قال العميد محمود محيي الدين، الخبير السياسي في شؤون الأمن الإقليمي، إن الضربة الإيرانية التي وقعت صباح اليوم ضد إسرائيل فاجأت العالم بأسره، وأظهرت قدرة الصواريخ الإيرانية على الوصول إلى مدى يتجاوز 2000 كيلومتر، ما يشير إلى أنها انطلقت من عمق الأراضي الإيرانية، وليس من المناطق الغربية التي تزعم إسرائيل أنها قضت على نصف منصات الصواريخ فيها.

خبير أمن إقليمي للميس الحديدي: الرد الإيراني فاجأ العالم

وأضاف خلال لقائه ببرنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON:
"طبيعة الرد الإيراني العنيف، والخسائر التي ألحقها بإسرائيل، تعد مؤشرًا على طبيعة الرد الأمريكي المحتمل، خاصة أن إيران ما زالت تتعامل مع إسرائيل باعتبارها العدو المباشر، ضمن قواعد الاشتباك المعروفة، التي تعتبر استهداف إسرائيل بمثابة استهداف للولايات المتحدة.

إغلاق مضيق هرمز قيد التنفيذ العملي

وأوضح محيي الدين أن إيران كانت تتجنب المواجهة المباشرة مع أمريكا، لكن الأمور تغيرت، خصوصًا مع قرار البرلمان الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، مشيرًا إلى أن القرار أُحيل إلى المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي من المتوقع أن يوافق عليه، على أن تُنفذ الإجراءات بشكل عملي، دون إعلان مسبق، وذلك عبر تحرك مباشر لإغلاق المضيق.

وتابع: "الولايات المتحدة استبقت زيارة متوقعة لمسؤول إيراني إلى موسكو بضرب المنشآت النووية، إذ كان من المقرر أن يزور عراقجي العاصمة الروسية، إلا أن واشنطن قصفت المنشآت عمدًا قبل تلك الزيارة."

وأشار إلى أن الأسطول الخامس الأميركي انسحب جزئيًا من مواقعه، حيث جرى سحب السفن إلى موانئ صديقة في الخليج، وتم إخلاء مقرات القيادة، مع الإبقاء فقط على العناصر الإدارية، تحسبًا لأي استهداف مباشر أو إغلاق فعلي لمضيق هرمز.

وبشأن مسار الحرب، قال محيي الدين: "الحرب لم تنتهِ بعد، وستكون لها ارتدادات إقليمية شديدة، ما لم تتحرك الدول العربية والقوى الكبرى مثل الصين وروسيا لكبح جماح إسرائيل. هناك تسريبات من تل أبيب تفيد بأن الحكومة الإسرائيلية لم تعد قادرة على تحييد إيران."

واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن الولايات المتحدة لا تميل حاليًا لتوجيه ضربة جديدة لإيران، بل تفضل العودة إلى طاولة المفاوضات، موضحًا أن إيران لن تلقى مصير العراق إلا إذا دخلت في مواجهة مباشرة مع واشنطن، مؤكدًا: "إذا سقط جندي أمريكي واحد، فإن الرئيس الأمريكي سيضطر إلى إعلان الحرب رسميًا."