوازي مع رصد رحلات متكررة لطائرات التزود بالوقود من طراز KC-46A وKC-135 في سماء أوروبا بين 15 و18 يونيو.

ويأتي هذا التصعيد في ظل ترقب حسم الموقف الأميركي خلال الأسبوعين المقبلين، مع تزايد المخاوف من توسع رقعة المواجهة لتشمل أهدافًا أميركية مباشرة في المنطقة.