نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ظاهرة
الإكليل
الجوي
تزين
سماء
الصيف - تكنو بلس, اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 03:26 مساءً
أوضح ذلك المهندس ماجد أبو زاهرة يرصد خلال فصل الصيف ومع صفاء السماء ومرور السحب الرقيقة مشهداً بديعاً يتمثل في حلقات ملونة تحيط بالشمس تعرف علمياً باسم “الإكليل الجوي”. هذه الظاهرة الجوية الجميلة نادرة نسبياً لكنها تحدث عندما تتوفر ظروف جوية مثالية كما ظهر في الصورة المرفقة الملتقطة في سماء مدينة جدة غرب السعودية.
ما نراه في الصورة قرص الشمس تحيط به حلقات ملونة متدرجة تشمل ألوان الطيف (الأزرق والبنفسجي والأخضر والأصفر والبرتقالي والأحمر) تظهر بتدرج واضح ومنتظم وهي سمة بصرية مميزة لظاهرة الإكليل .
الإكليل الجوي يتشكل عندما تمر أشعة الشمس من خلال سحب رقيقة تحتوي على قطرات ماء متقاربة الحجم فيحدث ما يعرف بظاهرة حيود الضوء حيث تنحني موجات الضوء عند مرورها حول القطرات الدقيقة وتتشكل حلقات ملونة نتيجة تداخل الأطوال الموجية المختلفة.
وبما أن الضوء الأبيض يتكون من ألوان متعددة فإن كل لون ينحرف بزاوية مختلفة مما يؤدي إلى ظهور هذه الحلقات الملونة القريبة من قرص الشمس وتكون أكثر وضوحاً عندما تحجب السحب الرقيقة حدة ضوء الشمس دون أن تخفيها بالكامل.
ومن المهم التمييز بين هذه الظاهرة وظواهر أخرى مشابهة ظاهرياً ولكن مختلفة تماماً في السبب الفيزيائي فالإكليل هنا ظاهرة بصرية جوية تحدث داخل الغلاف الجوي الأرضي ولا علاقة له بالإكليل الشمسي الفيزيائي الذي يرى فقط أثناء الكسوف الكلي للشمس والمقصود به حينها هو الغلاف الجوي الخارجي الحار للشمس والذي لا يمكن رؤيته إلا عند اختفاء قرص الشمس خلف القمر.
كذلك يختلف الإكليل الجوي عن “الهالة الجوية” التي تتكون بسبب انكسار الضوء داخل بلورات الجليد الموجودة في السحب العليا الباردة وغالباً ما تظهر على شكل دائرة واسعة بزاوية 22 درجة أو أكثر من الشمس أو القمر بينما حلقات الإكليل الجوي أصغر حجما وتظهر ملاصقة تقريباً للقرص الشمسي أو القمري.
وفي بعض الحالات يمكن أيضا لـ غبار الطلع (حبوب اللقاح) أن ينتج ظواهر مشابهة للإكليل خاصة في مواسم الإزهار لكن هذه الإكليلات الجوية الناتجة عن الطلع تكون أصغر حجماً وغالباً ما تكون غير دائرية بسبب عدم انتظام شكل حبيبات اللقاح وتظهر في شكل حلقات بيضاوية مع بقع ضوئية براقة.
الإكليل الجوي ليس دائماً واضحاً وقد يظهر بألوان باهتة جدًا أو حلقة بيضاء فقط إذا كانت السحب غير متجانسة وقد لا ينتبه له الشخص العادي لأنه قريب من قرص الشمس ويتطلب نظرة حذرة دون التحديق المباشر بالشمس ويمكن تصويره بسهولة بكاميرا رقمية ذات إعدادات منخفضة الحساسية وضبط مناسب للغالق.
ظاهرة الإكليل الجوي يمكن رصدها في جميع دول الوطن العربي عند توفر الشروط الجوية المناسبة. هي ليست ظاهرة نادرة من حيث التكوين ولكن ندرة ملاحظتها تعود لقلة الانتباه لها أو ضعف التباين اللوني احياناً.
تعد هذه الظواهر البصرية دليلاً على تفاعل معقد ومدهش بين الضوء وعناصر الغلاف الجوي وهي تذكير دائم بأن في أبسط المشاهد الطبيعية كالغيوم حول الشمس تكمن عمليات فيزيائية غاية في التعقيد والجمال.
0 تعليق