نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"لون الدرعية" بعيون مطوّريه: هوية بصرية تُجسّد روح السعودية - تكنو بلس, اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 09:26 صباحاً
كل زيارة إلى الدرعية في الرياض تأخذنا في رحلة عبر الزمن، ليس بفضل ما تحتضنه من تجارب ثقافية وفنية متنوعة فحسب، بل أيضاً لما تتميّز به من عمارة تراثية فريدة بطابعها وتصاميمها وألوانها. وقد أثمر ذلك عن ابتكار درجة لونية خاصة عُرفت بـ "لون الدرعية" (Diriyah Tan)، طوّرت بالتعاون مع شركة "بانتون" العالمية، لتعكس جوهر المملكة العربية السعودية، وتُجسّد روح عاصمتها الأولى، الدرعية، بكل ما تحمله من أصالة وتاريخ.
وفي حديث خاص لـ "النهار"، أشار عبد الله الرزين، مدير عام مساعد تسويق الهوية في شركة الدرعية، إلى أهمية هذا اللون، قائلاً: "لون الدرعية ليس مجرد درجة لونية، بل هو بصمة بصرية وهوية متفردة تحمل في طياتها عمقاً تاريخياً وجمالياً يُميزه عن سائر الألوان. ومن أبرز خصائصه كونه لوناً حصرياً تم تطويره ثمرة تعاون بين شركة "الدرعية"، الجهة المطوّرة للمشروع، ومعهد "بانتون" العالمي، ما يمنحه دقة عالية وتوثيقاً عالمياً".
وكشف الرزين عن مصدر استلهام هذا اللون، قائلاً: "استُمد من التمازج الفريد لمواد البناء الطينية التي جُمعت من خمسة عشر مورداً مختلفاً، ويتميز بدرجته الذهبية المشبعة بالدفء، وهي درجة لم تأتِ مصادفة، بل نتجت من دراسة تفاعل الضوء والظل مع الجدران الطينية الشامخة وتأثير انعكاس الشمس عليها".
وأضاف إن "لون الدرعية" صُمم ليترك أثراً دائماً وعميقاً، لأنه يُجسد المكانة التاريخية والثقافية للدرعية، ويُعد إحدى الأدوات البصرية التي تروي قصتها للعالم، مما يُساهم في تعزيز حضورها كوجهة ثقافية وسياحية عالمية، ومنارة للإبداع والمبدعين.
التعاون مع "بانتون"... واستخدامات اللون
وعن الشراكة مع "بانتون"، قال الرزين إن التعاون نابع من قناعة الشركة بأهمية الاستفادة من الخبرات العالمية في نقل الهوية المحلية الأصيلة. فمعهد "بانتون" يُعد مرجعاً عالمياً موثوقاً به من ملايين المصممين والمنتجين، لما يتمتع به من تاريخ عريق وخبرة واسعة في مجال الألوان.
وتابع: "نظام بانتون لمطابقة الألوان هو نظام معتمد عالمياً، يضمن دقة الألوان واتساق استخدامها عبر التطبيقات المختلفة".
وشدد على أن "لون الدرعية" لم يُبتكر ليكون لوناً عابراً أو استخداماً موقتاً، بل يُمثّل ركناً أساسياً في الهوية البصرية لمشروع الدرعية، من الأصول التاريخية إلى الواجهات المعمارية والتفاصيل التصميمية الدقيقة. وقد حرصت شركة "الدرعية" على أن يجمع هذا اللون بين الدقة العلمية في تصميمه، والجاذبية البصرية في تأثيره، والعمق الثقافي في رمزيته، ليكون رمزاً بصرياً يعكس أصالة العمارة التقليدية وروح الدرعية، وفق ما أكده الرزين.
ومن المخطط أن تحتضن الدرعية 18 ألف وحدة سكنية مصممة على الطراز النجدي الأصيل، سيكون "لون الدرعية" سمة بارزة فيها. كما يمتد المشروع على مساحة تطويرية تبلغ 14 كيلومتراً مربعاً، ويضم نحو 40 فندقاً فاخراً، وأكثر من 10 معالم أيقونية ومواقع ثقافية وتاريخية، إلى جانب 9 متاحف.
ووصف الرزين رؤيتهم لـ "لون الدرعية" بأنها تتجاوز حدود المباني، ليكون اللون حاضراً في عناصر متعددة داخل الدرعية، مثل الهدايا التذكارية، واللافتات الإرشادية، واللوحات الإعلانية، والمواد التعريفية والتسويقية، وحتى العلامات التجارية المستوحاة من هوية المكان.
ونظراً الى كون مشروع الدرعية مشروعاً تطويرياً متعدد الاستخدام يضم أصولاً ثقافية وتاريخية، ومتاجر راقية، ومطاعم عالمية، فإن إمكانات دمج اللون في تصاميمه وهويته البصرية واسعة ومبتكرة، تتعدى الطلاء الخارجي للمباني إلى أدق التفاصيل، بحسب الرزين.
"لون الدرعية" من مستهدفات رؤية السعودية 2030
وأكد أن "لون الدرعية"، المستلهم من تراث حي الطريف المسجّل في قائمة اليونسكو، يُساهم في ترسيخ الهوية الثقافية للمملكة على الصعيدين المحلي والعالمي ضمن إطار رؤية السعودية 2030، إذ يُعد المشروع من ركائز هذه الرؤية، ويهدف إلى إبراز المملكة وجهة سياحية عالمية رائدة. فالدرعية، مهد الدولة السعودية، يُجسّد تطويرها التقاء الماضي العريق بالمستقبل الطموح، مع استقطاب أكثر من 50 مليون زيارة سنوياً بحلول عام 2030".
وأضاف: "يُجسّد "لون الدرعية" أحد جوانب مستهدفات الرؤية، من خلال تعزيزه للفخر بالهوية التاريخية محلياً، وتقديمه الى العالم لغة بصرية تنقل أصالة الدرعية وتراث المملكة بأسلوب عصري وجذّاب".
0 تعليق