كلمات عن الألم والحنين، الحب هو الحنين لشخص ما تبتعد عنه، لكنّك تشعر بدفئه لأنّه قريب في قلبك بنفس الوقت.. تابعنا للمزيد.

إذا لَم تَجمعنا الأيام، جَمَعتنا الذِكريات، وإذا العَين لَم تراك فالقلبُ لن ينساك. بعد رحيلك لم تعد الدّنيا كما كانت عليه، وكأنّ شيئاً قد مات في عيني. رحلت عنّا وبقي الحنين، وكلماتك العذبة، فاللّهم أدخله الفردوس بلا حساب، ولا سابقة عذاب. لا يزال رحيلك فاجعة أسكنت الألم والحنين داخلي، ولا زالت دموعي تنهمر في كل يوم يمرّ عليّ بدونك، ففي كل ساعة احتاجك، فأصرخ بالنداء ولا أجدك. فقيدي النائم في المدافن لك مني دعاء مغلف بطهر السماء، وحنين في القلب لا يُطوى، فيارب آنس وحشته، وأكرم نزله، وارزقه الجنة من غير حساب، ولا سابق عذاب. لم أعلم أنّ الشوق لفراقك جداً مؤلم لهذا الحد. عندما تنثر التراب فوق من تحب بعد أن يغادر الحياة ستدرك حينها أنّ الدنيا تافهة جداً، وأنّ البقاء فيها لن يستمر طويلاً لكنّ الحنين سيبقى للأبد. أنا أحتاج لك كلما تبعثرت خطواتي وضاقت هذه الحياة، أحتاج لك كلّما تعالت صرخاتي، وذرفت دمعاتي، أحتاج لك بشدة ولكنّي لا أجدك. رحيل الأحباب موجع حقاً، فعند تسامرنا تحضر ذكرياتهم فتتبعثر أرواحنا، وتضيق أنفسنا شوقاً وحنيناً لجمال تفاصيلهم. الحب الحقيقي حتى لو طال به الغياب يبقى، فالوصل بين الأحباب لا يموت عندما تغيب الوجوه. شاقٌّ هو الحنين الأبدي، ومع ذلك علينا أن نتدرب على النسيان لنستطيع العيش. النّجوم في السّماء هي أرواح أحبابنا الذّين ذهبوا، نارها عذاب الفراق، ونورها حنين الوصل والتّلاقي. إذا سُرق منا الأشخاص الذين نحبهم، فإنّ الطريقة التي نعيش بها هي ألّا تتوقف عن الحنين إليهم أبداً. أيّها الحنين هل لك أن تتنحّى عن الذّاكرة! هم رحلوا بلا عودة، فلماذا أنت هنا؟ لم يبقى سوى الحنين لأيامنا التي انقضت بصحبتك يا فقيد قلبي. الحنين للموتى موت آخر نتقاسمه مع تفاصيلهم المتبقية. إنّ الاشتياق، والحنين للموتى هو موت آخر نموته ونحن أحياء. كم أحن لأشتّم عبيرك مع الصباح يا وطني، وأنا أراقب شروق شمسك في عينين أرسم فيهما مستقبلي على طول شوارعك، وأعدّ أحلامي بنجوم سمائك..كم أشتاق يا وطني. شعرت بالحنين لوطني، لرائحة بيتنا العتيق، فجمعت ما تبعثر منّي في جدرانه الرطبة، وصوت ضحكات الأطفال وسط طرقاته، وذرفتها دموعاً على وسادة صمّاء، واستغرقتُ في نوم عميق. وطني أحِبُكَ لا بديل، أتريدُ من قولي دليل، سيضلُ حُبك في دمي، لا لن أحيد ولن أميل، سيضلُ ذِكرُكَ في فمي، ووصيتي في كل جيل. أحنّ لوطني، ولأن أتنفس هواء وطني، ربّما أعود، وربّما يقتلني الاشتياق وتبتلعني الغربة قبل أن أنعم بذلك. كم أحن لك يا وطني! وأراك تسكن في كلّ قطرة من دمي، فأنت الوجود، وأنت العشق، وأنت الحب الفطريّ المجيد. حنيني إليك يا وطني حنين باقٍ على قيد الحياة لا يموت، فهو حنين للأرض التّي احتضنت ذكرياتنا، وماضينا، وأحلامنا اليتيمة. الغربة في كلّ حرف منها حرقة، فهي قلب مشتاق، وحنين توّاق، وألم وعذاب لا يطاق. علّمتني الغربة كيف أشتاق لك، وأقتات على بقايا الذكريات المخبأة في دروج القلب حتى