تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع الضربات التي شنّتها الولايات المتّحدة الأميركية على المفاعلات النووية الإيراني فجر اليوم الأحد، فيديو بمزاعم أنَّه يظهر "لحظة ضرب مفاعل فوردو الإيراني". إلا أنَّ هذا الادّعاء خاطئ، والفيديو يعود إلى قصف على سوريا في 2024. FactCheck#

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

 

في الادّعاء المتداول، فيديو يظهر انفجاراً عنيفاً مع تصاعد كبير للنار والشعاع خلال الليل. وقد أُرفق بتعليق (من دون تدخّل): "عاجل- مقطع يظهر لحظة ضرب مفاعل فوردو الإيراني بواسطة القاذفة الأمريكية B2".

 

— عاجل من سوريا (@Mlafaat) https://twitter.com/Mlafaat/status/1936585315642126667?ref_src=twsrc%5Etfw

 

 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس)

 

 

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

الفيديو قديم، إذ نُشر للمرة الأولى في 16 ديسمبر/كانون الأول 2024. وهو لانفجار هائل في شمال غرب سوريا قرب مدينة طرطوس، إثر غارات إسرائيلية على مستودع للذخيرة.

 

— OSINTdefender (@sentdefender) https://twitter.com/sentdefender/status/1868424622946881903?ref_src=twsrc%5Etfw

 

 

الفيديو الاصلي المنشور عام 2024 (اكس)

 

 

آنذاك، أضاءت انفجارات هائلة سماء سوريا بفعل الضربات الإسرائيلية. ونقلت صحف إنَّ الهجمات استهدفت مواقع عسكرية في "أعنف ضربات" في المنطقة منذ أكثر من عقد من الزمن، إذ تم تسجيل الانفجارات على أجهزة استشعار الزلازل بقوة 3 درجات بالمقياس.

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إنَّ "الضربات الإسرائيلية على طرطوس هي الأعنف على الإطلاق، اذ استهدفت إسرائيل ما لا يقل عن 10 مواقع بـ18 غارة على قواعد الدفاع الجوي ومستودعات صواريخ من سهل عكار إلى قرية حريصون قرب الحدود الإدارية مع اللاذقية".

 

وأضاف أنَّ "إسرائيل تدمر ترسانة السلاح السوري بشكل ممنهج. وهذا التدمير متفق عليه، لأنَّ الغارات بدأت في اليوم الذي فرّ فيه بشار الأسد. إسرائيل ستترك سوريا من دون سلاح وبنى تحتية".

 

 

الولايات الأميركية تدخل خط الاشتباك بثلاث ضربات

وجاء تداول الفيديو بالمزاعم الخاطئة، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنفيذ المقاتلات الأميركية ضربات استهدفت ثلاثة مفاعلات نووية في قلب إيران، فجر اليوم الأحد.

 

وقال ترامب في تدوينة على منصّة "تروث سوشيال" تابعتها "النّهار" فور نشرها: "لقد نفذنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران، وهي فوردو ونطنز وأصفهان. جميع الطائرات الآن خارج المجال الجوي الإيراني، وأُلقيت حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي، فوردو".

 

 

 

منشور الرئيس ترامب (تروث سوشيال)

 

وأضاف أنَّ "جميع الطائرات في طريقها إلى الوطن بسلام. تهانينا لمحاربينا الأميركيين العظماء. لا يوجد جيش آخر في العالم يستطيع فعل هذا. الآن هو وقت السلام! شكراً لاهتمامكم بهذا الأمر".

 

وعقب الهجوم الأميركي، أنذر الحرس الثوري الإيراني الولايات المتحدة بـ"ردّ عنيف". واعتبر أنَّ "واشنطن وضعت نفسها بشكل مباشر على خط المواجهة بمهاجمة المنشآت السلمية".

 

  وأكّد أنَّ "أميركا لا تملك المبادرة ولا القدرة على الهروب من عواقب الرد العنيف"، متوجّهاً إلى القيادة الأميركية بالقول: "على الغزاة الآن انتظار ردود ستجعلهم يندمون".