كتبت – هاجر هشام

اكتشاف مدينة أثرية في "تل الفرعون" بمصر أذهل علماء الآثار وعشاق التاريخ على حد سواء، حيث كشفت بعثة بريطانية من جامعة مانشستر عن بقايا مدينة إيمت التاريخية في منطقة تل نباشة بمحافظة الشرقية، وهذا الكنز الأثري، الذي أعلنته وزارة السياحة والآثار المصرية، يعيدنا إلى دلتا النيل في القرن الرابع قبل الميلاد، مقدمًا لمحة عن الحياة اليومية والطقوس الدينية في تلك الحقبة الزمنية.

اكتشاف مدينة أثرية في "تل الفرعون" بمصر 

في إنجاز أثري مبهر، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن اكتشاف مدينة أثرية في "تل الفرعون" بمصر، وتحديدًا في منطقة تل نباشة بمحافظة الشرقية، فإن هذا الاكتشاف الذي قادته بعثة بريطانية من جامعة مانشستر، يكشف عن بقايا مدينة إيمت التاريخية التي ازدهرت في دلتا النيل منذ القرن الرابع قبل الميلاد.

عبقرية البيوت البرجية في إيمت 

وفي السياق ذاته، كشفت الحفائر عن مبانٍ سكنية فريدة تُعرف بـ"البيوت البرجية"، وهي منازل متعددة الطوابق بجدران سميكة صُممت لاستيعاب أعداد كبيرة من السكان، فإن هذه العمارة المبتكرة، التي انتشرت في دلتا النيل خلال العصر المتأخر وحتى العصر الروماني، تُظهر تقدمًا معماريًا مذهلاً، كما عُثر على مبانٍ لتخزين الحبوب وإيواء الحيوانات، مما يعكس تنظيمًا مجتمعيًا متقدمًا.

لقى أثرية نادرة تحكي قصص الماضي

بعد كشف مقبرة "كعبة المصريين القدماء، فإن من بين الكنوز المكتشفة، برز الجزء العلوي من تمثال أوشابتي مصنوع من الفيانس الأخضر بدقة عالية، يعود إلى الأسرة السادسة والعشرين، كذلك، تم العثور على لوحة حجرية تُصور الإله حورس واقفًا على تمساحين وهو يحمل أفاعي، مع صورة الإله بس أعلاها، ولم يتوقف الإبداع عند هذا الحد، فقد كشفت البعثة عن آلة موسيقية برونزية تُعرف بـ"السيستروم"، مزينة برأسي الإلهة حتحور، تعود إلى نهاية العصر المتأخر.

تقنيات حديثة تكشف أسرار إيمت

اعتمدت البعثة على تقنيات متطورة مثل الاستشعار عن بعد وصور الأقمار الصناعية لتحديد مواقع التنقيب في التل الشرقي، وهذه التقنيات كشفت عن تجمعات كثيفة من الطوب اللبن، مما سهل العثور على بقايا المباني، وفي منطقة المعبد، عُثر على أرضية حجرية ضخمة من الحجر الجيري وبقايا عمودين من الطوب اللبن، يُرجح أنهما كانا جزءًا من طريق مواكب دينية يربط بين معبد الإلهة واجيت وصرح من العصر المتأخر.

أهمية الكشف لفهم التاريخ المصري

يُعد هذا الاكتشاف، وفقًا لمحمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية، إضافة ثرية للمعرفة حول أطلال إيمت التاريخية، حيث يساهم في فهم أعمق للحياة اليومية والطقوس الدينية خلال الفترة المتأخرة والبطلمية المبكرة، كما أشار نيكي نيلسن، مدير البعثة، إلى أن إيمت كانت مركزًا سكانيًا رئيسيًا في الوجه البحري، خاصة بفضل معبد واجيت الضخم الذي لا يزال قائمًا جزئيًا.