نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اغتيال
المرشد
الإيراني:
نقطة
التحوّل
الأخطر
في
الشرق
الأوسط؟ - تكنو بلس, اليوم السبت 21 يونيو 2025 05:34 صباحاً
في ذروة الحرب المفتوحة على إيران، تبرز فرضية اغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي كمفصل محتمل لا تتوقّف تداعياته عند حدود طهران. فالرجل لا يُمثل رأس النظام فحسب، بل هو القائد لشبكة نفوذ، سياسي وديني، عابرة للحدود، تمسك بتوازنات هشة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتتقاطع مع ملفات دولية شديدة التعقيد. ولذلك، لا يمكن التعامل مع تهديدات كهذه سوى باعتبارها مؤشر على مستوى التصعيد المحتمل ومخاطره.
اللافت في هذا السياق ليس التهديد بذاته، بل التفاعل معه داخل المحور الموالي لطهران. أبرز هذه الإشارات جاء في بيان الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي اعتبر أن أي محاولة للمس بالمرشد الإيراني "ستُخرج الحزب من الحياد"، وهي عبارة لافتة في توقيتها ومضمونها، خصوصًا أنّ الحزب حافظ طيلة الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران على مستوى معيّن من ضبط النفس.
رغم البنية المؤسسية للنظام الإيراني، فإن المرشد يمثّل مرجعية مركزيّة، ليس فقط دينياً بل أمنيًا واستراتيجياً، تُربط بها القرارات الحساسة، وتُبنى عليها توازنات دقيقة داخل أجهزة الدولة وخارجها. وقد يظن الإسرائيلي والأميركي أن غيابه المفاجئ، خصوصًا عبر اغتيال سياسي أمني، سيجعل النظام سيواجه تحدّي "الانتقال تحت الضغط"، بما قد يفتح الباب لتجاذب داخلي بين تيارات الحرس والمؤسسة الدينية، قد تُضعف النظام، ولكن في إيران حديث عن أن المرشد نفسه وضع خطة انتقال السلطة، وهي ستنفذ بسرعة بحال حصل الإغتيال.
في لبنان، يرى مراقبون أن اغتيال الخامنئي لما له من مكانة دينية عليا لدى تنظيم حزب الله قد يستوجب تبديل التعاطي مع الحرب الإسرائيلية على إيران، وربما يكون المدخل الذي يدخل منه الحزب الحرب، وبحسب مصادر متابعة فإن الحزب الذي يتعمد سياسة الغموض بانتظار التطورات، بعد تأكيد نيته عدم التدخل بداية الحرب، لن يُجيب على أي تساؤل حول ما سيفعله بحال تم اغتيال الخامنئي.
أما في العراق، فالفصائل المرتبطة بالحرس الثوري، وغيرها من الفصائل الشيعية العراقية المسلحة، قد تجد نفسها أمام لحظة إعادة تعريف للتموضع، إذ سيُنظر إلى الاغتيال بوصفه إعلان حرب على طائفة بأكملها لا على رجل أو نظام واحد، وهذا قد يسرّع من وتيرة العمليات ضد القوات الأميركية. حتى في الخليج، سينتقل التوتر إليها خشية من تمدّد حالة "الرد العقابي، وفي اليمن، قد يُستثمر الحدث لتوسيع جغرافيا الاشتباك.
أما إسرائيل، فقد ترى في هذا الاغتيال فرصة لكسر "المعادلة الملتبسة" التي تعيشها منذ نشأتها، لكنها ستكون تخاطر باندلاع صراع إقليمي قد لا ينتهي لصالحها على المدى الطويل.
قد لا يؤدي اغتيال المرشد الإيراني إلى سقوط النظام، ولا إلى نهاية مشروع محور المقاومة، لكنه حتمًا سيفتح الباب لمرحلة انفلات استراتيجي، تفقد فيها القوى توازن ردود الفعل، ويدخل فيها الشرق الأوسط مرحلة أكثر اضطرابًا مما عرفه في السنوات الأخيرة، وعندها قد تجد إيران نفسها معنية بإنتاج السلاح النووي لحماية وجودها في عالم لا يعرف سوى لغة القوة.
0 تعليق