نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الانفجار القادم! - تكنو بلس, اليوم السبت 21 يونيو 2025 04:58 مساءً
تشهد المواجهة بين إسرائيل وإيران تسارعاً دراماتيكياً، يتخذ شكلاً شبه معلن لا يحتاج إلى الكثير من التأويل. السيناريو يذهب باتجاه حسم سريع، معزَّزٍ بدفعٍ دولي واضح لحشر إيران في الزاوية، مستفيداً من واقع داخلي إيراني مرتبك، تعصف به قبضة أمنية، وأزمة اقتصادية خانقة، جعلت اختراق الأجهزة السيادية يبدو متزايداً وغير مسبوق.
إيران، وسط هذا المشهد، لا تبدو محاطة بأصدقاء حقيقيين. صحيح أن كثيرين لا يعلنون عداءهم الصريح لها خوفاً من التصعيد، لكنهم أيضاً لا يعدّونها صديقاً يمكن الركون إليه. إسرائيل تُعتبر عدواً في وجدان كثير من الشعوب والدول، لكن إيران ليست صديقاً صادقاً في ميزان السياسة. وهذا ما يفسر حالة الصمت، أو الحراك الدبلوماسي المحدود الذي لا يرقى إلى مواقف صلبة، بل يبدو في كثير من الأحيان محاولة لـ"رفع العتب" أكثر من كونه موقفاً مبدئياً.
لكن خلال اليومين الماضيين، بدا أن الموقف الأميركي دخل مرحلة جديدة من الوضوح؛ إذ غادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قمة مجموعة السبع في كندا مبكراً، وتحديداً من بلدة كاناناسكيس الهادئة في جبال روكي، دون أن يكمل جدول أعماله أو حتى عشاءه، مكتفياً بتوقيع اتفاق مع بريطانيا، لينطلق بعدها إلى اجتماع أمني رفيع بشأن تطورات المعركة. وفي خطوة لافتة، كتب على منصته "تروث سوشيال": "على الجميع إخلاء طهران فوراً"، دون توضيح الأسباب، ما عزّز التوقعات بأن الأمور تتجه نحو مواجهة عسكرية مباشرة ووشيكة.
كل المؤشرات تقول إن نهاية هذا الأسبوع قد تشهد حسماً عسكرياً مفتوحاً ضد إيران. فمن الواضح أن إسرائيل غير قادرة على تحمل حرب استنزاف طويلة. وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن مئات الإسرائيليين بدأوا بالفعل بالبحث عن طرق للخروج من البلاد عبر البحر مقابل مبالغ مالية ضخمة. هذا يعكس هشاشة داخلية لا تتحمل صدمات طويلة الأمد.
تكمن قوة إيران في نقطتين أساسيتين: الأولى. قدراتها الصاروخية التي تمثل التهديد الأكبر لإسرائيل، وتسعى الأخيرة –بدعم غربي واضح– إلى تدميرها قبل أن تُستخدم، من خلال استهداف البطاريات والقواعد ومخازن الوقود.
الثانية: قدرتها على الصبر ، إذ يمتاز النظام الإيراني باستعداده لتحمل حرب استنزاف طويلة، خلافاً للمجتمع الإسرائيلي الذي يتكوّن في معظمه من مهاجرين قد لا يطيقون أجواء حرب طويلة، ما يجعل احتمالات النزوح أو الهجرة عالية.
لهذا دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تدخل أمريكي عاجل وحاسم، دون تأخير. وإذا صدقنا تصريح السفير الإسرائيلي لدى واشنطن مؤخراً، فإنه قال بوضوح: "سترون مفاجآت ليلة الخميس والجمعة ضد إيران، ستجعل من عملية (البيجر) ضد حزب الله تبدو بسيطة بالمقارنة".
ذلك إعلان صريح عن مشهد دموي مرتقب. وقد بدأ الترويج له بالفعل عبر تصريحات وتصعيد مثير للجدل، مثل زعم نتنياهو أن إيران تخطط لقصف أمريكا بصواريخ، أو اغتيال ترمب نفسه!
في هذا السياق، يظهر سيناريو "الرد السريع" كمسوّغ لتبرير التدخل، مدفوعاً بتهديدات إيرانية مفترضة لأوروبا في ملف النفط، ولأميركا عبر استهداف محيط سفاراتها.
أما دعوة ترمب الأخيرة بإخلاء طهران، فهي تثير تساؤلات كبيرة: كيف يُخلى سكان مدينة كبرى كطهران؟ نحن نتحدث عن عاصمة يتجاوز عدد سكانها عشرة ملايين، بين مستقرين ومتنقلين، وتمتد على مساحة تزيد عن 600 كم مربع!
هل دخلنا مرحلة التورط الأميركي الرسمي؟ يبدو ذلك. لكن لا تسأل عن المنطق، فالمنطق لم يعد شرطاً في حروب هذا العصر... أو أي حرب!
0 تعليق