أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بشدة التفجير الإرهابي غير المسبوق الذي استهدف كنيسة مار الياس بدمشق، معربا عن تعازيه لأسر الضحايا والمصابين ومواساته للحكومة والشعب السوري.

ونقل المتحدث باسم الأمين العام جمال رشدي قلق الجامعة العربية البالغ من هذا التطور الجديد والذي يمثل استهدافاً للمدنيين في إحدى دور العبادة وما قد يترتب عليه من تداعيات سلبية على الأمن والاستقرار في سورية.

وأشار في هذا السياق إلى الخطورة التي لا تزال تمثلها التنظيمات الإرهابية ولا سيما تنظيم داعش من حيث تزايد مخاطرها بفعل حالات الفوضى والانعدام الأمني، معربا عن الأمل في أن تتمكن الحكومة السورية من التصدي لهذه التنظيمات الإرهابية وغيرها ممن يستهدفون السلم الأهلي في سورية والإقليم.

وأكد المتحدث تضامن الجامعة العربية مع سورية حكومة وشعبا، ودعمها لجهود تحقيق المسار الانتقالي السلمي الذي يحفظ حقوق جميع أبناء الشعب السوري ويحقق طموحاته في الاستقرار والتنمية.

وهز تفجير انتحاري كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة بالعاصمة السورية دمشق، يوم الأحد، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، ووفقًا لتقارير وزارة الصحة السورية، بلغت الحصيلة 22 قتيلاً و59 جريحًا، مع توقعات بارتفاع الأعداد بسبب خطورة الإصابات.

ووقع الهجوم أثناء إقامة قداس مسائي، حيث اقتحم انتحاري يرتدي حزامًا ناسفًا الكنيسة، وبدأ بإطلاق النار عشوائيًا قبل أن يفجّر نفسه، مما تسبب في دمار كبير داخل المبنى وفي المباني المحيطة، في حين أعلنت وزارة الداخلية السورية أن الهجوم نفّذه عنصر يتبع تنظيم «داعش» الإرهابي، مشيرة إلى أن التحقيقات الأولية تؤكد تورط التنظيم في استهداف المدنيين بهدف زعزعة الاستقرار وإثارة الفتنة الطائفية.

ويُعدّ هذا الهجوم الأول من نوعه في دمشق منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، مما يثير مخاوف من عودة العمليات الإرهابية إلى المناطق التي شهدت استقرارًا نسبيًا.

تُعتبر كنيسة مار إلياس واحدة من أقدم الكنائس في دمشق، وتحمل مكانة روحية وتاريخية كبيرة للطائفة المسيحية في سورية، وتقع في حي الدويلعة، المعروف بتنوعه الديني والثقافي، مما يجعل استهدافها يحمل دلالات رمزية تهدف إلى تقويض التعايش الديني والسلم الأهلي في البلاد.