نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الرياض":
الأزمة
التي
تشهدها
المنطقة
جزء
من
توسع
السلوك
الإسرائيلي
في
الاتجاه
الخاطئ - تكنو بلس, اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 09:26 صباحاً
أشارت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أن "سلوك إسرائيل وفقاً للمعايير السياسية ساهم بشكل مباشر في جر المنطقة إلى مزيد من المخاطر الإقليمية، وخير دليل على ذلك ما أنتجته الفترة التي تلت حرب ما بعد السابع من تشرين الأول 2023، والتي أثبتت أن العالم بحاجة إلى حلول سلمية فعالة للحروب والصراعات الشرق أوسطية".
واعتبرت الصحيفة أن "السلوك الإسرائيلي يدفع نحو جعل المنطقة تعيش اللحظات الحرجة التي أدت بشكل مباشر إلى تعزيز مفهوم عدم الاستقرار وانعدام الأمن، وخاصة في ظل تغييب للأدوات الدبلوماسية لمعالجة الأزمات أو حتى إدارتها، والحقيقة أن الغياب في هذا الجانب يتطلب ملاحظة السلوك الإسرائيلي الذي يقف أمام كل محاولة هدفها المساعدة في صياغة الأدوات والحلول المناسبة".
وأوضحت أنه "برغم احتياجات المنطقة الدائم إلى الاستقرار إلا أنها أصبحت أقل ثقة في السياق التاريخي الطبيعي للأحداث السياسية، لأن هناك دولة منتظرة سوف تمارس سلوكاً يتناقض مع المعطيات التاريخية، حيث يساهم ذلك السلوك في قتل الفرص العظيمة وتعطيل الاحتياجات الطبيعية للمنطقة التي تشهد حشدا هائلاً من تكتل الأسلحة التي لن تؤدي إلا لمزيد من التصعيد، مشيرة إلى أن "الصراعات التي نشهدها اليوم لا تبشر بنتائج إيجابية لصالح المنطقة، بل إن أقل ما يمكن أن تنتجه هذه الأزمات هو تطور أشكال العنف القابل للاستمرار والمنذر بصراعات دائمة والمزيد من الدمار".
ولفتت إلى أن "طبيعة العنف والحروب إذا ما استمرت فإنها تقوض أي أمل يمكنه أن يوصل إلى اتفاقات أو تهدئة، هذه الحرب التي تجتاح المنطقة اليوم هي توسع طبيعي لأحداث بدأت منذ زمن ولكن أقربها هو ما بعد أحداث السابع من تشرين الأول 2023، اليوم هناك نشاط إقليمي يدفع بإسرائيل لجعل سلوكها السياسي عبارة عن استعداد دائم لنشر قواتها، مما يعنى شرق أوسط مزدحم بالأزمات وغارق في حروب طويلة وعمليات عسكرية وسباقات تسلح خارجة عن السيطرة".
ورأت أن "السلوك الإسرائيلي هو من حول منطقة الشرق الأوسط إلى أن تكون هي المنطقة الوحيدة تقريبا في العالم التي لا توجد بها هيئات متعددة الأطراف ودائمة، تساهم في منع الصراعات وتنسق لأمنها الإقليمي وبناء الدبلوماسية، هذه المنطقة تتكئ فقط على دولها الفاعلة في تسيير نهجها الدبلوماسي، والذي دائما ما تقابله إسرائيل بالرفض والإنكار، إسرائيل هي من حول الشرق الأوسط إلى منطقة يصعب فيها بناء الهياكل السياسية والهيئات الإقليمية بل هي من رسخ فكرة الانقسام في المنطقة".
كما اعتبرت أن "السلوك الإسرائيلي ساهم في غياب واضح للمنظمات الإقليمية الفاعلة فلا يوجد في الشرق الأوسط ما يعادل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، كما أن الترتيبات الدفاعية المشتركة بين الدول في هذه المنطقة تتم محاصرتها سياسيا، مما يجعلها غير فعالة في منع الصراعات أو احتواء الحروب الإقليمية، رغبة إسرائيل في ترسيخ عزلتها عن المنطقة هو السبب الرئيس وراء كل هذه الأزمات، ولا يمكن لإسرائيل أن تمارس دورها في المنطقة إلا من خلال بناء منظومة مشتركة من المصالح بينها وبين دول الشرق الأوسط، ولا خيار أمام إسرائيل سوى الاندماج المتعادل مع المنطقة، وليس الاندماج المنحاز الذي تريده إسرائيل، بحيث لا تقدم شيئاً للمنطقة وفي ذات الوقت هي تريد كل شيء من الشرق الأوسط".
ولفتت إلى أن "منطقة الشرق الأوسط ومنذ ما يقارب من قرن من الزمان وهي تقاوم طبيعة التنسيق الدولي تجاهها، فقد تم فرض فكرة وحيدة تقول إن وجود القوى العالمية إنما هو جزء من حماية إسرائيل، ولكن في المقابل لم تمارس القوى العالمية عبر تاريخها أي دور يمكنه تعديل السلوك الإسرائيلي لصالح المنطقة، والحقيقة أنه خلال ما يقارب من ثمانية عقود مضت لم تبدِ القوى العالمية أي اهتمام بالسلام وفقا للقواعد التي تضمن للمنطقة الاستقرار، ومع أن المنطقة تعتبر منطقة مصالح نشطة للكثير من القوى العالمية، إلا أن السلوك الإسرائيلي استطاع تعطيل السعي إلى أي مخرج يمكن احتسابه في خانة السلام الشامل لقضايا المنطقة".
وأضافت: "في الأزمة القائمة اليوم نلاحظ أن السلوك الإسرائيلي شديد التقلب، وتعكس مؤشرات ذلك السلوك فكرة عدم الاستقرار الداخلي والاستقطاب المتعدد الأطراف، فالأزمة الحالية التي تشهدها المنطقة بين إسرائيل وإيران هي جزء من توسع السلوك الإسرائيلي في الاتجاه الخاطئ، والذي سوف يؤدي في النهاية إلى نتائج عكسية، واليوم نحن أمام لحظة عالمية تتطلب قوى دولية تعيد فكرة الاستثمار في صنع السلام وليس دفنه، واذا كانت القوى الدولية ترى أنها أصبحت منهكة من التدخل في الشؤون الإقليمية للشرق الأوسط أو أنها أصبحت مستنزفة بسبب مشكلاتها السياسية أو الاقتصادية، فعليها أن تجرب تبني فكرة ترويض السلوك الإسرائيلي عبر منع الصراعات وتنسيق الأمن بين دول المنطقة".
0 تعليق