نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انسحاب "فاغنر" من مالي... أي دور جزائري؟ - تكنو بلس, اليوم السبت 21 يونيو 2025 10:13 صباحاً
شكّل إعلان مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة مغادرة دولة مالي حدثاً بارزاً وغير متوقّع، بخاصة أن العلاقات بين المجموعة والنظام الحاكم في البلاد توصف بأنها وطيدة وغير قابلة للانفصام.
وأعلنت المجموعة، عقب انسحابها، أنها "أعادت جميع المراكز الإقليمية في البلاد إلى سيطرة المجلس العسكري المالي، وطردت القوات المتشددة وقضت على قادتها".
في المقابل، أبدت قيادة المجلس العسكري في مالي امتعاضها من هذا الانسحاب، خصوصاً أن المجلس ذاته هو من بادر إلى استقدام المجموعة عام 2021، وقد بقيت "فاغنر" في البلاد قرابة أربع سنوات، بحجة محاربة المجموعات الأزوادية.
وخلال هذه السنوات، كان واضحاً أن الوجود العسكري الروسي في الساحل الأفريقي أثّر على العلاقات بين موسكو والجزائر، إذ أبدى النظام الجزائري قلقاً واضحاً من الانتشار الواسع لمجموعة "فاغنر" على طول الحدود الجزائرية مع مالي (نحو 1400 كيلومتر).
وأدى تجاهل موسكو دعوات جزائرية تطالب بخروج "فاغنر" من مالي إلى توتر في العلاقات بين البلدين، ما دفع الجزائر إلى توقيع اتفاق عسكري مع قيادة القوات الأميركية في أفريقيا "أفريكوم".
ويرى الخبير الأمني كمال بن زاوي أن هذا الاتفاق ساهم بفاعلية في دفع "فاغنر" إلى التفكير جدياً في الانسحاب من الأراضي المالية.
ويقول بن زاوي، في تصريح لـ"النهار"، إن "التقارب العسكري الأخير بين الجزائر وواشنطن بعث برسائل واضحة للصديق والعدو في منطقة الساحل، وقد فُهمت هذه الرسائل على نحو صحيح، ما أدى إلى إنهاء الوجود الروسي ممثلاً بمجموعة فاغنر في مالي".
ويضيف أن العلاقات الجيدة حالياً بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين ساهمت، وستُساهم، في تخفيف حدة التوتر في منطقة الساحل، من خلال إنهاء النفوذ الروسي هناك، معرباً عن اعتقاده أنّ "المعطيات الجديدة ستدفع الأنظمة الانقلابية في مالي ودول الساحل إلى مراجعة تحركاتها، والعمل على استعادة عمق علاقاتها مع الجزائر تحديداً".
ورغم تأكيد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن اتفاق الجزائر مع "أفريكوم" لا يتعارض مع علاقات بلاده بموسكو، إلا أن محللين يرون أن الهدف الأساسي من الاتفاق هو التضييق على "فاغنر".
ويشير بن زاوي إلى أن أولى نتائج الاتفاق ظهرت من خلال الانسحاب الطوعي لعناصر "فاغنر"، مؤكداً أن هذه المجموعة لم يعد مرغوباً فيها من سلطات الدول المجاورة، بالنظر إلى الانتهاكات التي ارتكبتها بحق المجموعات الأزوادية، التي تُعد من مكونات الشعب المالي.
كذلك، يلفت إلى الخسائر البشرية التي تكبّدتها "فاغنر" في مواجهات مسلحة مع مقاتلي أزواد، مشيراً إلى أن "ميليشيات المجموعة خسرت ما لا يقل عن 80 عنصراً في معركة واحدة شمال مالي، في هزيمة مدوية".
وبحسب الخبير الأمني، فإن الجزائر لعبت أيضاً دوراً محورياً في الضغط على "فاغنر" ودفعها إلى مغادرة مالي، سواء عبر التحركات الميدانية، مثل إسقاط الطائرة المسيرة المالية التي اخترقت الأجواء الجزائرية، وما تلا ذلك من توتر ديبلوماسي حاد، أو عبر المساعي الديبلوماسية، مثل الاجتماعات التي جمعت وزير الخارجية أحمد عطاف بنظيره الروسي سيرغي لافروف.
وقد التقى الوزيران في جوهانسبرغ نهاية شباط/فبراير الماضي، على هامش اجتماعات مجموعة العشرين، حيث صرّح عطاف "إن الجزائر أعربت للجانب الروسي عن قلقها من نشاط مجموعة فاغنر في المنطقة، خصوصاً في مالي والنيجر".
0 تعليق