ألقاك. وطني كم اشتقت لأن اكتب لك فتقرأني ربوعك وروابيك، يا وطناً أبصرت الحياة به، وتأملت بحبه حتى صار عشقاً يسكنني، وصليت لأن يحفظك إلهي. لا أحد ينام بسرعة فالكلّ يبتسم يتذكر، أو يبكي، أو يحنّ. إيّاك أن تحتقر دموع شخص يبكي من شدّة الحنين، فالحنين يكسر عظام الصّدر من الألم. يبقى هناك شخص رغم البعد والمسافة، نراه الأكثر حباً وبقاءً في قلوبنا، فلا نحنّ لأحد سواه. تَبكِي سِراً، وتضْحك عَلناً تِلك هي الأرْواحُ التّي أرهَقها الحنينْ. الحنين هو اشتياق لقطعة من روحك موجودة في مكان آخر. علّمني أحدهم معنى أن لا أحن لأحد، مَهما كانتَ قَوة عَلاقتِي به. نخفِي حنيناً، ووَجعاً، ودُموعاً أحيَاناً خَلفَ عبارة (أنَا بخَير)، فتباً لعزة النفس، وسحقاً لواقع ليس فيه احتواء صادق. يشدّ بي الحنين لماضي أيامي، وأحنّ له بكثر ما هو في داخلي، هو لا ينطفئ مهما تمر السّنين وتمضي الأعوام، كناقوس ذكرى يدّقّ كل ساعة ليوقظ جميع الآلام. ماذا حصل لنا أيّها الحنين! إحساسنا بالناس قد تاه، حيٌّ أنا بشعور الميت، وميت على قيد الحياة. من مبدأ إكرام الذات لا حنين لمن لا يحنّ. كلّما لمَسْتُ قلبك المتعَب مِن حنِين الانْتظَار، سَمعتُ نداءك الخفيّ: ما يزَال في الدُّنيا متّسعٌ لشَيءٍ أجمل، غيرَ الحُزْن الشَهِيّ. شعُورنا بالحَنين للأَماكن لاَ يزُول بِمجرَّد الْعودة إليْها، فهُو ليْس حنين للأمَاكن وحَسب، بلْ هُو حَنينٌ للأَشخاص، والظُّروف، والأَشْياء التًي اجتمعَت فِي تِلك الأمَاكن. لو ألفُ عامٍ فرّقتنا سوف يجمعنا حنينٌ أو قصيدة. شيء جميل أن نستطيع الالتفات للوراء دون حنين، ودون ندم، ودون حقد أيضاً. غَائبٌ هو، والعُيُونُ تحن. هل الذي تَبْكِيهِ في زَمَنِ البكاءِ، هُوَ البكاء والألم. وأمّا عن صباحي فقد نضج بالحنين إليك. الحنين حكاية لا يمكن شرحها في سطور. كلّ شيء يمكن إخفاؤه إلّا نظرة العين حين تحن، وحين تتألم، وحين تشتاق. في ساعة متأخرة من الحنين أنتظرك، وأعلم أنّ شتاء الغياب طويل كألف شتاء ممّا يعدّون. تبكي سراً، وتضحك علناً، تلك هي الأرواح التي أرهقها الحنين. الحب هو الحنين لشخص ما تبتعد عنه، لكنّك تشعر بدفئه لأنّه قريب في قلبك بنفس الوقت. بداخلي شعور حنين لك، يُتعب ولا يرحم. الحنين هو الوجه الآخر للحب، والخيبة هي الوجه الآخر للعشق. الحنين هو نار لا حدود لها، لا يشعر به إلّا من اكتوى بلهيبه. الحبّ خارطة الحياة، والحنين مؤشّر موت. ذلك الحنين للطفولة والماضي يحتوينا في كلّ لحظة، ويترك فراغاً عميقاً بداخلنا. أتدري ما هو الحنين؟ الحنين هو حين لا يستطيع الجسد أن يذهب حين تذهب الروح. ما زال الحنين واقفاً بيني، وبين النّسيان. لا أعلم ما الرابط بين المطر والحنين، فكلّما أمطرت السّماء زاد شوقي لك. كأنّ قطرات الماء تضرب حائط الذكريات، ليتشقق وتخرج منه ينابيع الحنين للماضي. الحنين لا يعرف آداب الزيارة. الحنين اشتياقاً لا يتركك، وإن أقبلت على أواخر العمر. نحن نكتب بصمت بينما تفوح أقلامنا برائحة الحنين. لا تغرق في الحنين للماضي، وأنسَ كل شيء لتستطيع العيش. الحنين للماضي مدلوله واقع أليم، وخوف من المستقبل.